12- دون صَوت

983 31 2
                                    

جَو اكمد ،
سَماء رَمادية

قلوب تَدعى الحُزن
، كانت تَشعُر أن الجَميع يَدعى الحُزن

لَكِنهم لا يُجيدونهُ مِثلها
أبداً

فـالحُزن الحَقيقي هو الإمتناع عن الحديث
جَميعهم كانوا يَتَحدثون

عَداها

كانت تَنظُر لـإمها مَفطورة القلب المُتَمسِكة
بِصورة فِلذة كَبدها تَحتَرِق شَوقاً
عليها

لَكِنها تتحدث مع الحاضرين
حَتي لو كانت تَذرِف بعض الدموع

كَانت تَري إهتزاز تجاعيد
في وَاجه والدها مَلوي الظهر مِن كَثرة الانكسار

لَكِنهُ كان يُجيد طَرح الأحاديث
زَوجها

يَبكِ ألماً علي مَعشوقَتهُ
التي اختفت في لَحظة

بَخلت عَليهُ
بالبقاء

يَبكِ مع بعض الكَلِمات لـصَديقَهُ
، لَكِنها لَم تَرتَمي في أحضان إحداهن

بل كان بُكائها دون صَوت بُكاء داخلي
، انزوت حُزناً

إنها لا تَنطِق بِحَرف
لا تَنظُر إلا للأرض حيث عادت هي

جِفنيها لا يَحملان اي قطرات دموع
لِمَ البُكاء ؟

البُكاء لِمَفطوري القلوب
فقط

و ليس لِمَن انتَهب مِنهُم عنوة
، إنها شَقيقَتها مِن الاب

و تَمنت كِلتاهُما الموت
للأخري

لم تَكُن تَعلم
أنَّ الأمر مؤلم هَكذا

استَقام والدها
، الذي عاد مِن إيطاليا فَور أن عَلِم بالأمر

جلس جوارها
، ثانية ... ثانيتين

اخذها بَينَ احضانهُ
، يُعانِقها بِدفئ

اجهشت بالبكاء
و أخيراً

أفرغت عن حُزنها
، قَلبها انتهب مِنها

لَكِن هي الآن دون شَقيقة
أو والدتها

فقدت الاثنين
، والدتها تَوفت في التاسع و العشرون من مايو

و شَقيقتها أيضاً
، إنها تُعاني مِن العناء ضِعفان

والدتها و شَقيقَتها
، تَوقفت عن البُكاء

تَبتَعِد عن والدها

- مَـارسِـيـلا إبنَتي

- لا تَلفظ هذه الكَلِمة علي لِسَانكَ النَجِس

- لَكِن ...

- تَوقف عن تَمثيل دَور الاب الجَيد
ايه النَجِس

قالت بصوت خافِت
، حِرصاً علي عَدم سماع أحد لِكلِماتها

استقامت هي
، وَقِفة أمام تابوت شَقيقَتها

ظَلت دَقيقَتين
حِـدَادً علي روحها

- فـالـتَـرقُـد رُوحَـكِ بِـسَـلام آريا

خَتمت وجودها بِبِضع كَلِمات
، خَففت عنها

- - - - - - - - - - - - - - - -

مر اسبوعين علي
ما حدث

لم يَعرِف أحد مَن قَتلها
بِهذه الوحشية

تَناست الامر
، علي الرغم انها كانت أكثر من تأثر

لَكِن وجهها الملائكي
استطاع اخفاء وجهها الخَبيث

و هي باتت تَعلم من فَعلها
و لِمَ

هو مَن فعلها
جـونـكـوك

أراد الانتقام لَها
، و هي عَذَرَتهُ بالفِعل و تَقَبلت الامر

عاد أهلها إلي مَوطِنَهُم
الام

بَينَما عادت هي إلي مَوطِنها
، جـونـكـوك

- جـونـكـوك

- ماذا مُحِبَتي

قال هو ، بَينَما كانت هي
جالسة بِإمالة علي عليهُ

- اُريد أن أذهب إلي رِحلة باليَخت
خاصَتكَ

- كَما تأمُري مـارسـيـلـيـن

قال هو بَينَما
قَبل فَروة رأسها

ابتسمت بإتساع
، سَيَحدُث كَما تَمنت

قَرِيباً

- - - - - - - - - - - - - - - -

WANT YOUR LIPS. || J.Kحيث تعيش القصص. اكتشف الآن