ربما سبق وقرأت أو تلَوت أو حفظت وسمَّعتَ هذه الآيةَ من قبل...ولعلَّ شعورًا من الدفء داهم قلبك.
اسمح لي بأن أُطلِعَكَ على تفسيرٍ لها سيجعل ذلك الدفء يعود ليزور نابضك...ليمكث فيه...وليواسيه.
قال سبحانه وتعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة:١٨٦].{إذا}: استخدام (إذا) يدلُّ على انتظار الله عبده ليسأله ما يريد.
{عبادي}: الله سبحانه وتعالى ينسبنا إليه مبديًا حبَّه لنا، كما لم يحدد مَن مِن عباده، بل جمع جميع عباده الصالحين أو التائهين.
{فإنِّي}: بدل إخبار النبي محمد ﷺ بالإجابة على سؤال العباد أجاب الله بنفسه ليبدي لنا أنه ينتظر ويترقب دعاءنا وسؤالنا عنه وأيضًا ليذكرنا بأنهُ ما من حاجزٍ بيننا وبين خالقنا.
{قريب}: من بين أسماء الله العديدة، الآية احتوت اسم الله القريب توضيحًا لحاجة من يرجو الهداية للقرب والمعية.
{أجيبُ}: لتوضيح حتمية إجابة الله للدعاء، استُخدِمَت كلمة (أجيب) بدلًا من (أستجيب).أي ليس هناك محاولة خائبة أو استغراق في الوقت للتلبية. الله سيجيب حتمًا دون انتظار.
{دعوة}: باستخدام مفرد الكلمة، يخبرنا الله أنهُ سيستجيب لعبده ولو أنه دعاه مرةً واحدةً وحسب!
{الداعِ}: بإضافة (ال) التعريف، يثبت الله أنهُ يعاملنا كأفرادٍ متفرقين، لا ينشغل عن بعضنا ببعضٍ آخر، ولا يخلط بيننا بل هو موجودٌ متوفرٌ لكل عبدٍ داعي.
الشرط الوحيد هو الإتجاه إلى الله والسؤال عنه ومنه.{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}: سهَّل الله علينا الأمر إذ لم يطلب منا الإجابة ردًّا على ذلك، بل الإستجابة، أي المحاولة مع أخذ الوقت، لطفًا ورحمةً منه بعباده.
{وَلْيُؤْمِنُوا بِي}: الله سبحانه وتعالى يجيب الدعاء لكن ليس على جداولنا أو على مقاييسنا، بل الله قادر على إجابتنا بأفضل وأحسن وأنسب طريقة لنا، فهو الذي يعرف ما هو خيرٌ لنا أكثر من أنفسنا إذ يعلم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. لذا يطلب الله أن نؤمن بأنه سيجيب دعواتنا في الحين الأمثل بالطريقة المثلى.
{يَرْشُدُونَ}: يختم الله الرحيم الآية المليئة بالأمل بإظهار رابطة الدعاء والإيمان بالرشاد. فمن دعا الله وآمن بإجابته دعائه، سيهديه الله الرشد والصلاح بإذنه.
🌌 أيا كم في القرآن من إعجاز
وكم في كلام الله من شفاء 🌌

أنت تقرأ
إذا دعانِ
Espiritualهذا الكتاب هنا، أشبه بالمرجع البسيط، بالمكتبة المتواضعة حيثُ تُصنَّفُ الأدعية على الرفوف حسب المشاعر. لطالما خالجتنا تلك المشاعر وعايشنا تلك اللحظات، حيثُ تتوق روحنا لعطاء خالِقها، حين نرفع أيدينا إلى السماء راجين دعوةً مقبولة فتختَنِقُ الكلمات في ص...