هلوسات باسمه

1.3K 46 3
                                    

الْجَمِيعُ مَعَ الْقَدَر ضِدَّك، لَكِنَّنِي مَعَك ضِدَّهُم وَضِدَّ الْقَدَر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قد تسقط الأقنعة التي اعتدنا على ارتدائها فتظهر حقيقة ما كنا بصدد إخفائه، كذلك هو حال كارلوس المختبئ تحت قناع الهدوء محاولا إخفاء غضبه ورغبته القوية في تهشيم فك شقيقه والذي تجرأ على احتضان خصر زوجته بين كفيه، كم هو لئيم وجريء
" سعدت بالرقص معك أيها الوسيم"
" وأنا أسعد زوجة أخي الفاتنة"
افترق الثنائي لتعود أريانا أدراجها رفقة كارلوس، ليمر الخادم بجانبها فتحمل كأسا من النبيذ الكرزي الموافق لشفتيها، وقبل أن ترتشف، اقتربت منها ناستيا بفستان لا يستر إلا القليل، محاولة إغراء كارلوس واستفزاز الطبيبة في آن واحد، لتبتسم أريانا بمكر وتشرب من كأسها، وتنبس مستفزة إياها" كارلوس لا يفضل لون بشرتك أيتها الجميلة، ثم إنك تضعين الكثير من مساحيق التجميل ومشيتك غير متزنة، لست نوعه المفضل"
ثم تقترب أكثر منها هامسة" أظنك الليلة قمت بتغطية الكثير من جسدك، وهذا مالايعجب الكثيرين هنا"
نجحت مرة أخرى في جعل قريبتها الحمقاء تشتعل غضبا، بينما كارلوس فلم ينبس بأي كلمة، فقط يراقب زوجته كيف تضيف البنزين لتزيد النار اشتعالا بقولها" الكثيرون بانتظارك بساحة الرقص، أصبحت مشهورة بين الفتيان"
لتقهقه بعدها مغيظة إياها، لم تجد ناستيا ما تقوله فقد استطاعت أريانا التلاعب بمزاجها بأقل من دقيقة، لتحمل كأس نبيذها ساكبة إياه على فستان أريانا، وما فاجأها أنها تجمدت بل لم تنبس بكلمة، فقط قهقهت مرة أخرى كأنها أسعد من بالكون لتنبس" أتظنين أنك بفعلتك الغبية هذه ستكبتين لمعتي أو تشوهين سمعتي أيتها الحمقاء، فقط تظهرين للجميع أنك مجرد عاهرة غبية تحاول جذب أنظار الحمقى من الجنس الثاني، ولأكون صريحة معك، مستواك المنحط عار على عائلة ميشال، وفضيحة كبرى تواجد أمثالك بمكان راق كهذا، حتى أن السماء تأثرت بألاعيبك الغبية وهاهي تذرف دموعها" لتختتم أريانا ما قالته حاملة كأسين من صينية الخادم ساكبة إياهما على رأس ناستيا لتضيف" أظنك الآن أصبحت فاتنة أكثر يا ابنة خالتي"
لتنطلق بعدها دون أن تشير لأي كان، اتجهت نحو السطح علها تخفف من غضبها، عل أمطار الغيث تتكفل برفع عبئها، وقفت غير آبهة بما يجول حولها، لا تدر لما الجميع يكرهها رغم أنها لم تمسهم بسوء، قطع خدمتها وتفكيرها قول كارلوس" يمكننا العودة إن أردت"
" أتدر كارلوس، أستمتع حقا بمجاراة حماقتها تلك، تظن أنها تعلن انتصارها، لكنني في الحقيقة أنزع أعلامها وأصرخ أنني مالكة الساحة"
" حينما توجه السهام بكثرة نحوك اعلمي أنك في الطريق الصحيح، اعلمي أنك ناجحة بل ومثالية، والمجتمع لا يرحم المثالية"
فهمت أريانا من قوله أنه يثق بها الآن ، لتنبس بهدوء متوجهة بأنظارها نحو سوداويتاه نابسة" كل منا حقير بطريقته الخاصة، كل له جانب مظلم يخفيه لكنه سيفضح بمرور الأيام، الجميع له جانب شيطاني ستكشفه الظروف والوقائع، كلنا نعيش بالكذب تحت أقنعة حمقاء تخفي الحقيقة"
حاولت أريانا بكلماتها تلك اخبار كارلوس أنه ليس الجميع ملائكة محلقة، تزيل عنه همومه الثقيلة بأسلوب يجعله واثقا بها
كانا تحت المطر يتبللان لكن دون أي رد فعل منهما، كلاهما ينظران للبدر المنير مبتعدان بذلك عن الفوضى التي عمت بالداخل،ليسألها مرة أخرى" كيف علمت أن ناستيا ليست نوعي المفضل؟"
"أولست كذلك، ألست نوعك المفضل سيد دوماريوس"
وقبل أن يجيبها سمع رنين هاتفه فوضعه على مسمعه، لتفزع أريانا حين صرخ" ماذا؟ مداهمة؟ اللعين استغل الموقف إذن، قم بتنفيذ المهمة الخامسة"
عاقد المزاد قلب الموازين ضد كارلوس، لا يعلم أن نهايته اقتربت بفعله الغبي هذا، سلطة إيطالية مختصة ككارلوس تخضع الجميع دون استثناء لإمرته، لكنه فضل أولا ضم كفي أريانا ضمن خاصته قائلا" كما سمعتي، تمت مداهمة القصر، رجالي بالأسفل سيقومون بإيصالك، أما أنا فسأنجز المهمة وأعود"
" إن لم يخرج كلانا سنموت معا"
قهقه كارلوس بخفة رغم مايحدث خارجا إلا أنها جعلته بعالم آخر بفضل كلماتها تلك" أليس الطب يهدف لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين، سأتخذ مبدأك هذه المرة لذا لا تعاندي وانطلقي"
ابتسمت بعدها أريانا بعدما أومأ لها بخفة ليؤكد لها بذلك أنه سيكون بخير،
" أنا لا أستطيع تناول العشاء بوقت متأخر من الليل"
فهم كارلوس قصدها ليبتسم بخفة قائلا" سأكون بالموعد أيتها السلطانة"
انطلقت أريانا نحو الأسفل بسرعة بينما كارلوس فاتجه للقاعة ليبتدئ بذلك عمله الإجرامي
من كان يظن يوما أن تلك النظرات اللامعة ستنقلب لأخرى تنافس جفاء الصحاري وبرودة الثلوج، نعم إنه كارلوس، وقد طمأن المسماة أريانا بما قاله
كان هذا الأخير يتبادل الرصاص مع الأعداء يسفك الأرواح، سعى البعض للإطاحة به لكن لم يستطيعوا، ففنونه ومهاراته في القتال تجعل الجميع يهابه، وكل من حاول الإقتراب منه اقتلع رقبته
قتل كارلوس آخر ضحية ثم اتجه ناحية سيارته ببرود عائدا لقصره، ترك بقية المهمة لرجاله الذين ما إن غادر القاعة، هموا بإخفاء جميع الآثار، هو لا يخاف ولا يهاب، لكنه يحب النظام لأبعد الحدود
ركن كارلوس سيارته بالمرآب متجها نحو الأعلى وقميصة الأبيض الذي غادر به ناصعا أصبح دمويا أحمر، صعد الدرج بهدوء، مر على غرفة أريانا لكنه ظن أنها نائمة ففضل تركها ترتاح، لكنه سمع هلوسات وكلماته لا تفهم متبوعة بصرخات خافتة، قرر الدخول لغرفتها فكانت الصدمة، كانت الفتاة متعرقة بشدة وكأن كابوسا ما راودها
" ابتعد عنه..كارلوس انتبه....لا تسمح له بقتلك.....لا تسمح له....."
لتستيقظ بعدها بهلع وملامح خائفة، فتجد كارلوس  بجانبها يراقب محياها بهدوء تام، تواصلت زرقاويتاها بسوداويتيه، وحافظت على هدوئها مع أن صدرها يعلو وينزل لشدة خوفها، كانت تفكر فيه كثيرا، ويمكن القول أنها كانت خائفة أيضا،خائفة من موته، فقد قلت رغم قوتها لا تزال فتاة هشة
ما فاجأ كارلوس بعدها هو إجهاشها بالبكاء بغرابة، لم يتوقع ذلك منها، كانت تغطي وجهها بين كفيها كي لا تريه محياها وهي منكسرة هكذا، لم يعتد كارلوس على المواساة بل ولم يسبق أن جربها، لكنه الآن في وضع حرج يتطلب منه التدخل، سحبها لأحضانه مربتا على رأسها بخفة، لم يشأ الضغط عليها وسؤالها عن سبب بكائها، بل فضل لها الراحة بين ذراعيه الواسعتين، لتهدأ تدريجيا بين أحضانه
تبتعد بعدها عنه موجهة أنظارها نحو الأرض بخجل اجتاحها" آسفة على هذا الإنفعال، لا أعلم ما يحدث معي بعد أن أواجه كوابيس غبية، أحاول التخلص من هذه العادة التافهة لكنني لا إستطيع"
أومأ كارلوس بخفة وفضل الصمت لتواصل أريانا بعد أن رفعت أنظارها تبصر قميصه" هل أنت بخير، ليست دماءك أليس كذلك؟"
علم مباشرة أنها تقصد قميصه الذي استبدل لونه الناصع بالدموي الأحمر، ليومأ مبتسما بعدها وينهض متجها ناحية غرفته، وقبل أن يغادر قال" يمكنك فعل ما ترتاحين له، نادني إن احتجت لي مرة أخرى" غادر بعدها تاركة وراءه فتاة واقعة بالحب لكنها تنكر ذلك، تظن أنه مجرد إعجاب بينما هي تكاد تموت عشقا
لاحظت أريانا أن كارلوس أصبح يهتم بها، فكانت عليها مواساته أيضا، قررت أن تصبح صديقته الأقرب، أول من يقف معه في جميع مواقفه، من يساعده ويسانده الواجهة كل الصعوبات والمتاعب،رمت بعنادها له عرض الحائط، هي لحد الآن ضد عمله، لكنها لن تجعل منه جدارا يفصلهما عن بعض
انطلقت نحو الأسفل بينما الجميع نيام، حضرت كوبين من القهوة واتجهت ناحية غرفة كارلوس علها تزيل قليلا مما يعاني منه
أما عنده فاتجه مباشرة نحو الحمام مزيلا الدماء المتجمدة، صعب إزالتها بحق، ثم ارتدى بنطالا واتجه ناحية الشرفة مدخنا سيجارته متأملا بذلك السماء يفكر بها، سمعها تهلوس باسمه، هو لا يتخيل، أفكرت فيه وأصبحت تهتم لأمره كما جعلته متمسكا بها وكأنها طوق نجاته؟ أم أنه مجرد تفكير بشأن الخطر الذي يحيطه بفعل طبيعة عمله؟ هو لا يدر بعد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~🦋شاركوني آراءكم بخصوص بارتو اليوم
🦋ادعموني على انستغرامي، واطرحوا أي تاولات تشغلكم
🦋هل ستبقى علاقة أريانا وكارلوس في تطور، أم أنها ستعود لعندها بمرور الزمن
🦋آسفة إن وردت بعض الأخطاء الإملائية

"لتستيقظ بعدها بهلع وملامح خائفة، فتجد كارلوس  بجانبها يراقب محياها بهدوء تام، تواصلت زرقاويتاها بسوداويتيه، وحافظت على هدوئها مع أن صدرها يعلو وينزل لشدة خوفها، كانت تفكر فيه كثيرا، ويمكن القول أنها كانت خائفة أيضا،خائفة من موته، فقد قلت رغم قوته...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🦋أظنها أقرب صورة تمثل الطبيبة أريانا، مع أن ملامحها في مخيلتي مختلفة قليلا

Golden life ✨✨✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن