ماض أليم

749 24 5
                                    

انطلقت أريانا وكارلوس معا صوب الأعلى، كان الآخر يحترق غضبا، يشد على قبضته بقوة، فيما انتبهت له، احتضنت خاصته بكفيها الدافئتين، لتنبس بهدوء" لا تقلق ولا تهدر أعصابك على من لا يستحق، سأجد طريقة وسيعاقب وتسلب كل آماله، سأكسر زجاجة أحلامه وأقطع خيوط علاقاته، اطمئن أرجوك"
كلماتها بعثت نوعا من الطمأنينة في نفس كارلوس،إلا أنه سيبقى يعمل مدافعا عنها، في هذه الأثناء، دخل الزوجان لغرفة أريانا، إتجها لشرفتها، أخذت نفسا عميقا لتتكلم مخاطبة الطبيعة " آه أيتها الطيور كم أن ألحانك مطربة، كم من علل غسلها نسيم عليل يلفح الروح، والسماء صافية تضفي لمسة مثالية، ألا ترى كارلوس أنها تبدو كلوحة فنية، طبع اسم الإله أسفلها، تستحق التأمل أليس كذلك"
ثم اتجهت بأنظارها ناحيته لتجده متأملا إياها يتفحص كل إنش منها، وكأنها آخر فتاة بالعالم، أو أجمل زهرة أو حتى أندر جوهرة
ابتسم بخفة على ما قالته بعد أن صنعا تواصلا بصريا، وفيما أحس كارلوس ببرودة الجو، نزع سترته واضعا إياها على أكتاف رفيقته، ثم انتقل وراءها، محتضنا خصرها الضيق بكفيه الضخمتين، هامسا في أذنها" المرء القوي يمكن أن يحتاج لحضن دافئ، بكاء مطول، قهوة مرة وعزلة، لكن دائما يجب ألا يستسلم وينطلق نحو الأفق بقوة كالسهم، وأنا متأكد أنك كذلك"
" صحيح أنت محق، أنا لا أستسلم بسهولة، صحيح أن ما فعلته كان من بوادر التراجع بل تراجعا كليا، إلا أنني سأعتبره حلما كما عهدت إخباري دائما"
أومأ بخفة ليبتعد عن حضنها هو الآخر، ليجذب مسامعه صوتها الأنثوي الراقي" أنت بالفعل تعرف عني كل شيء، لكنني أجهل الكثير عنك، هل لك إشباع فضولي؟"
" إن كان سيجعلك ترتاحين فسأفعل أيتها الطبيبة"
" أخبرتني ذلك اليوم، حينت كانت أكواب القهوة شاهدة على حديثنا أنك ستعلمني بسبب انظمامك لهذا المجال يوما، حين يحين الوقت المناسب، ألا تظنه حان؟"
" رغم أنه لم يحن بعد، لكنني سأروي تساؤلك جوابا"
كانت أريانا تلقي مسامعها مركزة على كل حرف يصدر من نبيذيتي زوجها
Flash black
قبل حوالي خمس وعشرين سنة، كانت سيرينا والدة كارلوس تتجول بأحياء روما محتضنة كف صغيرها الدافئة بخاصتها، كانت تنتقل من حي إلى حي آخر، وكأنها تستكشف مدينة ساحرة لم تزرها يوما، رغم أنها منشؤها ومنطلقها لهذه الحياة، توقفت رفقة كارلوس أمام إحدى عربات المثلجات، لتنظر له ببسمة دافئة زينت محياها وتنبس بحنية" هل ترافقني لنقتني بعض المثلجات أيها الوسيم؟ فشفتيك تشققت عطشا"
أومأ لها صغيرها مرسلا بسمة لطيفة زينت ملامحه الفاتنة، إلا أنه نبس" سأجلس على ذاك الكرسي، يمكنك الذهاب والعودة بعدها" أومأت سيرينا بخفة لتمسد على كفه، وتراقبه بعدها ينطلق إلى وجهته، فذهبت هي الأخرى لاقتناء ماتريد
جلس كارلوس على الكرسي يتلاعب بأقدامه التي تطير بعيدا عن الأرض بطوله اللطيف، يتأمل المارين وأمثاله من الأطفال ببراءة تامة، لم يع شيئا ليشعر بمنديل يوضع على أنفه وفمه، حاول التغلب على كفي الفاعل إلا أن قواه انهارت بعد ثوان، التحقت به والدته بعد أن رأته بذاك المنظر المريب، إلا أنها أيضا عرضت لنفس الموقف رغم محاولاتها الجبارة في إنقاذ صغيرها
استيقظت سيرينا بعد مدة بغرفة رمادية داكنه، آثاثها محطم والغبار احتل جميع نواحيها، كانت تسهل بخفة مرمية على الأرض الباردة، حملت رأسها فراودها دوار دعاها لإطباق جفنبها، اتجهت بأنظارها صوب كارلوس لتجده بنفس حالتها قبل أن تستفيق
" كارلوس......كارلوس........صغيري....هل أنت بخير؟"
كانت تهمس راجية تلقي جوابا من ابنها الصغير، وما بث السعادة بروحها بداية فتحه لمقلتيه، ورفعه لرأسه بعدها والدموع مجتمعة داخل سوداويتيه، ومالاحظته سيرينا أنه لا وجود لدم عليه، فكان دليلا على عدم إصابته
" لا تقلق بني ولاتخف، سنخرج من هنا، ثق لوالدتك"
" أنا لست خائفا أمي، أنا سأحميك فاطمئني"
ابتسمت بخفة على ابنها لتهمس" لا تتكلم مع أي أحد منهم، حتى ولو حاولوا استجوابك، بتاتا"
أومأ كارلوس بهدوء مريب، ليسمعا بعدها صوت ارتطام بالأرض، فتح الباب المعدني الصدأ بثوة، ليتبعه دخول رجل في عقده الرابع، يرتدي ملابس سوداء مظلمة كظلام الغرفة التي داخلها يقبعون، اقترب بخفة ناحية سيرينا وابتسامة مكر واستفزاز تزين محياه القذر، أمسك بفكها بيده الضخمة، ونيس بشر" آه يا نيكولاس، كنت ولا زلت تجيد اختيار السلع"
ابتسمت بدورها بخفة قائلة" إذن عدو لنيكولاس، أقسم أنك أجين من مررت عليهم بحياتي، فاستدراج رجل لآخر عن طريق انرأة وابنها لا يذكر في قاموس الشجاعة"
" بل إنها أنسب طريقة لجذب عدوك لجحرك والإطاحة به أيتها الفاتنة، زوجك العزيز في طريقه لك، لكنني لن أضمن عودتك مرة أخرى معه رفقة هذا الصغير"
" إياك ولمس شعرة من كارلوس، أقسم أنني سأقطع يديك القذرتين الملوثتين بدماء الأبرياء"
" على رسلك أيتها القطة الشرسة، لو لم يبتعك نيكولاس لتم بيعك بالمزاد كمثيلاتك، لذا لا تتهوري كي لا أقطع أطرافك تحت ناظريك"
بصقت سيرينا ما بثغرها في وجهه العفن نابسة" نيكولاس لم يشترني أيها اللقيط، لو أردت أنا لاشتريتكم جميعا، لذا لا تخطئ بتاتا"
شد شعرها بعدها بيده المدمية بينما سيرينا كشرت ملامحهابخفة، محاولة بحركتها تلك طمأنة ولدها والذي لم يهدأ قائلا" أزل يدك القذرة عن والدتي أيها الوحش"
" كارلوس،ماذا أخبرتك، توقف......"
ليرمي بها ويتجه ناحيته، اقترب منه ومقلتا الآخر رفضتا الإنصياع والخضوع لسهام مختطفه، كان يرمقه بنظرات لهب، وكأنهم أعداء منذ زمن، ربت على شعره بقسوة نابسا'' إذن تدعى كارلوس أيها الصغير، أقسم أنك ستكون خير خادم مخلص عندما تبقى وحيدا"
" سأنتقم منك أيها اللقيط، وسأجعلك عبرة لمن لا يعتبر، فقط أنتظر يوما أحرر فيه وأحمل سلاحا يقضي عليك"
" أحلامك دموية يا فتى، وكأنك صنعت من الجحيم"
" بل سأصنع لك جحيما بحياتك، فقط أنتظر"
لكمه  المختطف بقوة لوجهه، لتصرخ سيرينا " كنت متأكدة أن البسالة لم تولد لأمثالك أيها اللعين، أتختبر قواك على صغير لا حول له ولا قوة؟ تاركا الرجال خوفا من تحطيمهم لفكك أيها الشاعر"
" أتدرين يا زوجة نيكولاس، أنني إن اقتربت أكثر فسأمزق ملابسك وأرميك مقتولة أمام الملأ، فلا تستفزيني أكثر كي لا أشرف على رسم هذه اللوحة البائسة، راميا فوقها سلاحي كتوقيع لرسام محترف"
" بل لقاتل ومختطف"
وفي هذه الأثناء، سمع صوت اطلاق النار، فابتسمت سيرينا هذه المرة قائلة" هاقد حانت نهايتك"
" لا ليس بعد، سأرسلك للجحيم وأتبع ابنك بك أولا"
ليقطعهما صوت كسر الباب من طرف نيكولاس والذي صوب ناحية ذراعه وقدمه قائلا" بل ستزور الجحيم أولا أيها الداعر"
End flash black
" كان يوما شديد الخطورة، حفر بذاكرتي بكل تفاصيله، ومنذ بلغت الخامسة عشر، بدأت بالانتقام من جميع من يقترب من عائلة دوماريوس، أيكفيك هذا أيتها الطبيبة؟"
توجه بأنظاره لها وسوداويتاه تحملان نوعا من اللمعة الخفيفة، ابتسمت لتبادله قائلة" صدمة كل ليلة، هكذا أروي فضولي سيد دوماريوس"
" أوليس كثيرا لتتحمله روحك أيتها الجميلة؟"
" بتاتا، بل سأصبح أقوى، موعدنا الليلة القادمة، لكن على السطح، أحب مراقبة القمر عن قريب"
" أظنك لا تحتاجين لذلك" نبس مقتربا من محياها
" بلى، أحتاج سيد كارلوس، فمنذ رأيت وسامتك صار جمالي لا شيئا أمامها"
" سأقبل مجاملتي بصدر رحب، وأقبل عرضك المغري أيضا، لكن لكل شيء مقابل، فما مقابلي؟"
" معلومات عني؟"
" سبق وأخبرتك أنني أعرفك خير معرفة"
" وماذا تريد؟"
" مشاركتي الغرفة"
تصنمت أريانا تنظر له وكأنها لم تسمع جيدا، إلا أنه اقترب أكثر هامسا" إن أردت معرفتي، لبي طلبي أيضا"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
🦋هاي فراشاتي، عاقد نزل البارت
🦋شاركوني آراءكم، أتمنى أن تنال الإعجاب
🦋آسفة إن وردت بعض الأخطاء الإملائية
🦋طلب كارلوس المفاجئ لتلبية رغبات أريانا🤫😉

Golden life ✨✨✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن