ليل

95 15 15
                                    

في أواخر ساعات الليل هناك أرواح لم تنم بعد خلف رتاج تلك الارواح هنالك نرى العديد من الحكايات التي لم تروى والكثير من قصص الحب البائسة فقط خالقنا هو الذي فتح تلك الابواب من قبل أن نخلق حتى .. أذا اللسان لم ينطق المعاناة فلا يعني أن صاحبه بلا غم فقد يكون هناك ثقب في روحه تنزف روحه كلما نطق , كل روح حكاية تنتظر أن يكتبها الحبر على ورقة فارغة .

_____________________

" كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حين سمع حارس الميتم صوت بكاء عالي لطفل كان الصوت قريب منه حتى يمكن القول أنه بقربه , خرج ليعرف ما القصة ليجد طفل لم يتعدى أيامه الاولى في هذه الحياة أمام باب الميتم .. كيف يكون الشخص بلا رحمة ليضع طفل بحجم اليد في الشارع بهذا الجو القارص في هذه الساعة المتأخرة من الليل, ومن هنا بدأت معاناة ليل الفتاة التي ولدت لتعاقب لكنها متمردة تحدت الصعوبات وتجاوزتها لم يكن الامر سهلا بالنسبة لها فالعيش في ذلك الميتم كان مفجعا تلك الاراضي الباردة والجدران الرطبة والطعام الذي لا يشبع ولا ينفع وتلك المديرة القاسية: 

"كانت تمسح الاراضي الباردة في ذلك الشتاء القارص كان الثلج يهطل في الخارج بغزارة ولا أحدثكم عن ملابسها الرقيقة الرثة ولا عن شعرها المجعد والمنكوش سعلت عدة مرات بسبب ذلك فضلا عن بدنها الصغير والنحيل حيث كانت عظام قفصها الصدري ظاهرة على رغم سنها حيث كانت في عمر التاسعة في ذلك الوقت , سمعت صوت كعب العالي يقترب منها ذلك الصوت الذي تخاف منه وتحاربه في نفس الوقت ظلت تسمعه حتى صار ذلك الحذاء مقابليها تماما ... رفعت رأسها حتى رأتها تقف واضعة يد فوق الاخرى وتنظر بسخط  و قائلة بنبرة ضجرة فضلا عن وجهها الشيطاني ذو عينين خضراوتين  الذي ينبع منه الشر  وشعرها الاصفر القصير وبدنها الضئيل والطويل  :

_ أتركي ما بيدك وأتبعيني يا أبنتي 

ردت بدهشة فهي لأول مرة سمعتها تقول لها هكذا :

_ ماذا ...؟

تحركت من أمامها قائلة " أتبعيني ... تركت ما بيدها وأتجهت ورائها وصلت الى مكتبها الرخيص المليئ بالملفات والأسطوانات القديمة فقالت لها وهي تتفحصها من رأسها حتى أخمض قدميها :

_ أنتي محظوظة أتعلمين ؟

رأت حالها في المراة التي على يسارها فقالت بتعب :

_ هل أنتِ متأكدة من ذلك يا سيدتي 

قالت لها وهي تخرج بعض الملفات :

_ نعم , لديك أخ يا ليل ويريد أخذك من هنا وقعي لنكمل الأجراءات 

ناولتها الملف بأبتسامة لا يمكن تفسيرها " هل هي سعيدة جدا على الرغم من أنها تخسر أحدى خادماتها " قالتها ليل بينها وبين نفسها فضلا عن الصدمة التي كانت تحتل روحها الصغيرة 

صاحب الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن