صاحب الليل

البومة

ظل يصرخ في مكانه كالمجنون وما الذي سيفعله بعد سماعه صوت ذلك الجهاز المشؤوم الذي يعلن تمرده ضد الحياة ويرفع من خلاله أعلام حرب لا منتصر فيها ...دخلا عليه مديره الذان أخذا حصتهما من الدهشة بعدما رؤوا حالته المثيرة للشفقة صرخ المدير به قائلا :

_ ماذا حصل له ... عزيز 

_ لم يكن يريد الموت يا سيدي .!

قالها عزيز الذي كان جالسا على الارض واضعا كفيه على مقدمة  رأسه .. قام من الارض وفور نهوضه أحس  كأن الارض تدور به فأغمى عليه 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وفي الصباح نرى تلك النائمة المنزعجة من الاشياء التي تتحرك فوق أنفها تأففت من ذلك الوضع ففتحت عيناها لتجد :

_ علي ...

"قالتها وهي فاتحة عيناها بدهشة 

قال بأبتسامة :

_ صباح الخير يا لصة 

" وأردف قائلا وهو يحرك الريشة التي بيده :

_ لا تخافي أنها ريشة .. لا أنوي قتلك بعد 

قالت وهي رافعة حاجبيها :

_ هل أنت مجنون يا علي 

قال بنبرة جادة :

_ أنا مجنون أنسيت ... لقد تعرفنا في مستشفى الامراض العقلية  يا ليل 

قالت وهي تضع يدها على يده :

_ ألم تنسى يا علي 

قال بسخرية :

_ نسيان ... لماذا أنسى , وهل لدي شيء أتذكره 

وأردف قائلا وهو يفرك بيده :

_ أربع سنوات , أنا كنت هناك ..أربع سنوات من الجحيم البارد 

قال بفضول وهي تبتسم :

_ لماذا جحيمك بارد 

نظر الى عيناها وقال :

_ لا تسألي سؤال تعرفين جوابه 

وأردف قائلا وهو يشير بسبابته أتجاهها :

_ ثعلبة , أنظر كيف تغير الموضوع 

قال وهو يرميها بالوسادة: 

_ لماذا سرقت دراجتي مجددا , يا لصة الدراجات 

قالت بلطف مصطنع :

_ دعنا لا نقول سرقة بل أستعارة 

قال بتأفف :

_ اف لا تتحدثي هكذا .. تبدين كالجرو 

تسألت بمكر :

_ جرو ..هل جميل أو قبيح 

قال بسخرية :

_ قبيح طبعا .. وهل سيخرج منك شيء جميل 

لوت فمها وقالت :