بحر الأجنحة

23 0 1
                                    

كانت السفينة مازالت تشق السماء بتؤدة تحت قيادة بيتر  بينما اعتزلت بيرسلنت العالم الى ركن بعيد تضم ركبتيها الى صدرها و تحاول استيعاب ما قد حل بها للتو ..

كانت مانيتي مجرد أول محطة في رحلتها الطويلة و قد انتهت باشتعال النيران في البلد بأكملها و سقوط ريمون مصاباً .. لم تدر ماذا تفعل أو كيف تفكر .. كان بيتر هو المسئول الوحيد عن هروبها سالمة من تلك المعركة مما جعلها تتسائل ..

ربما كان الجميع على حق .. ربما تجلب الشؤم فعلا لكل من حولها ..ربما يلحق الدمار بأطراف ردائها أينما حلت ..  ربما-

" هاي يا أميرة كيف الأحوال ؟ " قال بيتر و قد ترك الدفة أخيرا و سار ببطء كي يستقر بجانبها . عيناه الزجاجتيان تفحصان بيرسلنت

لم تعلم كيف تجيب عليه .. كل ما تعلمه أنها تود لو أن تعود في الحال الى بالاس الصغيرة و تنسى كل ما رأته من أهوال . تريد لكل شيء أن يعود كما كان دون أن تضطر ان ترفع اصبعا . تود لو كان هناك جني في مصباح صغير يحقق الأماني كان قالت الأساطير .

مسحت على وجهها للمرة الأ٦ف كي تخلصه من آثار الدموع و أدراته للجهة الأخرى كي لا تتلاقى أعينهم ..

" ربما عليك أن تحظين بغفوة سريعة فأنت لم تنامي منذ الأمس .. و ستحتاجين قوتك عندما نصل الى سابرينا " قال بخفة

" عن أي قوة تتحدث ؟ " قالت بفراغ .. لا زالت لا تنظر اليه .. " انا لا أقوى على فعل أي شيء "

" لا أريد حقا أن استمع لتذمرك الآن ، لقد أخبرتك مراراً و تكرارا عن مدى خطورة ما انت بصدده و لكنك ظننت أنك بطلة من نوع ما و صممتي على خوض تلك الرحلة "

" أنت محق ، لقد كنت متفائلة بحماقة ، أرى ذلك الآن " حاولت السيطرة على اهتزاز صوتها و لكن رغم ذلك خرجت كلماتها ضعيفة متقطعة .

" لماذا لا تنظرين الى؟ " باغتها بالسؤال

" لا أدري " أراحت وجهها على ركبتيها و أغمضت عينيها و قد تكورت تماما على نفسها ..

" هل ما زلت تصدقين بتلك الخرافة بشأن عينيك ؟"

" بالطبع لا "

" اذا لماذا تتحاشين النظر الى عيناي ؟ هل تظنين أني سأتحطم و أموت ان فعلت؟ " قال باستهزاء اصابها بالضيق قليلا مما جعلها ترفع عينيها اليه بتحدي .

" ربما يجب أن أنظر الى عيناك " قالت بغضب " ربما أنت تستحق أن تصيبك لعنتي "

لكن ما ان تلاقت عيناها مع عيناه حتى لجم لسانها تماما و سقطت في بحر عميق عميق .. بلا نهاية ..

النظر الى عيناه تجربة لا تمل منها أبدا .. كأن رياحاً قد انبعثت من زرقاواته لتداعب شعرها .. كأن الكون توقف قليلا ليتأمل مقابلتهما معا  ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Moon stones | أحجار القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن