كان صوتا هادئا و مخمليا .. صوتا يجعلك تريد ان تغمض عينيك و تستمع اليه لبقية حياتك ..
" أهلا بك ايتها الأميرة . لقد اشتقت اليك "
ازداد ارتجاف بيرسلنت و التفت ذراعاها حول جسمها في قوة من شدة الرعب .." من هناك ؟ " صرخت و هي تتلفت حولها في عنف
جاء الرد على سؤالها في نعومة مخيفة : " أنا خادمك و صديقك و اذا لزم الأمر عدوك "
كادت الفتاة أن تجن ، عيناها تقفزان من مكانهما أثناء تفحصها للأطراف حولها . لقد كانت تجلس على صخرة في منتصف البحر .. لا يوجد أي انسان غيرها ، فمن يحدثها الآن!
"أظهر نفسك الآن " لم يخرج صوتها قويا كما أرادت .
تحركت موجة في هدوء من البحر و لكنها بدل من أن تسري في مسارها المعتاد جهة الشاطيء .. انحرفت نحو اليسار جهة الصخرة التي اجلس فوقها بيرسلنت . حملت الموجة المتمردة نبات السينا فوقها و ارتفعت قليلا لتقف تماما امام وجه الفتاة التى ظلت تحملق دون ان تحرك ساكنا .
ترددت قليلا ثم سألت ما ظنته أهم سؤال حاليا : " اذا هل أنت الآن صديق أم عدو ؟ " .. انتشر سؤالها في الهواء حولها ثم جاءت الاجابة ..
" صديق "
" من أنت ؟! " سألت في شيء من البلاهة و لكنها لا تستطيع ترتيب أفكارها الآن .. كل ما تفكر فيه . أنه اذا كانت ستجن فعلى الأقل فلتستمتع بذلك قليلا ..
" اسمى آرا . أنا البحر " تردد صدى تلك الجملة المهيبة حولها فأغمضت عينيها محاولة أن تستوعب ما يحدث حولها.
" ماذا تريد مني يا آرا ؟ " قالت في خوف
" انتي التي تريد " بدا الصوت غاضبا قليلا و ما أثبت ذلك أن تلك الموجة التي كانت تقف حاملة السينا هجمت على بيري فبللتها تماما و تركتها ترتجف أشد من أي وقت مضى . نظرت بيري الى الاسفل فوجدت النبتة تستقر في حجرها بالظبط ..
لم تعرف ماذا يمكنها أن تقول الآن.. " شكرا لك "
لم يجب آرا .. و لكن بدأت الأمواج تهدأ و الانفلاج الذي حدث منذ قليل لم يعد ظاهرا ...
نزلت بيري ببطء من على الصخرة و قطعت طريقها في مشقة الى أن وصلت الى الشاطىء .. كان ملابسها تلتصق بجسمها و أنفساها تخرج و تدخل الى جسمها المرتجف كالسكاكين تمزق أحشائها .
بعد أن أخذت بعض خطوات في اتجاه العودة .. تسمرت في مكانها ثم استدارت في حدة و صرخت " آرا "
لم تسمع أي رد .. كل ما تسمعه هو دقات قلبها
" آرا .. هل تعرف مكان أمي ؟ " صرخت في يأس بين أنفاسها المتهدجة ..
" آرا . هل تعرف مكان أمي ؟! " كررت سؤالها مجددا و هي تبكي هذه المرة " أرجوك " .
" لا أعلم " ارتطمت تلك الكلمات بوعى بيرسلنت فخانتها ساقاها و سقطت على الشاطىء بعد أن انطفىء نور الأمل الذي أضاء حياتها لثانيتين أو أقل .. ظلت فترة تبكي خافية وجهها بيديها ..
أنت تقرأ
The Moon stones | أحجار القمر
Fantasyفتاة صغيرة في قرية هادئة ، فقدت والدتها تحت ظروف غامضة . أثناء بحثها عنهما تكتشف أن العالم أكبر بكثير من من قريتها الصغيرة .. و أن القمر ليس لمجرد إنارة الطريق ليلا . (قلادة صغيرة ، ماضي غامض و وحش أسطوري لاتعرف هل هو يساعدها أم يجابهها ) هذا هو...