مر بقية الليل حتى سطع النهار بسلام . لم يحدث اي شيء يلفت الأنظار الا ربما أمواج البحر التى ظنت بيرسلنت لوهلة انها تشع باللون الأحمر القاني .. او ربما هدوء 'صغيرة' المبالغ فيه و نظراتها المبهمة كانها تفهم كل ما يدور حولها .
لكن عدا ذلك مر الوقت بسرعة بين تفقدها لتلك الكتب و الخرائط التى يمسك بها بيتر دائما في محاولة لفهم اي شيء و لكنها لم تفلح في قرائة الكلاريسية و قد لامت نفسها على ذلك بشدة و لكنها عزمت أن تطلب من بيتر أن يعلمها قريبا .
بيتر ... ماذا يكون ؟ انه انسان يتحول أحيانا لذئب أزرق اللون ثم يعود مجددا لبشري عادى الا انه بعيون ثلجية و اسلوب وقح .. ماذا كان يفعل في هذا الكهف ؟ و لما لم يغادره أبدا ؟.. لابد انه كان يعرف والديها عن قرب و لكن يرفض الحديث متحججا ب "انها قصة طويلة" ..
ما الذي يجري حولها حقا ؟؟! ما الذي حل بحياتها الجميلة البسيطة في قرية بالاس المنعزلة ؟ ما شأنها و شأن والدتها بالقمر و احجاره و قلادته ؟ تمنت أن يكون كل ذلك حلم بل كابوس سينقضي ما ان تفتح عينيها و لكنه الحقيقة .
فرت دمعة هادئة من عينيها نفضتها بعنف عن وجهها و هي تزفر ..رأت تململ بيتر عندما اصابه بعض رذاذ البحر ففتح عيناه بكسل لعدة ثواني يستقبل نور الصباح ثم استقام على ساقيه في حزم و قد عادت روحه القيادية ..
ما ان رأت انه تولى زمام الأمور مجددا حتى سارعت هي في الغرق لنوم مرهق و متوتر .
لم تستيقط بيرسلنت الا عندما هزها ريمون برفق ففتحت عينيها و وجدت انها تنام في الغرفة السفلية على السرير رغم انها تتذكر بوضوح انها غفت على الدكة الخشبية بالخارج .
" لقد كنتِ مرهقة للغاية و احضرك بيتر الى هنا " أجاب ريمون عينيها المتسائلة فاماءت له بفهم و اسرعت للصعود معه لسطح السفينة .
" لقد قاربنا على الوصول " قالها بيتر ما ان رآها . "من الافضل أن تحظا بشىء للأكل الآن "
فعلا كما أمر بيتر .. كانت بيرسلنت تتناول قطع الخبز الجاف و هي تنظر لظهر بيتر و تلاحظ عضلاته المتوترة و فكه المتشنج .. يبدو انه قلق
ما ان انها طعامهما الذي لم يشاركه بيتر كالعادة حتى جلس معهم على الأرضية و قال في تجهم :
" سنبدا رحلتنا من مانيتي كما تعرفان . ليس العالم هناك كعالم البشر . ستخرجان عن المألوف بكل معنى الكلمة . لا اريد ان تظهرا دهشتكما أكثر من اللازم . مانيتي هو اكثر عالم مرحب و لكنه مازال غريبا و لا يجب ان تطمئنا أبداً "
كانت بيرسلنت تتشرب كلماته باهتمام فتلك أول مرة يتحدث بها دون ان تتوسله .
" ملكة مانيتي انسانة جيدة و اعتقدت انها ستساعدكما بكل ما تستطيع و لكن أكرر لا تثقا بأى أحد و أي شيء .. كونا دائما على حذر .. لا تثقا حتى بالأرض التى تخطوان عليها "
أنت تقرأ
The Moon stones | أحجار القمر
Viễn tưởngفتاة صغيرة في قرية هادئة ، فقدت والدتها تحت ظروف غامضة . أثناء بحثها عنهما تكتشف أن العالم أكبر بكثير من من قريتها الصغيرة .. و أن القمر ليس لمجرد إنارة الطريق ليلا . (قلادة صغيرة ، ماضي غامض و وحش أسطوري لاتعرف هل هو يساعدها أم يجابهها ) هذا هو...