انتهت بيرسلنت من اعداد كل شيء و وضعته بجانب باب منزلها .. فقد وضعت الكثير من الملابس و الترياقات و الزاد . لم تكن لديها فكرة محددة عن طريقة و مدة السفر و لكنها قررت الا تفكر في الأمر كثيرا و تضع ثقتها في بيتر
تبقى القليل على غروب الشمس و قررت استغلال هذا الوقت الهادى في التسلل من خلف بيتر و خارج الباب لتذهب الى الشاطي مجددا . لم يكن مراداها هذه المرة التحدث الى آرا و لا البحث عن نبتة السينا و لكنها كانت تبحث عن ذكرى طفولتها القديمة .
فأمام الموج الصامت ، كانت ترتفع بعروشها الكثيفة و أوراقها الزاهية و ساقها المختالة .. شجرة بيربيت .
الشجرة التى اعتادت اللعب تحت ظلالها عندما كانت صغيرة و التى ظلت كحافظة أسرارها خلال سنوات بلوغها و ازدهارها . لطاما أحبت بيري تلك الشجرة بشكل خاص ؛ كأنها عرابتها السحرية .
هي من أطلقت على تلك الشجرة اسمها ، لم تتذكر كيف او لماذا تماما و لكنها تتذكر انها منذ تلك اللحظة أصبحت لا تفارقها ؛ تجري عليها كلما حدث جديد في حياتها يؤلمها أو يسعدها.
أمالت بيري رأسها فوضعت جبينها و كفيها على ساق الشجرة و أغمضت كأنها تطلب من القوة التي تحميها خلال تلك الرحلة الغامضة التي هي مقبلة عليها ..
مرت بضع دقائق ، قبل أن تحس بيرسلنت بضوء الشمس ينير طرف عينيها فقررت أنه حان وقت العودة .
عادت بيرسلنت لمنزلها لتجد بيتر يقف متجهما قبالتها و ريمون يندفع باتجاهها فيهزها من كتفيها بقوة ليست قليلة
" أين كنتِ بيري ؟ " صرخ ريمون و هو يزيد من قبضة يديه على كتفيها فحاولت بيرى كتم الألم الذي اجتاحها و هي تجيب بنبرة أرادتها عادية
" اهدأ قليلا . لقد ذهبت للشاطىء قليلا لأصفى ذهني "
" كان عليك اخبار أحد ما ! لا يمكنك فقط الذهاب هكذا "
" لقد كان بيتر نائما " قالت و هي تخطف نظرة لبيتر الذي كان ينظر اليها متفحصا " و ظننت أنك لن تعود حتى وقت لاحق فقررت أنى سأذهب و سأعود سريعا "
اتجه بيتر نحوها بملامحه المتجهمة و أزاح يد آكون الغارزة في كتفيها فأحست بالراحة على الفور و زفرت نفسا لم تكن تدرك أنها تكتمه .
" لقد ظننا أنك اختفيت مثل لونا" قال بسخرية .
" لقد ظننت ذلك وحدك " تحدث ريمون بسرعة و هو ينظر لبيري بتردد و أجابه بيتر بنصف ابتسامة .
" أيا كان " قالت بارهاق فلم يكن لديها طاقة لتتشاجر مع بيتر " هل وجدت الأسلحة ؟" وجهت حديتها لريمون و هي تدلك كتفهها لم تكن تدري أنه بتلك القوة أو ربما هي بذلك الضعف .
" نعم " قال و هو يزيح لفافة مربوطة بحبل على ظهره و يضعها برفق على طاولة الطعام . ثم يفتحها أمام ناظري بيرسلنت و بيتر .
أنت تقرأ
The Moon stones | أحجار القمر
Fantasyفتاة صغيرة في قرية هادئة ، فقدت والدتها تحت ظروف غامضة . أثناء بحثها عنهما تكتشف أن العالم أكبر بكثير من من قريتها الصغيرة .. و أن القمر ليس لمجرد إنارة الطريق ليلا . (قلادة صغيرة ، ماضي غامض و وحش أسطوري لاتعرف هل هو يساعدها أم يجابهها ) هذا هو...