أثنين

111 3 0
                                    

ظل الملثم يبحث عن أثرها، لكنه لم يجدها، تنهد بقلق و هو يقول :
_أين يمكن أن تكوني ذهبتي يا حور!

نزع الوشاح عن وجهه بحزن، فبرزت عيونه الرمادية التى تندمج مع شعره البني الداكن، كان شابًا وسيمًا ،لكنه لم يعي كل هذا، بل ضرب الشجرة القابع فوقها بيده و هو يقول :
_لم أفي بوعدي، لم أفي به

تنهد بحرقة، لكن ما لبث أن أعاد وشاحه ليخفي وجهه عندما رأى ملثم في الشجرة المجاورة، كان يقفز في سرعة و خفة، مما أثار تعجب صاحبنا، فتبعه عله يرشد لما يريد

                                     ~~~

أستيقظت {حور} ،فوجدت نفسها فوق فراش مريح، أنتفضت عندما أدركت أين هي، فراش ضخم، خزانة أضخم، أثاث أنيق، إنها بالقصر، دلفت ذات الفتاة و هي تحمل حاملة طعام و تقول ببسمة :
_لم أشئ إيقاظ سموك

صاحت {حور} بغضب :
_لما أحضرتيني إلى هنا!
و أين ريكو!

وضعت الفتاة حاملة الطعام فوق الفراش و قالت :
_عليكِ معرفة الحقيقة كاملة، الأمر لا يقتصر على منظور واحد، بالمناسبة، اسمي راية
_أين فهدي؟!
_أنه مع الحيوانات بالأسفل
_أريده!
_لكن سموك ل..
_قولت أريده

هزت {راية} رأسها، و فرقعت بأصبعها ،مرت دقيقتان، حتى جلبوا {ريكو} في قفص عملاق، و سرعان ما أنصرفوا، فتحت {حور} القفص بلهفة و قالت :
_ماذا فعلوا بك، أنت بخير؟

تمسح بها، و مازال على شكل الفهد الضخم، عانقته و همست :
_لم أعد أثق في أحد غيرك، أنت أملي الوحيد، لا تتركني

سمعت صوت خرخراته، فأبتسمت، بينما قالت {راية} :
_سموك لا يمكنه البقاء معكِ هنا، أنه مفترس!

رمقتها {حور} بنظرة حارقة و قالت :
_أنه مفترس، للعدو فقط

صمتت {راية}، لكن سرعان ما قالت :
_الملكة تريد رؤيتك

زفرت {راية} بضيق و قالت :
_أخبرتك أنني لا أريد البقاء هنا
_أرجوكِ!

نظرت لها {حور} ، و رق قلبها لها، فربما يحدث لها شئ، ففي نهاية الأمر، ليس كل من يعمل بالقصر يحب حكم صاحبه، هزت رأسها و قالت :
_حسنًا، أنتظريني خارجًا

هرولت {راية} للخارج، بينما بحثت {حور} عن حقيبة ما، فوجدت واحدة صغيرة، نظرت ل {ريكو} و همست :
_تقلص

تقلص حجمه، حتى عاد قطها الأليف، فتحت حقيبتها ،فقفز داخلها، أغلقتها و تركت مجال للتهوية، خرجت و أغلقت الباب سريعًا، سارت شامخة واثقة الخطى - مثل والدتها - مع {راية} حتى وصلا للجناح الخاص بالملكة، دلفت وصيفة الملكة تعلمها حضور {حور}، فسمحت لها بالدلوف، دلفتا و أنحنت {راية} لملكتها، بينما ظلت {حور} واقفة ثابتة مكانها، نظرت لها الملكة، فقالت و قد عقدت مرفقيها :
_رأسي لن ينحني سوى لخالقي

مملكة أفابيلWhere stories live. Discover now