ڤايتم

47 2 2
                                    



كانت {حور} جالسة أمام المنزل و هى تفكر في حال صغيرها {ڤايتم}، هل أمسكه الهسوديم؟!
هل قتلوه؟؟
هل ما..

عند هذه النقطة و وضعت {حور} يدها فوق فمها و تمتمت و قد تجمعت الدموع في مقلتيها :
_كلا، محال!

و كادت أن تنفجر، إلا أنها سمعت صوت {ڤايتم} جارها، فنظرت له سريعًا بدهشة دامت لثواني، ثم أحتضنته بشدة و هى تتمتم :
_لقد تمزق قلبي في غيابك يا هري الصغير، أشتقت لك يا ڤايتم

أبتعد عنها، فنظرت له بتعجب، و لاحظت توًا وجود عائلته، فتوسعت عينيها بدهشة و هتفت :
_ڤايتم!
لقد...لقد...لقد عثرت على عائلة!

كانت سعيدة للغاية بهذا الخبر، و نهضت و هى تقفز بسعادة لأجله، لكن..

أنطفئت هذه السعادة و حلت عتمة، عندما لاحظت ما يعنيه ذلك، هذا يعني.. يعني..

تراجعت فجأة في خطواتها و هى تهز رأسها بعنف :
_كلا.. كلا.. أرجوك أخبرني أن هذا لا يعني ما أدركت

أخفض الفهد رأسه أرضًا ، فهوى قلبها بين ضلوعها، و هوت معه أرضًا و هى تتمتم :
_سترحل مثلهم؟!
مثلما فعلوا ستفعل؟!

أخفض {ڤايتم} أذنيه و توسع بؤبؤ عينيه بحزن، ثم أحتضنها ،فتشبثت به و هى تبكي بصمت، حسنًا، لقد وجد عائلته، و هى لن تكون أنانية و ستتركه يذهب، لا بأس
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه

تركته و هى تقول بنبرة باهتة :
_أرحل

تراجع {ڤايتم} بظهره بضع خطوات، ثم أولاها ضهره و ركض بعيدًا مع عائلته

بينما تنهدت هى، و مسحت دمعها، ها هى تخسر صديقًا حميمًا، تفاجئت عندما سمعت صوت {غيث} يقول :
_لا تقلقي عليه، سيعود لكِ

نهضت بثقل، و أتجهت نحوه ببهتان، ثم ألقت بنفسها بين أحضانه و تمتمت بخفوت مؤلم :
_سأفتقده..

شدد أحتضانه لها و قال و هو يغمض عينيه :
_أقسم أنها ليست أخر مرة ستريّنه فيها

تنهدت و سارت معه نحو منزلهما، و قد خيم الألم على قلبها

مرت الأيام سريعة، و تفاجئت {حور} ب {كرم} و زوجته في منزلها في ذات الأيام، و قد أنصدم الطرفين، فشرح {غيث} ل {حور} سبب قدوم {كرم} من أعتذار و عرضه لمساعدتهم

بينما {حور} بدأت تسرد ما حدث لها، منذ نفيها لذلك العصر، وصولاً بجلوسها هنا، كان {كرم} و {خلود} يشعران بالحزن من أجلها، غريبة هي قصتها، من كان يصدق أن بداية الحكاية ستكون من نقر أصابعها فوق الحاسوب، لجلستها جار زوجها، تنهدت بتعب و صمتت،بينما بدأ {غيث} بشرح الخطة المتفق عليها، أُعجب {كرم} بالخطة، فقال بخجل و ضيق من نفسه :
_سمو الأميرة، قائد الحرس، أنا أعتذر عما بدر مني في حق المملكة، لقد..

قاطعه {غيث} بأدب :
_سمو الأمير، نحن نعلم أنك رأيت جانب واحد من الحقيقة، و مملكة ديڤيڤ مملكة صديقة لمملكتنا، و نعلم حسن نواياك، و محاولة الهسوديم لفض الصداقة بين المملكتين كانت من عوامل هجومك، الأمر معقد و نحن نحترم هذا

مملكة أفابيلWhere stories live. Discover now