أنفجار

102 3 0
                                    

نظر {غيث} لقطعة الحجر - من وجهة نظره - و قال :
_حور ،هذه لن تصدر أشتعالاً، هذه يمكنها بالكاد قتل نملة!

أجابت {حور} بحماس :
_ثق بي فحسب، أنت أسرع مني و من فاطمة، و حركتك أخف، ألقي بها في تلك البحيرة، و أبتعد سريعًا، سريعًا جدًا!
_حسنًا

قفز {غيث} فوق أحدى أشجار القابعة خلف القصر، ثم ألقى قطعة الصوديوم بها، و سرعان ما أبتعد، تفاجئ هو و {فاطمة} عندما صدرت النيران مع صوت ذلك الأنفجار الرهيب، مما أفزع الحرس، و خرجوا عندما رأى كلٌ منهم نيرانًا خلف سور القصر، أسرع {غيث}، و {حور} و {فاطمة} بالأبتعاد و هتفت {فاطمة} و هي تحكم أمساك لجام خيلها :
_كيف علمتِ بهذه العملية؟

ضحكت {حور} و قالت :
_في يوم عندما كنتِ متغيبة عن العمل، صاح فادي بوجه الجميع بسبب شئ ما، و طلب مني أحضار كوب ماء، فدلفت و كانت معي زميلة تريد تسليم ملف صفقة، فوضعته فوق المكتب و لمحتها و هي تضع شئ به نسبة صوديوم كبيرة في الماء، و أخذت يدي و هربت من المكتب، فنفجرت المياه، و عندما سألتها عما فعلت، أخبرتني بأمر الصوديوم

تحدث {غيث} و هو يقفز بخيله من فوق جذع شجرة قابع على الأرض :
_بالتأكيد لن يفهم أحد سبب ذلك الأنفجار

                                    ~~~

للمرة الثانية، تشتعل {صابرين} غضبًا عندما أخبرها الحارس بأمر الأنفجار، قالت بصياح و غضب :
_ماذا تعني أنك لا تعلم سبب الأنفجار؟
من يعلم إذًا؟

على الرغم من إهانتها للحارس الذي أبلغها الأمر أمام جميع الخدم و الحرس، إلا أنه قال بهدوء :
_كيف لي أن أعلم؟
لقد حدث الأنفجار خلف سور القصر، و لست أنا من أحرس تلك المنطقة، و قد كان الجميع يحاولون معرفة ما حدث، و لأنني المكلف بنقل الأخبار لكِ، تركتهم و هرولت إلى جلالتك

كان ردًا مهذبًا، لكنه في نفس الوقت أحرج {صابرين} ، فقالت و هي تجلس و حاولت الظهور بغرور :
_ألم يستنتج أحدهم شئ؟
_كلا، لكن من وجهة نظري، أعتقد أنهم أهل أفابيل

نظرت له بستنكار و قالت :
_أهل أفابيل؟ ذلك الشعب الذي لا يملك قوت يومه؟
و كيف يهاجم دون الخوف من هجومنا عليه؟
كلا، هم أضعف من فعل ذلك، بالتأكيد هو عدو جديد

لم يرُق حديثها للحارس، لكنه أنحنى لها بأحترام، ثم أنصرف، نهضت من فوق العرش، و أتجهت للجناح الخاص بزوجها، دلفت و أغلقت الباب خلفها، ثم أتجهت نحو فراشه، كانت العِلة قد تمكنت منه، و أزداد وجهه شحوبًا، لم يتحرك من فوق الفراش عندما دلفت زوجته لجناحه ، جلست جاره و هي تقول :
_تعلم؟ مع حزني بسبب مرضك، إلا أن هناك نقطة إجابية، فلو كنت مكاني لما ترددت في الهجوم على المزارعين و أهل أفابيل، لكني لن أفعل ذلك، فمازلت بحاجة إليهم، هم يزرعون الأراضي بطريقة تجعل المحاصيل أكثر إفادة للجيوش و لشعبنا، لا أعلم كيف يفعلونها

مملكة أفابيلWhere stories live. Discover now