_الا تريدين معرفة سبب تحول محيطك الى هذا المكان .
تسمرت بمكاني بعد سماعي ما قاله :
_انت ... كيف علمت بالأمر .
_ ربما لأنني شاهدت تعابيرك المنصدمة عندما وجدت نفسك هنا ، كان عليك رؤية ملامحك حينها كم كانت مضحكة وسخيفة .
_ ماللذي كنت تفعله هنا في ذلك الوقت ايها الغريب .
_ آريس ... اسمي آريس كما قلته لك سابقا .
_ حسنا لا يهم ، اجبني الآن .
_ لأن بمقدوري القدوم هنا وقتما أشاء.
_ اي انكَ لا تحتاج للنوم من اجل ذلك .
_ ليس ضروريا ...
_ انتضر لحضة .. اليس هذا حلما ، فكيف لك ان تأتي الى هنا من دون ان تنام .
صمت قليلا و ضل يناضرني بعيونه التي تشع ببريقها الساخر المعتاد . نهض و تقدم نحوي ليقف امامي مباشر واضعا يديه بجيبه و يقرّب وجهه مني :
_ السبب و بكل بساطة ان هذا المكان ليس بحلم كما تضنين يا عزيزتي .
_ ماللذي تقوله الآن ، هذا هراء هل تسخر مني !!
انقلب وجهه الى ملامح حادة و جدية ليقول بحزم :
_ انا حقا لا اسخر منك ، بل اعطي جوابا لأسئلتك فقط .
ضللت واقفة انضر من حولي و احاول تصديق ما يقوله ، لطالما اعتقدت ان هذا المكان اشبه الى الواقع اكتر من كونه حلما ، لكن هذا لا يعطي تبريرا لما قاله .
_اذا لم يكن حلما كما قلت ، فماهي حقيقته؟
قلتها و عيناي غارقة بالنضر الى رجلاي المغمسة في الرمل ليستغرق آريس لحضات قبل ان يجيب :
_ يبدو انك حقا لا تعلمين شيئ ، لماذا اختاروك من الأساس .
_عفوا... لم افهم ما تقصده ، مَن إختار مَن ؟
استقرت عينيه على الشمس التي خبأت نصفها تحت الأرض لتعلن عن اقتراب رحيلها و حلول الضلام :
_ هذا المكان موجود بعالمنا يا فيوليت ، منطقة مخالفة لنا بتوقيتها تماما ، حيت وقت غروبها هو وقت شروق الشمس لدينا في مدينتنا ، هل فهمت .
_ هذا غير ممكن .. فمنطقيا يجب عليك ان تسافر بالطائرة كأسرع وسيلة و تستغرق ساعات عديدة للغاية لتصل الى النقطة المقابلة لنا .
_ هنا تكمن القضية بأكملها ، لا اعلم ان كان علي القول لكن ....
سكت قليلا ليُسمع فقط صوت الرياح التي تداعب شعري الأسود الطويل و ترفع ستار الشعر عن جبيني لينطق و قد تغيرت ملامحه الجادة الى ابتسامة ماكرة :
_ حسنا سترحلين الآن لأن وقت مدرستك قد حل وداعا عزيزتي .
ذلك الوجه الخبيث اللعنة عليه ، سأحطمه يوما ما أعد بذلك ، احسست بالبرد فجأة لأفتح عيني و اجد امي واقفة امامي واضعة يديها على خاصرها وغطائي مرمي على الأرض:
YOU ARE READING
طريقي الى الشفق
Romanceما هذا المكان ، يبدو انه هذا الحلم مرة اخرى ، لكنه يشعرني بالراحة ... لا اريده ان ينتهي ، لا ازال اود مواصلة تأمل هذه الغيوم . انها تزداد جمالا مع مرور الوقت ، وهذه الرمال ايضا ، انها غريبة بكونها بيضاء ولكنني لا استطيع ازاحة عيني عنها ... يا ليت...