البارت الرابع : خبث متبادل

26 3 0
                                    

_الا تريدين معرفة سبب تحول محيطك الى هذا المكان .

تسمرت بمكاني بعد سماعي ما قاله :

_انت ... كيف علمت بالأمر .

_ ربما لأنني شاهدت تعابيرك المنصدمة عندما وجدت نفسك هنا ، كان عليك رؤية ملامحك حينها كم كانت مضحكة وسخيفة .

_ ماللذي كنت تفعله هنا في ذلك الوقت ايها الغريب .

_ آريس ... اسمي آريس كما قلته لك سابقا .

_ حسنا لا يهم ، اجبني الآن .

_ لأن بمقدوري القدوم هنا وقتما أشاء.

_ اي انكَ لا تحتاج للنوم من اجل ذلك .

_ ليس ضروريا ...

_ انتضر لحضة .. اليس هذا حلما ، فكيف لك ان تأتي الى هنا من دون ان تنام .

صمت قليلا و ضل يناضرني بعيونه التي تشع ببريقها الساخر المعتاد . نهض و تقدم نحوي ليقف امامي مباشر واضعا يديه بجيبه و يقرّب وجهه مني :

_ السبب و بكل بساطة ان هذا المكان ليس بحلم كما تضنين يا عزيزتي .

_ ماللذي تقوله الآن ، هذا هراء هل تسخر مني !!

انقلب وجهه الى ملامح حادة و جدية ليقول بحزم :

_ انا حقا لا اسخر منك ، بل اعطي جوابا لأسئلتك فقط .

ضللت واقفة انضر من حولي و احاول تصديق ما يقوله ، لطالما اعتقدت ان هذا المكان اشبه الى الواقع اكتر من كونه حلما ، لكن هذا لا يعطي تبريرا لما قاله .

_اذا لم يكن حلما كما قلت ، فماهي حقيقته؟

قلتها و عيناي غارقة بالنضر الى رجلاي المغمسة في الرمل ليستغرق آريس لحضات قبل ان يجيب :

_ يبدو انك حقا لا تعلمين شيئ ، لماذا اختاروك من الأساس .

_عفوا... لم افهم ما تقصده ، مَن إختار مَن ؟

استقرت عينيه على الشمس التي خبأت نصفها تحت الأرض لتعلن عن اقتراب رحيلها و حلول الضلام :

_ هذا المكان موجود بعالمنا يا فيوليت ، منطقة مخالفة لنا بتوقيتها تماما ، حيت وقت غروبها هو وقت شروق الشمس لدينا في مدينتنا ، هل فهمت .

_ هذا غير ممكن .. فمنطقيا يجب عليك ان تسافر بالطائرة كأسرع وسيلة و تستغرق ساعات عديدة للغاية لتصل الى النقطة المقابلة لنا .

_ هنا تكمن القضية بأكملها ، لا اعلم ان كان علي القول لكن ....

سكت قليلا ليُسمع فقط صوت الرياح التي تداعب شعري الأسود الطويل و ترفع ستار الشعر عن جبيني لينطق و قد تغيرت ملامحه الجادة الى ابتسامة ماكرة :

_ حسنا سترحلين الآن لأن وقت مدرستك قد حل وداعا عزيزتي .

ذلك الوجه الخبيث اللعنة عليه ، سأحطمه يوما ما أعد بذلك ، احسست بالبرد فجأة لأفتح عيني و اجد امي واقفة امامي واضعة يديها على خاصرها وغطائي مرمي على الأرض:

طريقي الى الشفق Where stories live. Discover now