شعرت بيلين بالسوء تجاه حفل الاستقبال، لأن جهود خوان ومايتي قد ذهبت هباءً منثورًا. إذ فور وصولها إلى أرض أبيها، عارض تشانيول مقترح خوان للترحيب بها، وأقر بتسلط أن تأوي إلى فراشها، مبررًا للجميع بأنها لا تستحق الاستقبال بحفاوة، ذلك بسبب استهتارها الذي لا حد له. ليلتئذٍ لم تستطع بيلين النوم، وبقيت على فراشها غارقة بأفكارها، كانت غاضبة منه لأنه يعاملها بلؤم شديد، وجدته قاسيًا للغاية بأحكامه.
اعتقدت أنه غادر مباشرة بعد إيصالها إلى المزرعة، ولكنها كانت على خطأ، إذ سمعت صوت محرك سيارته بعد ساعة كاملة، وما أن أطلت بنظرة من خلال نافذة الغرفة، عرفت بأنه قضى بعض الوقت بالحديث مع خوان، وقد شعرت بالفضول حيال ما تحدثا عنه.
صباح اليوم التالي كان مميزًا، فهو الصباح الأول لها في موطنها. استيقظت مبكرًا واستحمت ثم ارتدت ثيابًا تلائم طقس مورون ديلا فرونتيرا المعتدل في تشرين الثاني، فخرجت من غرفتها وهي ترتدي قميصًا قماشيًا فيروزي اللون ذو كمين طويلين، وبنطالًا من الجينز.
اتجهت إلى المطبخ ووجدت مايتي تعد طعام الإفطار، فابتسمت وهتفت: «صباح الخير مايتي».
«صباح الخير آنستي. كيف وجدتِ هذا الصباح في مورون ديلا فرونتيرا؟» سألت مايتي وهي تعمل بانهماك.
«صباحًا جميلًا. آه يا مايتي لو تعلمين كم اشتقتُ إلى اشتمام رائحة الصباح من نافذة غرفتي، وكذلك سماع صهيل الخيول، رغم أنه مزعج للغاية، إلا أنني افتقدته» انكمشت تعابير بيلين بتقزز، ثم خطفت حبة عنب من صحن الفاكهة.
ضحكت مايتي وهزت برأسها: «لن يُعجب والدكِ بما تقولين».
«إنها الحقيقة مايتي، أنا لستُ مضطرة لوراثة ولع والدي بالخيول، كما وأنني لست مهتمة بإدارة المزرعة من بعده» تنهدت بيلين بضيق.
«إنها مزرعة والدكِ وأنتِ الأولى بإدارتها، ثم إنكِ قد تخرجتِ من الجامعة وليس لديكِ عمل آخر تقومين به».
أدركت بيلين أن نقاشها مع مايتي لن يخلق نتيجة جديدة، فهي مع رأي والدها بالضبط، إذ ترى أن لها الأولوية لإدارة المزرعة، فهو يكبر بالعمر ويجب أن يكون له خليفة كفؤ، وأخيها ماركوس ما زال صغيرًا، إذ أنه يبلغ من العمر سبعة سنوات فحسب، وهي بعمر الحادية والعشرين.
«أنتِ لا تفهمينني يا مايتي، أنا لي طموح آخر، أريد أن أعمل كمعلمة لا بإدارة أملاك والدي».
«على أية حال، ألم يخبراكِ والداكِ عن موعد عودتهما إلى البلاد؟» سألت مايتي بفضول.
«لا أعلم، مذ أن التقط ماركوس عدوى جدري الماء، أخبرني والدي أنهم لن يستطيعوا العودة في الوقت الحاضر، فماركوس لا يقدر على السفر لما يزيد عن نصف يوم وهو مريض».
ثم استرسلت بتهكم: «سيستغرق ماركوس وقتًا للتعافي. وأبي يرى أن هذا وقت كافي لغيابه عن المزرعة كي يجبرني على تعلم أسس الإدارة وإتقانها».
أنت تقرأ
Pasión Gitano| صبوة غجري
Fanficعلى الرغم من حقيقة انخراطها في المجتمعات اللاتينية المنفتحة، «بيلين آلغدون» لم تنجذب إلى أرفع شخوص معشر الرجال ولا أدناهم حتى، ولكن عندما عادت إلى موطنها في مورون ديلا فرونتيرا، بطريقة ما وجدت نفسها أسيرة غرام خطيب عمتّها المتوفاة «تشانيول دي فيليبز...