في صباح اليوم التالي، قررت العودة إلى عمها ومراضاته، وأن تعيد الأمور إلى نصابها بالمحبة والبهجة المعتادة، ولكن كل ما طمحت إليه قد ذبُل بغضون ثوان، ذلك حينما أبصرته على مقربة موشكة وتلامس غير مبرر من كاميلا لادرون.تأججت النيران الملتهبة في صدرها، واكفهرت أساريرها كما واشتدت قبضتها. كسحت فكرة الاعتذار منه جانبًا وسارت بسرعة حتى اجتازتهما كهبة ريح عاتية، ولقد رمقها هو بطرف عينه قبل أن يدفع عنه كاميلا، فاجتهدت الأخيرة بتغنجها عندما عرفت بيلين: «لقد آلمتني لوي».
استقبلت السيدة غوميز بيلين وهي متفاجئة من الاقتحام البربري بحق المنزل والباب الخشبي، لقد تعمدت صفعه بشدة كيلا تسمع صوت كاميلا المتغنج المنادي باسم لوي.
«بيلين ما الخطب؟» تبعت السيدة غوميز بيلين الثائرة إلى المطبخ، كانت تدمدم وهي تفتح الخزائن بكل همجية وغضب، ولم تتمكن السيدة من معرفة ما تنطق به بيلين، فقد بدت لغة أخرى غير الإسبانية.
«اللعنة أين هي!» صرخت بالإنجليزية ثم صارت ترطن بها مجددًا بصوت مرتفع، حتى فتحت آخر خزانة والتقطت علبة زجاجية دائرية تحتوي على حبوب البنّ المرّة.
«بيلين توقفي، لا تأخذيها» حاولت أن تأخذ العلبة منها، ولكنها امتنعت وخبأتها وراء ظهرها.
«سيدة غوميز!» صوت تشانيول قد صدح في المنزل، فالتفتت السيدة ولبت نداءه تاركةً بيلين وحدها في المطبخ.
«نعم سيد فيليبز».
«أين بيلين؟» سألها وهو يحدق بالأرجاء، وقد انقبض حاجباه بشك عندما لاحظ توترها الواضح.
«إنها في المطبخ.. تأكل...» تمتمت بتلكؤ، فانقبض حاجباه أكثر.
«تلك الشقية» هسهس ثم اجتاز المدبرة وسلك طريق المطبخ كي يتصيدها بين يديه.
رآها تقف في المطبخ وهي متكأة على حوض الغسيل، كانت تكتف ذراعيها لصدرها بغضب، وقد تجلى غيظها بأساريرها المكفهرة، وفمها المتمرد الذي ينتفخ على جنبيه خديها كالسناجب. كانت تمتمتها تصل إلى أذنيه بكل سهولة.
«أتسبينني الآن؟» ما أن تحدث حتى اهتزت هيئتها بتفاجؤ، لم تعتقد أنه سيأتي إلى المطبخ، بل ظنته سيتجاهلها ويذهب إلى مكتبه.
عندما اقترب منها اتسعت عينيها بتوتر، وقررت ابتلاع حبوب البن كيلا يكتشف فعلتها، ولكنه أسرع إلى وأمسك خديها بتسلط.
«ابصقيها الآن» أشهر يده أمام فمها، والأخرى ما انفكت عن السيطرة على خديها.
هزت رأسها بنفي وهي تغمغم، ولكنه كرر بحدة هذه المرة: «ابصقيها كلها وإلا لن يكون خيرًا».
استسلمت للأمر الواقع ولكنه أرادت رميها في القمامة لا بيده، ولكنه قطب حاجبيه وتساءل: «أتخالينني أتقزز منكِ؟ الآن بيلين! كلها!».
أنت تقرأ
Pasión Gitano| صبوة غجري
Fanficعلى الرغم من حقيقة انخراطها في المجتمعات اللاتينية المنفتحة، «بيلين آلغدون» لم تنجذب إلى أرفع شخوص معشر الرجال ولا أدناهم حتى، ولكن عندما عادت إلى موطنها في مورون ديلا فرونتيرا، بطريقة ما وجدت نفسها أسيرة غرام خطيب عمتّها المتوفاة «تشانيول دي فيليبز...