بإحدى قرى الصحراء وفي منطقة نائية نشأت سناء وحيدة أبويها في بيئة بسيطة صحراوية مع أهل قريتها ،وبدت عليها علامات الذكاء من صغرها لهذا كان يصحبها والدها معه ليأنس بحديثها وليستغل ذكاءها في رعي مواشيه وإيجاد الحلول له .
كبرت سناء وكانت المتفوقة والمتصدرة في كل المواد طوال الفترة التي قضتها في تعليمها العام ، وكانت مصدر فخر لأهلها وحديث المجالس دائما عن أعمالها وابتكاراتها .
في السنة الأخيرة من تعليمها الثانوي لفت ذكاءها إحدى المعلمات والتي استدعتها لمكتبها ولتبدأ معها حواراً سيكون نقطة تحول في حياتها فيما بعد:
استفتحت المعلمة "نورة" حديثها معها قائلة (الحوار بالعامية):
-ما شاء الله بنتي شفتك اليوم يوم عملتي الاسعافات لزميلتك صراحه صدمتيني بأن عندكم ناس مثقفه بديرتكم ذي
سناء: إيه علمني عمي صالح عليها قال يمكن تحتاجينها بعدين
- عمك ما قال لك كذا الا وعارف انك ذكيه
-ههههه يمكن
-طيب هذي آخر سنة لك بالثانوي وين ناوية تروحي بعد الثانوي
-بصير مدرسة وبتزوج مثل ما قال لي ابوي
-منجدك؟؟
-ايه أصلا كل البنات كذا
-بس أنتي مو مثل كل البنات وعقليتك بتفيد وطنك كملي دراستك وصيري طبيبة او مهندسة اوحتى محامية واخدمي بلادك بالشغلة الي انتي تحبيها والزواج مو عائق أبدا قدام دراستك وطموحاتك .
دق جرس الحصة فختمت المعلمة حديثها : عموما فكري بالموضوع والله يوفقك يعيني .
الحوار هذا بيغير مجرى حياة سناء أو بعبارة أصح سيجعلها تبدأ حياة جديدة بعده .
تخرجت سناء وبعدها بأسبوعين قررت مصارحة والدها أنها تريد التقديم على كلية الطب بجامعة الرياض وسألت أمها :
=يمه أبوي موجود
- لا يبنيتي راح يشرف عالحلال وبيرجع المغرب
= تم يمه.