السجن

54 2 0
                                    

بدأت سناء بتأمل غرفتها التي طالما كانت عالمها الخاص الذي كان مليئا بالشغف إنه المكان الذي بدأت به إنجازاتها وتجاوزت أصعب اوقاتها مع أمها التي كانت سندها الدائم في أوقات ضعفها .

إنها ليلة الخطبة ..

‏سيزور المنزل عمها أبو صالح مع عائلته لطلب يد سناء مساء الليلة ..

‏الوالد لا يتحدث والوالدة تدور في المنزل لأنها تعلم أن نتاج تربيتها لا يمكن أن يفعل هذا .

ومع كل هذه الأجواء السلبية قررت سناء أن تكتب رسالة تبوح بها إلى دفترها المخلص خبايا ما يجول بصدرها فكتبت:

إنه ال10 من يونيو اليوم المُر على الفتاة التي بلغت 22 عاما والتي أعلنت الحرب على القيود التي تقيد أحلام النساء وقامت بحقها الطبيعي الذي حرمت منه قريناتها بالقرية لكن ظروف الحياة كانت أقوى لقد كُسِر الغصن الذي واجه وحيدا ولم يكن له سند لقد تبددت الأحلام وبقيتُ في الأمر الواقع .

(ما للبنت إلا زوجها) هذه العبارة صحيحة لكن المجتمع أساء استخدامها لقد كنت أنا الضحية؛ بوهلة هدم المجتمع أحلام فتاة كانت تلعب مع غنم والدها وكانت تداوي حيواناتها والتي كانت تعتبرهم (مواطني مملكتها ) لقد عقدت العزم على أن أصبح طبيبة تمد يدها للجميع ترسم البسمة على شفاههم وتدخل السعادة إلى قلوبهم وتحظى بدعاء الجميع .

ولكن وقفت العادات والتقاليد المجحفة عائقا أمامي حتى اختفى سراج هذا الحلم وتبدد نوره ، لقد كنت قد نسيت هذا الحلم أو بالأحرى تناسيته حتى أتت معلمتي نورة وأضاءت هذا السراج مجدداً وبثت فيّ شرار الحماس وعدت وحاربت تلك العوائق وساندتني أمل وكانت لي الأخت والصديقة والأم لم تتوانى أبدا في مساعدتي لاجتياز الصعوبات التي تقف في طريق الظفر بحربي ،وظننت أني غلبتها ، غير أنها انتصرت بالنهاية.

بقي أسبوع على تخرجي وكان من المفترض أن أسلم مشروعي ولكن اههخ لقد تبدّد الحلم ، وقعت فريسةً لدى أنصار الديكتاتورية المجحفة المتجذرة في عمق المجتمع والتي سلبت النساء حقها في بناء إنجازاتها ومساندة المجتمع ، وأصبحت اليوم إحدى ضحاياهم .

اليوم سأكون لابن عمي صالح عدو الطفولة القديم والليلة أدفن أحلامي التي طالما عشت في سبيل تحقيقها والليلة أجعلها في جعبتك يا دفتري الوافي ، أملي بربي لم ينقطع وأرجو أن يمدني الله بالخلاص وأحقق حلمي الذي طالما أردته ..

‏التوقيع:

‏سناء الخارجة عن حدود الديرة .

مساء اليوم:

‏استدعيت سناء ليُؤخذ رأيها بالموافقة وكان وجه صالح شاحبا فسأله أبو سناء :

‏-علامك يصالح فيك شي؟

‏- لا ياعم تعبان شو..

‏قاطعه صوت باب يطرق بقوة ، تغير لون عيني صالح، وفتح الباب أبو سناء ...

خارج حدود الديرة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن