14| تحت السطح

1.5K 79 42
                                    




" ليس هناك شيء نقي في هذا العالم. لكنني أثق بما نعيشه هنا، الأن. أثق بنفسي "

سيرل لم ينتظر ردًا منها على كلماته الأخيرة. بدلًا من ذلك، غيّر الموضوع بنبرة هادئة

" هل ترغبين في تناول العشاء ؟ "

ردت نيار و هي تتنفس ببطء، تحاول أن تُعيد توازنها بعد كل تلك الحدة الخفية في حديثهما

" لست جائعة "

اكتفى سيرل بإيماءة بسيطة و قال

" حسنًا، فقط خذي قسطًا من الراحة "

ثم عاد إلى الحمام و وضع المنشفة التي كانت على عنقه بسلة الغسيل، ليعود متجها نحو السرير بهدوء يستلقي بجوار نيار مع ابقاء مسافة قصيرة تفصل بينهما بتعبير عن احترام صامت للحدود التي لم يكن يرغب في كسرها إلا إن أبدت استعدادا

يراقب تحركها بين اللحاف بحثًا عن وضعية مريحة للنوم، متأملًا ارتباكها العفوي، فوضويتها الهادئة التي على الرغم من اضطرابها لم تزعجه أبدًا. كثيرة الحركة، يراها تلتف باللحاف، و تتقلب مرتين أو ثلاث قبل أن تجد راحتها أخيرًا. و بينما هدأت ترك نفسه يتأمل ملامحها، عينيها المغلقتين و حاجبيها المنقبضين برقة، تلك التعبيرات التي تخفي خلفها طاقة مكبوتة، القوة و الجمال الممتزجان بأسلوب يجعلها تبدو كشيء فريد، ساحر و خطير في آن واحد. تذكر أول مرة رآها، تلك اللحظة العابرة في مطعم "بلانكا" حيث جلست خلف الزجاج بنظرة مفعمة بالحياة و شعر ذهبي مسترسل، تلمع في وجهها إبتسامة هادئة كإبتسامة ملاك

ثم تغيرت الصورة عندما شاهدها مجددًا في قصر آل كابو قصر فلورينزي، بملامحها التي بدت أكثر جدية، و شعرها الذي عاد إلى لونه الطبيعي، أسود مكثف و قوي يحيط بوجهها كليل يزينه بريق عينيها الزرقاوين ثنائي نجوم السماء

Pov siril:

ربما كانت تلك محاولة لبناء ثقة سطحية في صفقة قائمة على اتفاق لا أكثر. قلت أنني أثق بما نعيشه الأن و أثق بنفسي، ليس بها و ليس بما قد يكون بيننا. فعلاقتنا قائمة على منطق واضح، خالٍ من العواطف الزائدة. نحن هنا لتحقيق غاية مشتركة، و ذلك يتطلب توازنًا و تفاهمًا عقلانيًّا، لا مشاعر معقدة و لا وعود حب زائفة

راقبتها بصمت تتقلب في السرير، تبحث عن وضع مريح و جسدها يرفض الإستسلام بسهولة. إن هشاشتها الظاهرة تخفي قوة كامنة خلف عينيها، هناك شيء غامض يوحي بتماسك عميق كما لو أنها تقف وحدها وسط عالم غارق في الفوضى. نيار تحمل مخاوفها معها، لقد كان واضحا أنها تخشى الرجال و تواجدها معي يشكل تحديًا هائلًا لها، ربما هو ما يبقيها حذرة و متوترة. و مع ذلك لم أكن أسعى لأي تقارب جسدي فعلي معها، ليس ما لم ترغب هي في ذلك

أخذ نفسًا عميقًا و اراقبها لثوانٍ إضافية بذهن شارد قبل أن أترك الغرفة بهدوء منتبهًا ألا أوقظها. أتوجه إلى غرفة المراقبة حيث أجد أوميريف جالسًا أمام الشاشة بتركيز، و عينيه تتابعان العرض على الشاشة حيث تعلو أصوات الصراخ. بيده وعاء الفشار، يتناول منه ببطء متابعا بلامبالاة تلك التفاصيل الدموية

EL CAPO ||new beginning حيث تعيش القصص. اكتشف الآن