3| منطق و شكوك

12.2K 388 93
                                    


"اشربي الشاي "

تحدثت سينثيا بنبرة هادئة، و قدماها تعانقان بعضهما البعض و هي تنظر إلى هاتفها بملل. بينما رمقتها تلك العابسة المقابلة لها بغضب متراكم

" لا أريد.. "

انفجرت نيار بحدة، حيث بدا الإنزعاج واضحًا في صوتها مصممة على رفض طلب سينثيا، لكن الأخيرة أصرّت مما زاد من استفزاز قريبها

" لن أكرر كلامي، سينثيا. لكن إذا كنت مصرة، سأكون سعيدة بالإستفراغ فوقك "

قالت نيار مطبقة شفتيها مع ابتسامة شاحبة، فيما استنشقت مزيدًا من الهواء و كأنها تسعى للهدوء

" بتي فرنسية بحق "

تمتمت سينثيا مشيرة إليها بنظرة سطحية، بينما تقلبت نيار عينيها بتململ

" و إن يكون "

لم يكن الإنزعاج و الغضب كافيين لوصف ما شعرت به. تصرف نيكولاس و سينثيا و توامها كأن شيئًا لم يحدث، تفاقم بالوضع مع نيار إلى حد الضيق يقودها إلى مشاعر متناقضة من القلق و الغضب

" توقفا عن هذا "

همس نيكولاس، بينما كان يأخذ رشفة من قهوته السوداء و بينما تدخل لورينزو

" يجب عليكِ شكرنا بدلاً من التهجم المثير للأعصاب هذا "

بالتأكيد، لم تتوقع نيار أن يكون توأم ملكة الفرو مختلفًا في أسلوبه. ربما لم تكن ملامحه مطابقة تمامًا لسينثيا، لكن هذا لم يمنع بعض التماثل في مزاجيتهما

خصلات داكنة الشقار، و عيون ترابية تعبّر عن مزيج من النعاس و الحدة. بجسد رياضي طويل و لحية خفيفة، يبدو خطره غير متوقع. لكن الفراغ بين نظراته يخفي الكثير، و الأسوأ مما تكشف عنه إلتواءة شفاهه، مع سكين حاد في يده

ما قاله لورينزو لم يرفع سوى المزيد من علامات الغيظ في وجه نيار، التي عبّرت عن مشاعرها بحاجب مرفوع بالسخرية

" بجدية ؟! "

أطلقت ضحكة ساخرة، ثم تابعت بحدة

" إنك بالتأكيد ترغب بأن أرفه عنك بنوع خاص من التلاوة. فقط للتذكير، أنت و شقيقتك المختلة أخذتماني من منزلي عنوة، رافضين شرح سبب اختطافكم لي. هل تعتقد أنني قد صدقت تلك المزحة ؟ أنا، و السلك ؟ إذا كنت لا تتذكر، فأنا ميتة "

" أجل، و أنا أتحدث إلى شبحك الأن "

قال لورينزو، مضاعفًا من حنق نيار التي وضعت يديها على وجهها تنفث نيران غضبها

" آه، يإلهي، أنتما عقاب "

ثوانٍ قليلة مرت قبل أن يتحدث نيكولاس، واضعًا فنجان القهوة على الجانب، مستمرًا في استفزاز الفتاة أكثر مما فعل التوأمان

EL CAPO ||new beginning حيث تعيش القصص. اكتشف الآن