6| الزفاف

12.6K 376 111
                                    

" عزيزي، هل تظن أنك تستطيع الهرب ؟! ... يا لك من لطيف... بدأت أشعر و كأنني أطارد فأرًا "

صوت خشن يتردد أسفل ذلك القناع الأسود، بينما يتحرك إطار بدلة سوداء طويل و عريض ببطء بين جدران القبو، يرافقه صوت خطوات ثقيلة و احتكاك السكين الحادة بالحائط، وصولًا إلى إحدى الغرف

" أعلم أنك تحب لعبة الإختباء، لكنك كبير للغاية عليها، أليس كذلك بارين ؟ "

بنبرة خشنة و حادة، يقول بينما يتقدم بهدوء ليصبح بارين في مجال رؤيته. شفاهه تتلوى بمكر أسفل القناع، و يتحرك صوته مع همسه العميق

" اهدأ، لا داعي للهلع. لن أؤلمك، صدقني "

عرق يتصبب من نبضات قلب متسارعة، و رجفة في شفاه مرتعشة و أقدام متصلبة كأنها قد تجمدت في مكانها. يرى في عيني بارين مزيجًا من الخوف و التوسل يرى إدراكه أن النتيجة قد لا تتغير مهما حاول. مثير للشفقة، مثير للإشمئزاز، الحالة التي وصل إليها نتيجة تماديه و كل الغرور الذي انمحى ليظهر خوفه الجلي

" مابك ؟... ما هذه التعابير ؟ أنت تعلم جيدًا أنك المسؤول عن كل ما يحدث و سَيحدث لك "

الكلمات تُبصق ببرود بينما صاحبها يتلذذ برؤية رجفة الأخر، الذي بدأ يفتح فمه مترجيًا العفو

" لا... لا تفعلها... لا تقتلني، أتوَسل إليك... لقد ارتكبت خطأ لكنني كنت مجبرًا، لقد تم التلاعب بي. سأفعل أي شيء، و لكن لا تقتلني، رجاءً... سأعترف، حسنًا ؟ سأعترف "

يردف بارين بتقطع، متحركًا بشكل عشوائي قبل أن يرتمي أسفل قدمي الرجل متوسلاً له

" سأصبح خادمًا لك... سأفعل كل ما تطلبه، سوف أعطيك الكثير من الأموال و لكن أرجوك لا... "

" أسف، يا صغير، لكن الأوامر أوامر "

يرد المقنع بدرامية، و يتوقف برهة ليتفحص المنظر الذي صنعه قبل أن يتحرك لإكماله. توتر بارين يزداد مع بَحْلقة ذلك الرجل به، لقد كان ينظر إليه بهدوء و برودة قاتلة كمن يستعد للإنقضاض على فريسته

" ل.. لما توقفت ؟ "

بتلعثم سأل بما في جوفه، ليأتيه الجواب من الهادئ

" لا شيء، فقط أحب تأمل لوحاتي قبل إنهائها "

اقترب منه ليلتصق ظهره بالحائط، أسند جبينه على خاصرة بارين مغمضًا عينيه

" أليس الضعف جميلًا ؟ "

همس ممررًا نصل سكينه على عنق نسل فلورينزي مرجفًا إياه، بينما عاد لصمته لبرهة قبل أن يضيف

EL CAPO ||new beginning حيث تعيش القصص. اكتشف الآن