PART 01 : كابو جديد و أصابع مقطوعة
.
.
.«حتى تكون كابو للمافيا ... عليك بقتل مشاعرك و جعل صراخ التعذيب نغمة موسيقى تُمتعك .»
............................
نابولي،16:27 :
في قلب قصر أماتو كان تاريخ العائلة الآن يشهد تغيرا جذريا داخل القاعة الواسعة ذات الجدارن البيضاء والنوافذ الكبيرة المطلة على الحديقة المشددة بالحراسة.
طاولة مستطيلة تقبع في المركز، محاطة بأعضاء مافيا الكامورا، رجالاً ونساءً، يتربعون في صمت مهيب وأمام كل منهم سلاحٌ تحسبًا لأي حالة غدرٍ وكأس من الويسكي يرتشفون منه بين الحين والآخر.
الصمت كان سائدا منذ الدقائق الأولى وخلفه فضولٌ وتوتر لمعرفة قرارات هذا الاجتماع الذي يتم الآن فوق إرادت بعض الأعضاء.
الآن هم ينتظرون الكلمات الأولى من الكابو الجديدة، التي تترأسهم بهيبة وطغيان.
نقرت الكابو بأصابعها المزينة بوشم L863 على الطاولة فاتجهت الأعين نحوها يترقبون ما ستنطق به.
هناك من يحلم بأن تتنازل عن منصبها لصالح أخيها الأكبر، يرغبون في كسر القاعدة التي تحرم الابن غير الشرعي من الزعامة، وكل ذلك من أجل أن لا تحكمهم امرأة مثل ما حدث في أحد الأعوام السابقة ماضي لا يرغب أي أحد من أفراد الكامورا بتذكره ...
كانت هي تعرف جيدا نية كل شخص يجلس على هذه الطاولة لذا لمعت عيناها الخضراوتان بلمعة غريبة تُجزم لهم بأنها لن تحقق مُرادهم.
حدقت في وجوههم واحداً تلو الآخر ثم رفعت كأسها ببطء ترتشف مشروبها بهدوء يليق بشخصيتها.
"يُعد اليوم أول اجتماع رسمي لي ككابو لمافيا الكامورا معكم."
نطقت بنبرة واثقة وأعلنت أنها الكابو الجديد ولن يكون هناك تغير.
فرقت شفاهها لتضيف المزيد لكن قاطعها صوت عمها المعارض لها
"إيما ..."
لم يكن تدخله في محله بالنسبة لها فهو حشر نفسه دون إذنها.
رفعت حاجبها وأرسلت نظرة قاتلة نحو عمها العجوز الجالس على يمينها، نظراتها أعطته تحذيرًا جعله يطأطأ رأسه بأسف شديد.
رأت الإنزعاج باديًا على وجهه بسبب جملتها التي أعلنتها قبل لحظات. لذا تلفظت بتهديد مباشر
"ڤيتال أماتو هذه آخر مرة تقاطعني المرة القادمة سأنسى أنك عراب أبي وأفرغ سلاحي برأسك."
أعادت نظرها للحضور، ولأبناء عمومتها وأشقائها والتابعين لهم تخبرهم أن الرسالة موجهة لكل من يجرؤ على التفكير في التمرد...