"بَرق..
ماذا تفعل؟"
تساءلَ الطفل ذا الشعرِ المُبعثر والهالة الضفدعية، كان يسير في جنةِ اليعاسيبِ لهدفٍ لَم يتم الأفصاح عنه، لعله كان يرجو أصطياد المزيد من رفاقه الحشرات، فـفوجئ بوجود رفيقه الأولي، مربوطًا على جذعِ شجرة.كانت الخدوش لا تزال تغطي بشرته، وبشكلٍ خاص ذراعيه و رُكبه، ألا أنه لم يبدِ أي نوعٍ من الهزيمة، وقفَ بأستقامة رغم كونه مربوطًا بطريقة غريبة ومُهينة.
"أنا؟ قررتُ الألتصاق بالشجرة لغرض حماية البيئة.."
لم ينظر لبحرِ حينئذٍ، كان طفلاً بطبيعةٍ لا تعترف بالخطأ أو الهزيمة، وهذا الجزء الذي لم يفهمهُ بحر، وظنَّ كلامه جادًا وحقيقيًا."آه إذًا.. سأمضي في طريقي"
-"ساعدني من فضلك."
______
"أولادٌ في المتوسطة فعلوا هذا؟
يبدو فظيعًا.."
ساعد بحر بفك الحبالِ بالكاد، أثرها تخدشت أصابعه القصيرة وهو يحرر برقَ من قيدهِ."لا يفعل هذا غير الجبناء"
شد برق على قبضته، وتحدث طويلاً عن النُبل، الرجولة وأخلاق القتال والمواجهة."ما كان عليكَ التورط مع الكبار"
كان رد بحر الوحيد، متزامنًا مع تقديم قارورة ماءه الخاصة."نعم.."
-"بَرق.. أتود أن نكون أصدقاء؟"
"..."
وإذًا.
تحت شجرة قيقبٍ عظيمة،
في جنة اليعاسيب
بتاريخٍ مجهول لا يُعلم عنه غير أنه كان في المرحلة الخامسة من الأبتدائية، وبينما الصَّبيان يجلسان القرفصاء ملوثَين بالتراب والوحلعقدّا خنصريهما سريعًا، فأحدهما كان مغتاظًا وخجلاً.. قائلاً: فقط الأطفال يقومون بهذه الحركات.
وبدأت صداقة ستستمر طويلاً.
______
تمّت.
لكن لدي أشياء مميزة من حوراء: