«شخصان في واحد»

8 3 0
                                    

"هااا ما هذه الذكريات التي ظهرت في رأسي!؟،أنا أنا هوتيان لا أنا رومان لا هوتيان آآآآ رأسي يؤلمني" كان رومان مستلقيا في العربة بعد ان اغمي عليه
حاول شيشو ايقاضه و لكن دون جدوى
شيشو هذا الذي تكلم معه داخل القفص و فرح عندما رأى رومان أو بالأحرى هوتيان على قيد الحياة
حسنا فيما بعد تبين أن هذا الأخير صديق هوتيان المقرب
و كانا يسرقان الطعام البضائع معا
بعد ان استوعب رومان ذكريات هذا الجسد فهم الكثير مما يجري الا انه رغم هذا فلا يزال فهمه لهذا العالم ناقصا جدا فصاحب هذا الجسد 'هوتيان' لم يكن سوى مزارعا و لصا في نفس الوقت، ادرك رومان انه في امبراطورية تدعى 'امبراطورية مو' نسبة للإمبراطور مو حاكم هذه الأرض التي حتى في ذكريات هوتيان لم يدرك حجمها و مساحتها فهوتيان هذا ولد و عاش في هذه المزرعة النائية من 'قرية السنابل' ،اعتاد على العمل عند احد ملاك هذه الاراضي يحرث الارض و يطعم الابقار
و لم يكن الأجر الذي يتلقاه كافيا حتى لإشباع بطنه
و هذا ما دفعه للسرقة و قطع الطريق
فأصبح يتربص بالتجار و العربات الوافدة من 'قرية السنابل' الى ارض المزرعة
و استمر هكذا دون القبض عليه حتى اليوم
على ما يبدو ان فرصه قد انتهت
......
رمى احد الحراس قطعتيْ خبز داخل القفص للأسرى "هيا هذا غذاء اليوم فلتشكرو السيد الشاب على لطفه و كرمه"
اجاب احد الأسرى الذي كان يبدو أن جسده متكون من عضم و جلد دون لحم حتى ان قلبه برز كلما دقّ
"و ولكن نحن عشرة يا سيدي الحارس كيف لقطعتيْ خبز ان تسدّ جوعنا!!!" فور ان اكمل جملته طار سهم من خارج القفص الى جبهته تاركا دمه و عصارة مخه تسيل خارجا
و صاح باقي الاسرى منبطحين و أيديهم فوق رؤوسهم
تقدم احد الحراس و لكن لم يكن كالبقية حتى ان باقي الحراس اضهروا الاحترام له كان يرتدي درعا احمرا و خوذة غطت ملامح و جهه الا انها لم تحجب عينيه التي سطعت بلون احمر داكن كأنها عيني تنين
قال بصوت بارد و هالة طاغية "فلتأكل أو فلتصمت ......همم أو فلتمت"
ارتعش رومان و اقترب من شيشو و سأل "من هذا لا يبدو كباقي الحراس "
قال شيشو بدهشة"اتمزح..اضن انك لم تخرج من هذه المزرعة ابدا اليس كذلك" اومئ رومان
فمنذ ولادته تم تربيته من قبل احد المزارعين بعد تخلي والدته عنه اما والده فلم يعرفه ابدا
و بعد ان بلغ العاشرة من عمره بدأ العمل في المزرعة
هذا ما كان في ذاكرة هوتيان
اكمل شيشو "انّ هذا ساموراي يمكنك معرفتهم من الدروع التي يلبسونها و من السيوف التي يحملونها و لكن ليس كلهم يلبسون الدروع ففي المرة السابقة عندما كنت في أحد الحانات في القرية
سمعت احد التجار الذي زعم انه كان في العاصمة قبل عامين و أنه رأى الساموراي غير الرسميين دون دروع و زعم أنهم اقوى من هؤلاء بالدروع" تفاجأ رومان احقا هنالك اقوى من هؤلاء و نضر من زاوية عينه الى ضهر الساموراي الذي كان يبتعد فوق حصانه
فجأة استدار الساموراي ناحية رومان و لكن سرعان ما أكمل طريقه الى مقدمة القافلة التي على ما يبدو انها امتدت لمئات الامتار و كانت عربة الأسرى في الوسط
تنفس رومان بسرعة و فكر 'حسنا اهدأ يا رومان و نظم افكارك, فوووه لا شكّ انني مت و لكن بطريقة ما اصبحت هوتيان في هذا العالم حسنا لا بد لي من التصرف على هذا النحو الى الآن و لكن 'آنا' آآآه كيف امكنني الموت و تركها وحيدة ،تبا لا سبب لي للعيش الآن ،حتى في حياتي السابقة كان وجودها سببي الوحيد للنجاة و استمراري في الحياة،حتى فيليب قد مات آآه يا صاحبي ،تبا تبا فلتتمالك نفسك الآن رومان عليك النجاة الآن و بعدها سأقرر ما سأفعل'

قاطع تفكيره شيشو "هاي هوتيان اتدري من هو السيد الشاب الذي نحن اسرى عنده" اومئ هوتيان نافيا
اكمل هوتيان قائلا
"انه السيد الشاب لعائلة القبضة في مدينة 'الينبوع' التي تبعد عن هذه المزرعة اللعينة مسيرة ٣اشهر"
تفاجأ رومان حتى كاد يصرخ
قال "و ما الذي جاء بهم حتى هنا"
اجابه شيشو"على ما يبدو فإنه السباق نحو العرش
فكما سمعت لقد امر زعيم عائلة القبضة ورثته بالخروج الى الخارج و حشد اكبر عدد من العبيد و الجنود ذوي الموهبة حتى يشاركوا في حرب على العرش فالفائز يصبح الوريث الشرعي للعائلة"

عبس هوتيان و فكر 'همم يبدو ان شيشو هذا يعرف الكثير رغم عيشه في هذه المزرعة النائية، رغم كونه صديقي الا انه لا ضرر من الحذر فهذا العالم على ما يبدو كالغابة يأكل القوي فيها الضعيف'
قال هوتيان "اذا انحن في جيش السيد الشاب الآن ام ماذا؟!"
ضحك احد الحرس حينما سمعه "هاهاهاها ايها الحثالة كيف لكم ان تكونوا جنودا تحت امرة السيد الموقر  'مويان' ،سوف نأخذكم الى منطقة السيد الشاب اولا بعدها من يبقى على قيد الحياة سيخضع للإختبار الذي يحدد إنضمامه الى الجيش او ان يصبح عبدا في ملكية عائلتنا العظيمة و هذا شرف له هاهاها"كانت نبرته مليئة بالسخرية و الاستهزاء
نظر هوتيان نحو الاسرى الثمانية الآخرين و تمتم 'على ما يبدو كلنا في حفرة واحدة ننتضر حتى يتم دفننا'
تنهد هوتيان و مد يده مشاركا في المعركة التي قامت على قطعتي الخبز .....

.............
وقفت آنا عند قبر والدها
لم تكن تبكي على ما يبدو أن دموعها نفدت
قالت لها جوزيفين"حسنا آنستي سوف تضربن نفسك هكذا دعينا نعود الى السيارة الآن.."
رمقتها آنا بنضرة خالية من اي مشاعر
كانت كالموتى شاحبة مع هالة سوداء احاطت بعينيها
تفاجأت جوزيفين فآنا لم تقاوم كما اعتقدت و لكن استدارت و تبعتها نحو السيارة
انطلقت السيارة و هي تنعطف مرارا و تكرارا عند منعطفات الجبل المتتالية
فوالدها اخبرها دائما ان تدفنه اذا مات في الجبل حيث ولد و حيث عاش مع جده
في نفس الوقت كان رومان قد وعدها ان يدفنها بجانب منزلهما اذا ماتت قبله
فجأة فتحت آنا باب السيارة و هي مسرعة في منعطف جبليّ
نضرت نحو جوزيفين و قالت بنبرة حزن و دمعتها الأخيرة سقطت من عينها بصعوبة"انا آسفة،شكرا على كل شيئ" و قفزت من حافة الطريق الى اسفل الجبل
صرخت جوزيفين و مدت يدها لتمسكها
و لكن فات الأوان
...........
في مركز الجيش

"ايها القائد لقد بحثنا في كل مكان حتى تحت الصخور في الغابة و لم نجد جثة القائد رومان لقد استجوبنا كل من كان مع جثته و لكن لم يرى احد اين اختفت" ضرب الجندي قدمه مع الأرض ثم انصرف
تنهد القائد الأعلى للقوات و فكر'اين بحق الدم و البارود اختفت جثة هذا الرجل،حتى اننا قدمنا تابوتا فارغا لعائلته لدفنه.....تبا لهذا الامر'
و نفخ نفسا من سيجارته التي اوشكت على النفاد

.............

جندي في درع سامورايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن