"همم سيدي المحقق لقد وصلت القوات الخاصة بالإنقاذ لعل الفتاة نجت بمعجزة ما على الرغم من أنّ نسبة هذا لا تتجاوز ٣بالمئة الا ان الوصية عليها ...ما كان اسمها ...آآ نعم جوزيفين اصرت و هي تبكي و تصرخ داخل المركز على ان ننقذها حسنا لا ضرر من المحاولة على اي حال" قال احد ضباط الشرطة مخاطبا المحقق المسؤول في 'كلوفيلي'
حسنا في الغالب يتواجد اكثر من محقق في المدينة الواحدة الا انّ مدينة ريفية كمدينة 'كلوفيلي' لم تكن الجريمة فيها شائعة حتى ان تعداد سكانها لا يتجاوز
الثلاثمائة مواطن مما جعل السلطات الحكومية تكتفي بتوكيل محقق واحد في هذه الناحيةالمحقق الذي كان اول شيئ يجذبك اذا نضرت لوجهه شاربه الكثيف حتى كان اكثف من لحيته و قبعته الطويلة الحريرية التي على ما يبدو لم يغسلها منذ عقد من الزمن ادخل يده في جيب معطفه الطويل ممسكا بعلبة سجائر و بخفة يد متقنة فتح العلبة ووضع سيجارة في فمه و اشعلها في نفس الوقت بعود ثقاب استنشق نفسا عميقا و نفخ الدخان في الهواء سعل مرتين و قال للضابط "حسنا...كل ما يهم هو ان نجد الفتاة سواء حية او ميتة" صمت لوهلة ثم سئل "ايها الضابط ان هذه الفتاة ... 'آنا روجر' هي ابنة القائد 'رومان روجر' صحيح؟"
اجاب الضابط "نعم يا سيدي و لكن لما السؤال؟"
طلب المحقق من الضابط ان يقترب و قال بصوت منخفض "حسنا انها معلومات سرية و لكن عندي تصريح من الجيش لإخبار اثنين من الضباط للمشاركة في التحقيق" اضاف "بعد وفاة القائد رومان من طلقة اخترقت جمجمته رغم ارتدائه لخوذة ،حسنا و هذا امر غريب بما يكفي،الا انّ الاغرب هو انّ جثة القائد اختفت بعد يوم من موته و لم يجدوا لها اثرا لحد الساعة،حسنا بعد ان سمعت السلطات العليا في الجيش بأمر قفز ابنته من المنحدر بعد جنازته مباشرة،ارادو التأكد من وجود جثة لها ايضا فحقا لو لم نجد جثتها اليوم فستكون هذه من اغرب القضايا التي اوكلت بها " زادت نبرة صوته عندما قال الجملة الأخيرة حتى انّ شغفه و حماسه للقضية ضهر من ارتعاش صوته
دخن سيجارته بعدها بأنفاس متتالية حتى انهاها و انطلق نحو السيارة و صاح للضابط "هيا ما الذي تنتظره...فلننطلق الى خشبة المسرح اقصد مسرح الحادثة هيهيهي" ضحك بغرابة وسئل بعدها "اوو..ما إسمك ايها الضابط"
قفز الضابط اشقر الشعر ،ازرق العينين الى السيارة
صاح " 'ابراهام' سيدي!!!! تشرفت بخدمتك سيدي!!!..".................
في امبراطورية مو
كانت قافلة السيد الشاب مويان في اوائل رحلتها
متوجهة ناحية منطقة السيد الشاب التي كانت خارج
اراضي 'عائلة القبضة' و هكذا كان حال مناطق اخوته
الاربعة الآخرين ،فكان هذا الاجراء لمنع اي تواطئ او انحياز من شيوخ العائلة الى احد الأخوة و للحفاظ على الحياد و العدالة في اختيار الوريث المستحق
و هكذا كانت طريقة 'عائلة القبضة' منذ تأسيسها
قبل الفي سنة ،شعارهم: ' فلتغمر قبضتك بالدماء، و لتقطر جبهتك بالعرق'
حسنا كان إيمانهم بالعمل و الإعتماد على الذات
سببا رئيسيا في نجاتهم لالفي سنة،هذا بعد ولائهم 'لإمبراطورية مو' طبعا.
سعل هوتيان "هاي شيشو كيف يريدوننا ان ننجو دون مياه طوال الطريق ،حسنا لا بد ان يعطونا على الاقل القليل حتى نعيش " اجاب شيشو "حسنا،لا زلنا في بداية الرحلة، الى الآن لم يمر سوى اسبوع منذ انطلاقنا و لولا اكلنا لتمر الغابة لمتنى بالعطش منذ مدة "
كان تمر الغابة من الفواكه التي تنمو في شجر اخضر
تتدلى هذه الثمار من الاغصان الى اسفل الطريق و مع مرور القافلة بهذه الاشجار اغتنم الاسرى الفرصة لاقتطاف و أكل بعض هذا التمر
حسنا لم يبدو على الحراس اي رد فعل عندما شاهدو هذا فالاحرى ان هذا كان لا بأس به بل ربما شيئا لازما لنجاتهم
تذمر هوتيان "صحيح ان هذه الثمار مليئة بالعصارة حقا و لكن لا يزال مذاقها كبراز الكلاب "
ضحك شيشو و قال "هااي اضن انك تذوقت براز الكلاب من قبل حتى تستطيع تمييز طعمه هاهاهاها"
رمقه هوتيان بنظرة و انفجر ضاحكا هو الآخر
سمعهم احد الحرس و تضايق من ضحكهم فكيف لهؤلاء الحثالة ان يضحكوا و هم في صدد المشاركة في اختبار السيد الشاب و ربما يصبحون جنودا او عبيدا لديه
دنى الحارس من بوابة القفص ،فتحها و سحب سيفه فلم يسع للأسرى سوى سماع صوت صرير ثم اشار نحو هوتيان و صرخ بصوت غاضب "انت يا ايها الحثالة فلتخرج من القفص سأعلمك معنى ان تستمتع بوقتك
و انت اسير لدى سيدي الشاب العظيم مويان"
توهجت اعين هوتيان ،وقف و نضر مباشرة نحو الحارس محدقا في عينيه مباشرة قال في نفسه'حسنا تبا لهذا ،لقد لزمت الصمت في أول انتقالي الى هذا العالم القذر حتى ادرك وضعي و ارتب افكاري و لكن طفح الكيل بلغ السيل الزُبى'
اغمق وجه هوتيان و رغم تعبه من السفر و سوء التغذية الا ان عينيه توهجت كموقدين عظيمين
بدأ شيشو بالارتعاش و نظر الى صديقه بهلع اراد الكلام و لم يستطع كل ما فكر فيه هو 'تبا يا ايها الاحمق فلتفعل ما أمرك به لمذا تحدق بوجهه،و ايضا متى كانت لهذا الوغد اعين كهذه ،انها تذكرني بأعين ذلك الساموراي الشاب في القرية..تبا في ماذا افكر الآن'
قاطع تفكيره هوتيان قائلا بنبرة طاغية
"هااي يا كلب حراسة السيد الشاب،تبا لك"
هنا أغمي على شيشو حتى انه تبول على نفسه
كانت هذه حالة معضم الاسرى فربما تكون هذه الكلمات سببا لقتلهم جميعاانطلقت نية قتل من الحارس ،ادخل يده و امسك بحنجرة هوتيان و صرخ "ايها الوغد ، لا بد انك تريد الموت بشدة" و القى هوتيان في الهواء الا انه حين هذا رمى بلكمة نحو الساموراي ،لم تكن ترقى لإسم لكمة حسنا جسد هوتيان كان كعود الثقاب الآن
تفادى الساموراي هذه شبه اللكمة و طار هوتيان ٤ امتار في الهواء
ارجح الحارس سيفه الى الخلف مستعدا لقسم هوتيان الى نصفين
صرخ الحارس"هاااااااا مت"
نبرة صوت باردة صدرت من خلف الشجر
"توقف" كانت كلمة واحدة الا انها كانت كفيلة بإيقاف الحارس الذي لم يكن الموت ليوقفه
سقط هوتيان على الأرض
تقدم الساموراي المدرع فوق حصانه و خطى فوق ضهر هوتيان برجل واحدة
تكلم من فوق هذا الكائن الضخم"هييه لقد أعجبتني يا فتى ،فمن بين ثمان حثالة يبدو انك تملك القليل من الشجاعة ،او ربما هي غباء و تهور"
زاد الضغط على ضهر هوتيان فصرخ
قال و هو يبصق الدم و ضرسا كان انكسر عند ارتطامه بالارض " حسنا يا سيدي الساموراي العظيم،لا شك انها شجاعة و سأثبت كلامي هذا
فلتعطني سيفا و سأقتل هذا الحارس الأحمق"
رنت كلمة أحمق في أذن الحارس كالرعد و لكن كبت غضبه امام الساموراي المدرع
ضحك الساموراي "هاهاهاها لك هذا،فلتثبت نفسك أأنت قط ام أسد هاهاها" هزت ضحكة الساموراي قلوب من سمعها حتى انها ايقضت الاسرى الذين اغمي عليهم
قفز الحارس من فوق حصانه و نزع درعه و رمى سيفا ناحية هوتيان
فتح شيشو عينيه و رأى هوتيان يحمل سيفا 'ماذا يجري ما هذا'
كان هوتيان معتادا على القتال سواء في حياته السابقة او الآن و لكن حالته الجسدية لم تكن في صالحه الآن
رغم هذا تحكم في تنفسه و تذكر تدريباته العسكرية من قبل 'حسنا يا رومان عليك بتوجيه ضربتك نحو نقطة الضعف،ضربة واحدة تكفي ، او بالاحرى هذا كل ما يمكنني فعله فهذا السيف ثقيل جدا و لست في أفضل حالاتي'
كان الساموراي العظيم جالسا جلسة القرفصاء على الارض و قال بنبرة مستمتعة "حسنا فليبدأ العرض".........
أنت تقرأ
جندي في درع ساموراي
Fantasia"رومان"جندي في الجيش البريطاني ،و بينما هو في خضم التصدي لهجوم من قبل العدو يصاب برصاصة من قناص عن بعد فيلقى حتفه مغمورا بمشاعر الحزن و الاسى على ابنته التي تركها وحيدة في المستشفى لمرضها و ضعف جسدها.... بعد ان مات يستيقض مرّة اخرى و لكن : اين هذا ا...