الفصل الاول

1.5K 48 0
                                    

في أحد أيام الشتاء، وبينما يتجول أصغر طفل في عائلة برينغهام، التي تُعد إحدى أكبر العائلات في بريطانيا، بين شوارعها الملونة ومبانيها الحمراء، تسر الناظرين إليها. في فصول الربيع، تزيد رؤية الأزهار من جمال المكان، لكن الآن في فصل الشتاء، تكون الزهور ذابلة، والبياض يغطي المباني والأراضي.

كان دورسيت، الابن الوحيد لعائلة برينغهام، الذي وُلد بعد معجزة لوالديه. كانت مطالبه وأوامره تُنفذ، حيث كان يحصل على كل ما يرغب به.
تربى وتعلم هكذا، وبينما كان في التاسعة من عمره، كان دائمًا يخرج وحوله 30 من الحراس. بينما كان ينظر إلى الشوارع والأشخاص المختلفين بنظرة وحيدة، فإن والديه، على الرغم من حبهما له، لم يكونا معه بل تركاه بمفرده مع خدمه، خصوصًا بعد مرض والدته منذ ولادته.
.
.
.
فجأة، رأى بين إحدى الشجيرات التي فقدت أوراقها وامتلأت بالثلوج، فتى قد يبدو في مثل سنه أو أصغر، أسمر اللون، وعيناه تحدق فيه وفيها كراهية وغيره كبيرتان يمكن رؤية انعكاسهما في عين دورسيت. عيناه الخضراوتان كأوراق الأشجار في منتصف الربيع، شعره الأسود وملامحه التي تظهر كم أنه يكره العالم الذي يعيش فيه. ملابسه مهترئة ومتشققة، ولا يرتدي حتى حذاء، ولسبب لا يعلمه، لكن دورسيت أعجب به.

Boy pov,

بينما هرب الفتى من الميتم اللعين والعجوز الطماع، ركض في جميع أنحاء المدينة بحثًا عن مأوى، لكن دون جدوى. لم يجد أي مكان يستطيع الذهاب إليه، حتى توقف أمام محلات الخبز، وطلب فتات الخبز دون جدوى، بل تعرض للضرب والطرد. كره العالم وكل من فيه...

فجأة، سمع صوتًا يبحث عنه من الميتم، فاختبأ بين الشجيرات حتى رأى فتى جميل وحوله حراس. كان الفتى طويلًا بالنسبة له ولكن ضعيف الجسم، بياضه كالثلج وحمرة خدوده وعيناه الزرقاوتان وشعره الأشقر جعلوه أجمل من أي شخص رأه من قبل، لكنه شعر بالغيرة، فلديه عائلة محبة وبيت يأويه.

وأثناء نظراتهما لبعضهما، تقدم دورسيت للفتى المختبئ وسأله: "ماذا تفعل هنا؟" بصوت حنون.

بدأ الفتى بالرد بصوت خائف ومتوتر، ولكنه أظهر شجاعة: "وما دخلك أنت؟"
رأى دورسيت مشاعر الفتى المختبئة وقال بلطف: "إذا لم يكن لديك مكان آخر للذهاب، هل ترغب في المجيء الى منزلي؟"

قاطع رئيس الحراس الحوار وقال بلطف لدورسيت: "لا يمكننا أخذه، فلا نعرف من أين هو وما هي حالته الصحية. كما أنك لا يمكنك الاعتناء به فقط لأنك رأيته هنا."
ثم مظر للفتى وصرخ: "انصرف قبل أن..." خاف الفتى واسرع بالهروب ولكنه سقط بسرعة بسبب عدم مقدرة رجليه على مساعدته.

ركض دورسيت لالتقاط الفتى وأخذه في ذراعيه، ثم قال للحارس بغضب: "لا تقل لي ماذا أفعل، يمكنني تغييرك في اي وقت ارغب به. هل فهمت؟"
ثم التفت للفتى وقال بحنيه : " لا تهتم لجاك واخبرني هل ترغب ان تاتي معي لمنزلي؟

بعد تردد، قال الفتى بقلق: "هل يمكنني أن أسألك بضعة أسئلة؟"

لم يتوقع دورسيت أن يسأله الفتى، ونظر إليه بصدمة قليلة قبل أن يقاطعه الحارس ويقول بغضب: "كيف تجرؤ على طرح أسئلة للسيد الصغير؟!"
نظر دورسيت بغضب إلى الحارس ليصمت، ثم التفت للفتى وقال: "لا تهتم به، يمكنك سؤالي عن أي شيء تريده."

قال الفتى بحرج: "هل ستعطيني مكانًا للنوم؟" ابتسم دورسيت وفي داخله بعض الحزن على كلامه وأجاب: "نعم." ثم قال الفتى بابتسامة خجولة: "وهل ستعطيني طعامًا... أنا لا آكل كثيرًا، يمكنك أن تعطيني فتات الخبز حتى أشبع."

اختفت ابتسامة دورسيت بعد سماع سؤاله، شعر بألم في قلبه وقال: "لا." تغيرت ملامح الفتى الى الخوف، حتى أكمل دورسيت: "لن أعطيك فتات الخبز، لكن سأعطيك ثلاث وجبات تحتوي على كل ما ترغب فيه من طعام."

شعر الفتى بالسعادة وقال بتوتر وثقة بدورسيت: "أريد... أريد... أن أذهب معك."

.
.
.
.
.

يتبع

Dorsett and Asherحيث تعيش القصص. اكتشف الآن