الفصل الثاني

809 36 0
                                    

بعد أن وافق الفتى على القدوم مع دورسيت، خلع دورسيت حذائه وقال للفتى بابتسامة: "البسه، أعلم أنه سيكون كبيرًا عليك، ولكن لا أريدك أن تتأذى بالأرض."
أمسك الفتى الحذاء وقال: "لا، لا أستطيع، ثم سيتعين عليك أنت أن تتأذى بالأرض. لا بأس، البسه، فأنا معتاد على الأذى."
قال دورسيت بعناد: "إذا لم ترتدينه، فلن أرتديه أيضًا"، ورمى به في القمامة.

أمسك الفتى به وقال بقلق: "لا، لا يمكنك. إنه بالفعل شيء صعب للحصول على الخبز، فما بالك بحذاء... سألبسه."

ابتسم دورسيت للفتى، في حين كان الحارس (جاك) ينظر إليه بغضب، وكان يتوعده بالضرب عندما يصلون للمنزل.
مشوا نحو السيارة الليموزين الكبيرة التي شكلها من الداخل كأنها غرفة مصغرة ستقلهم إلى منزل برينغهام.

في السيارة، وقال دورسيت بفضول وبابهامه على شفتيه: "صحيح، أنت لم تخبرني ما اسمك؟"
قال الفتى وهو يتجنب النظر له: "لن أخبرك باسمي حتى تخبرني باسمك أولا."
ابتسم دورسيت على شكله ومد يده له قائلاً: "اسمي دورسيت برينغهام... الآن يجب عليك أن تخبرني باسمك."
لم ينظر الفتى إليه ولا رد على نظراته، ثم قال: "اسمي... اسمي... الفتى رقم ١٤."

نظر دورسيت للفتى بعدم فهم ، ليتدخل جاك ويقول ليفهم دورسيت بملل: "إنه شيء معتاد، فيبدو أنه يتيم ومعظم الفتيه في الميتم لا يُسمون إلا بالأرقام. ما رأيك في أن تسميه بما انك انت من أخذته معك؟"

نظر دورسيت للفتى وقال بابتسامة: "هل لديك اسم ترغب بان يكون اسمك؟؟" فأجاب الفتى بحيرة: "لا.. اريدك ان تسميني انت ومهما يكون الاسم الذي ستعطيه لي ساحتفظ به للابد"

بدأ دورسيت في التفكير في أسماء حتى رفع إصبعه وقال بسعادة: "لقد وجدتها، سأسميك آشير، وهو يرمز للسعادة. وهذا ما أتمناه لك طوال حياتك."

ابتسم آشير بسعادة وعيونه تلمع لدورسيت، واقترب ووضع يده على خده وقبَّله على شفتاه بسرعة.
صدم الحارس ودورسيت من فعل آشير، فامسك الحارس به من عنقه وقال: "كيف تجرؤ أن تفعل هذا للسيد الصغير؟"
ثم ضربه بكف على خده وسقط على أرض السيارة. دفع دورسيت الحارس إلى الأرض وقال: "لقد تجاوزت حدودك كثيرًا." نظر آشير لدورسيت وهو خائف ومتوتر.

سأل دورسيت بهدوء آشير: "لماذا فعلت ذلك يا آشير؟" فأجاب آشير بخوف وتوتر: "لأن المربية في الميتم قالت إنه عندما يفعل أحد معانا معروفًا ويجعلنا سعداء يجب علينا أن نقبله على شفاته."

صُدِم الحارس من كلامه وسأله: "ومع من كنتم تفعلونها؟" فأجاب آشير وهو يتجنب النظر لهم: "كان مدير الميتم دائمًا يطلب منا فعل ذلك لشكره، ولكنني دائما م ارفض ذلك واكرهه ولهاذا هربت من الميتم"

امسك الحارس قبضة يده بقوة، وحاول تمالك اعصابه من كلام آشير. توقف آشير على الكلام خوفًا من شكل الحارس الذي يبدو أنه غاضب جدًا وسيضربه مجددا..

حضن دورسيت آشير حتى وصلا المنزل. نزل دورسيت وبجانبه آشير، في حين كان الحارس يتحدث في هاتفه بغضب.

دخلوا المنزل، وبالطبع لم يكون والداه موجودين، فأمسك دورسيت بيد آشير وقال له بابتسامة: "هيا، سأريك غرفتك."

توجها إلى الغرفة، التي كانت من أكبر الغرف وأفخمها، حيث كانت تطل نافذتها على المدينة الجميلة المليئة بالبياض. وجدا سريرًا كبيرًا يكفي لعائلة بأكملها. لم يتسنى لآشير أن يلقي نظرة على أجزاء الغرفة قبل أن يقول له دورسيت: "مالذي تريده؟ هل ترغب في الاستحمام أولًا أم تناول الطعام؟"

أجاب آشير بخجل: "سأستحم أولًا."

أوصله دورسيت إلى الحمام وفتح الماء ليمتلئ الحوض، وبدت عينا آشير تلمع مندهشة لأن البانيو كان كبيرًا جدًا، شبيه بحوض سباحة.

بعد الاستحمام، خرج آشير ليجد دورسيت قد أعد له ملابس من ملابسه، وعلى الطاولة كانت وجبة طعام جاهزة. ارتدى آشير الملابس المعروضة، وكانت تتألف من قميص أصفر اللون مزين بشخصية كارتونية، وبنطال بيجامة متناسق مع القميص.

جلس آشير على الطاولة لتناول الطعام، لكنه توقف  فلم يخبره دورسيت بإمكانية تناوله للطعام....
قرر أن ينتظر حتى يعود دورسيت.

بعد مرور العديد من الوقت، عاد دورسيت إلى الغرفة ووجهه مليء بالسعادة عندما رأى آشير جالسًا على الطاولة دون تناول الطعام. اقترب منه وقال: "ألم يعجبك الطعام؟ لماذا لم تتناول شيئًا؟"

أجاب آشير ببراءة: "لكنك لم تخبرني ان بإمكاني تناوله."

صدم دورسيت من عدم اكل آشير للطعام فقط لانه لم يخبره ان يتناوله، لهاذا طلب من الخدم ان يذهبوا ويسرعوا لتسخين الطعام وتقديمه لآشير مجددا.
وعندما جاء الطعام، قال دورسيت بابتسامة: "يمكنك تناول ما تشاء ولا تحتاج لموافقتي لتناول الطعام."

بدأ آشير بأكل الطعام بشهية، وبطريقة فوضوية حيث كان ينتقل بين الأطباق من هنا إلى هناك.
حتى امتلأ معدته، ثم نظر إلى دورسيت وقرب شفتيه ليقبله كشكر.
وضع دورسيت يده على شفة آشير وقال: "لا حاجة لذلك، فقد قدمت لك كل هذا."

ابتسم آشير وقال: "ماذا لو أردت أن أفعلها لك فقط؟"

أجاب دورسيت بحزم: "لا يُسمح لك بذلك."
.
.
.
مضت الايام بسرعه ومع مرور الوقت، اكتشف آشير أن دورسيت قد نجح في إقناع والديه بالسماح له ان يبقى معهم.
بدأ آشير في التعلم مع دورسيت رغم تأخره في المراحل التعليمية، إلا أنه كان يستوعب المعرفة بسرعة، كما عرف دورسيت ان آشير يكبره بعام فقط. وكان يزداد ارتباط آشير بدورسيت يومًا بعد يوم، حتى...

يتبع..

Dorsett and Asherحيث تعيش القصص. اكتشف الآن