1 / البداية

9.7K 361 113
                                    

في ليلة ماطرة وفي وقت متأخر من الليل يقف رجل في منتصف الثلاثين من عمره ذو مَلامح حاده ممسكًا بيده اليُمنى فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها وفي يده اليُسرى ممسك بقطعة قماشيه بداخلها بعض الملابس.

التفت على جانبه الأيمن وقال بلطف مُحدث الفتاة :

" اطرقي الباب مره أخرى "

فعلت الفتاة ما طلبه منها أبيها وبعد دقيقه أتى صوت امرأة عجوز من داخل المنزل قائله بنبرة غاضبه :

"من هذا المزعج الذي يأتي في هذا الوقت المتأخر؟!"

عندما فُتح الباب كانت امرأة في أواخر الخمسين من عمرها تقف أمامهم حامله بيدها السراج لترى به في ظلام الليل الدامس وتداعب قدمها قطة ذات لون بني داكن والابيض.

عندما ركزت في من كان يطرق الباب مستعيره بضوء السراج حينها تغيرت معالم وجهها لتحدق بحَنق في الرجل وأرادت قول شيء لكن سبقتها الفتاة قائله محدثه أبيها وهي ترتعش من البرد الذي بدأ بالإزدياد بسبب المطر :

" أبي .. أنني أشعر بالبرد "

قال الرجل وهو يحدق في المرأة :

" ألن تدخلينا إلى الداخل؟ "

ترددت المرأة للحظه لكنها في النهاية ابتعدت قليلًا عن الباب وقالت :

" فلتدخلوا "

بعدما دخل الرجل وابنته واتجهوا إلى غرفة المعيشه فأتت من خلفهم المرأة وهي تمد للرجل غطاء مصنوع من الصوف قائله :

" فلتغطي بِه الصغيرة "

أخذ الرجل الغطاء وقام بوضعه على ابنته برفق ثم اقترب منها ليلامس جبينه بجبينها قائل بإبتسامة :

" فلتبقي هنا يا صغيرتي وأنا سأذهب مع جدتك إلى الغرفة لنتحدث .. حسنًا؟ "

أومأت الطفلة رأسها بموافقه وحينها قبل أبيها جبينها ورحل مع جدتها إلى غرفة نومها فألتفتت الجده نحوه قائله بغضب :

" ما الذي تظن نفسك بفاعل؟ كيف تجرؤ على المجيء إلي بعد كل تلك السنين؟ "

(الأب) وهو يخفض رأسه بأسف : أعتذر عن المجيء.. فقط أريد معروفًا منكِ.

(الجده) : هل جُننت؟! هل قامت تلك السَاحرة باللعب بعقلك أخيرًا؟!!

(الأب) يرفع رأسه ويحدق بحده : لاتتحدثي عنها فقد ماتت مُنذ زمن .. وأيضًا لم أقم بالمجيء هنا حتى ندور في حلقة لذات المحادثه منذ سنين فقد أتيت هنا من أجل (وَهج).

(الجده) بنظرات إزدراء : يالك من وغد تأتي إلي بعد كل تلك السنين وبعدها ماذا؟ تأتيني وترمي ابنتك مثلما رميتني من أجل تلك السَاحرة؟!!

ساحرة الشمال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن