2 / ابنة الساحرة

4.5K 236 49
                                    

بعد إنتهاء المطر وبزوغ الشمس الذي يخترق ضوءُه السحاب ليقطع طريقه من خلال نافذة منزل طيني ويداعب وجهه (وَهج) لتستيقظ من نومها وهي تدعك عينها.

بعد أن أستيقظت بالكامل تفاجأت أن جدتها لم تكن بجوارها فنهضت على الفور وبدأت تتجول في المنزل بحثًا عنها خوفًا من أن تتركها هي الأخرى.

وبعد فترة من البحث لم تجدها وقبل أن تفقد الأمل بالكامل من أن جدتها قامت بتركها سمعت صوت الباب وهو يُغلق وعندما اتجهت ناحية الباب لتجد جدتها تحمل سله مليئة بالأعشاب وبجوارها قطتها.

وبدون وعي منها هرعت (وَهج) إليها لتعانقها مما جعل جدتها تتفاجئ وتفقد توازنها وتسقط السله لتصرخ قائله :

" أيتها الصغيرة "

ارتعشت (وَهج) بخوف للحظة بسبب الصراخ المفاجئ وابتعدت وعيناها تذرفان الدموع قائله :

" أنا أسفه .. كنت أعتقد انك تركتيني "

تنهدت الجده محاولة كبح غضبها قائله :

" بالرغم من كبر سني على الاعتناء بطفلة إلا أنه من المستحيل أن أتركك "

توقفت (وَهج) عن ذرف الدموع ونظرت إلى جدتها وكأن كلمات جدتها لامست قلبها لتسألها بكل براءة قائله :

" حقًا؟ "

(الجدة) وهي تشير على الأعشاب : نعم، لذا فلتقومي بجمع هذه الأعشاب و وضعها في السلة عقابًا على ما فعلته .. فأنا ظهري يؤلمني.

لم تُعارض (وَهج) جدتها ونفذت ما طلبته منها بكل سرور بينما ذهبت الجدة إلى غرفة نومها لتستلقي على السرير.

__________

بعد ساعات : -

كانت (وَهج) تحدق عبر النافذة تشاهد الأطفال وهم يلعبون ويمرحون سويًا وسرعان ما لاحظت الجدة هذا وقالت لها وهي تنزع أوراق الأعشاب :

" يمكنك الخروج للعب معهم "

(وَهج) وهي لاتزال تحدق عبر النافذة : لا أستطيع..

(الجدة) بإستغراب : ولما لا تستطيعين؟

(وَهج) : حذرتني أمي من الخروج خارج المنزل.

(الجدة) : .. لماذا حذرتك ليس وكأن هناك ذئاب تتجول في الخارج الأن.

(وَهج) : لا أعلم .. لكنها دائمًا تقول لي بقلق وحزن الا أخرج في الخارج وكأنها ترى شخصًا آخر بداخلي.

(الجدة) وهي تنهض وتتجه إلى (وَهج) : أخرجي والعبي مثل أي طفل وعودي قبل غروب الشمس.

(وَهج) وهي تلتفت إلى جدتها : ولكن..

(الجدة) وهي تربت على رأس (وَهج) مقاطعة كلامها : لا يوجد لكن.. أيتها الصغيرة لاتتعلقي بالماضي وتجعليه يقيدكِ بالسلاسل بل عليك التحرر من السلاسل التي تُقيدك والركض قدمًا دون إكتراث للماضي.

أمسكت الجدة بيد (وَهج) واتجهوا ناحية الباب لتقوم بفتحه الجدة وتحدق في (وَهج) التي كانت متعجبه من هذا الفعل وقالت لها الجدة :

" الآن اذهبي للعب معهم وعودي قبل غروب الشمس"

كانت (وَهج) متردده لكنها في النهاية ركضت للخارج وكأنها تحررت من قيود مخفيه.

في البداية لم تكن تعرف كيف تخبرهم بأنها تود اللعب معهم وظلت تراقبهم من بعيد حتى أنها لم تدرك بأن هناك شخص يقترب منها.

حينما أصبح خلفها نده عليها لتلتفت عليه (وَهج) وتشاهد صبي بإبتسامة خلابه قائل :

" ماذا تفعلين بالجلوس هنا لوحدك؟ "

(وَهج) وهي تُعيد نظرها إلى الأطفال الذين يمرحون : لا شيء فقط أشاهد.

(الصبي) وهو يجلس بقربها ويشاهد الأطفال : همم .. بالمناسبة ما هو إسمكِ؟

(وَهج) : وَهج .. وَهج ابنة وَهِيب.

(الصبي) وهو يلتفت ناحيتها بدهشه : وَهِيب؟!!

(وَهج) وهي تلتفت ناحيته بتعجب : نعم أنا ابنته .. أين المشكله لتندهش هكذا؟

(الصبي) : هل أسم والدتك (أنهار)!

(وَهج) بإستغراب : .. نعم.

نهض (الصبي) وحدق في (وَهج) بنظرات إزدراء قائل :

" مقزز .. لا أصدق بأنني كنت أتحدث إلى ابنة ساحرة "

ذهب (الصبي) تارك (وَهج) في حيرة كبيره لاتعلم لماذا نظر إليها هكذا وقال ذلك الكلام لذلك لم تكترث كثيرا لكنها لم تعلم بأن تلك لم تكن سوى البداية.

___________

بعد نصف ساعة : -

نهضت (وَهج) وبدأت تنفض الغبار من على ملابسها بعد أن أدركت أن الشمس على وشك الغروب.

اتجهت ناحية منزل جدتها لكن فجأة تم قطع طريقها عبر مجموعة من الأطفال ويتوسطهم (الصبي) الذي كان يدردش مع (وَهج) .

لم تفهم (وَهج) سبب تجمهرهم حولها لذا حاولت تجنبهم، لكن تم دفعها بواسطة (الصبي) لتسقط على الأرض ليبدأ الضحك والسخرية عليها من قبل الأطفال ويقول (الصبي) بتهكم :

" يا رفاق أنني اشتم رائحة عفنه هل تغوَّط أحدكم "

انفجر الجميع ضاحكًا لتنحرج (وَهج) فهي لاتعلم سبب فعلتهم كما أنها لم يسبق لها أن تحدثت مع من هم في سنها لذا نهضت وقالت بتوتر :

" ل.. لماذا تفعل هذا؟ "

أمسك (الصبي) شعرها بقوة وأنزل رأسها للأسفل لتحدق في الأرض قائل :

" لأنكِ ابنة ساحرة .. وليس مرحب بالسحرة هنا "

.

...يُتبع...

ساحرة الشمال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن