9 / غيوم سوداء

3.8K 175 110
                                    

وصلت (عقربة) إلى قرية (النهال) بسرعة لتبدأ النظر في أرجاء القرية ذات المنازل المحطمة ومزارعهم المدمرة.

ظلت (عقربه) تسير في القرية مقطبة الحاجبين بشرارة تصدر من أعينها لشدة غضبها، حتى وقفت عند أحد منازل القرية الذي قد تحطم بابه، لتدخل للمنزل وتبدأ بالتفحص في الارجاء.

لتلمح بعدها باب أخر محطم ولتدخل تلك الحُجرة الملئية بالدماء الجافة على الأرض لتشد قبضة يدها بإستياء وغضب قائله :

" لقد أخبرتك بالذهاب معي .. أيتها العجوز العنيدة! "

تنهدت بعدها لتصرخ مناديه :

" (مارج) ! "

وفي غمضة عين ظهر أمامها شيطان ضخم البنية ذو بشرة حمراء خافض الرأس راكعًا، بحلقت (عقربه) بأعين تتطاير منها الشرار قائله :

" أبحث عن (جمرود) ولا تعد إلا بمكانه "

" أمرك سيدتي "

وبعد أقل من دقائق عاد (مارج) ليخبرها محني الظهر وخافض الرأس قائل :

" غرب الغابة، في كوخ صغير، يتواجد بالقرب منها بحيرة "

" فلتأخذني إليه "

__________

كانت (مرنان) تجمع الأغراض بسعادة حتى تبددت تلك السعادة لتتحول إلى خوف بمجرد أن تم إقتحام الكوخ من قِبل (عقربه) وهي تصرخ مناديه بأسم (جمرود) .

ألتفت (مرنان) خلفها لتشاهد إمرأة ذات شعر أسود قصير يصل إلى الرقبة وتمتلك تلك العينان بندقية اللون وتجاور عينها اليسرى شامه.

تفاجأت (عقربه) من أن (جمرود) لم يكن موجود عدا تلك الفتاة لتقترب منها (عقربه) قائله متسأله :

" منذ متى كان لذلك الفاسق إهتمام بالأطفال؟ "

تراجعت (مرنان) للخلف بخوف بينما باغتتها (عقربه) بإمساك يدها قائله :

" أنتي أيتها الطفلة أين ذلك الجني الفاسق (جمرود) ؟! "

كانت (مرنان) خائفة وهي تدخل يدها الأخرى لبنطالها لتخرج خنجرًا بهدوء ودون أن ترفع عيناها عن (عقربه) ولتهاجم وجه (عقربه) بتلك الخنجر.

حاولت (عقربه) تفادي الخنجر لكنها لم تستطع بالكامل مما سبب لها جرح على وجنتها، إستغلت (مرنان) إفلات (عقربه) ليدها وهرعت للخارج بينما تسمرت (عقربه) في مكانها بإبتسامة وهي تمسح بيدها الدماء التي على وجنتها قائله :

" يالها من طفلة مسببة للمتاعب .. لقد أرخيت دفاعي للحظة "

__...........__

داخل البرج الحجري : -

كانت (الفتاة) تجلس على مضجعها وهي تحتضن جسدها الهزيل والمليئ بالندوب متفكرة في أقوال أبيها الذي كان وقتها يحتضنها ويهمس في أذنها قائل :

" عزيزتي أنتي تعلمين أنني لا أفعل ذلك لأنني اكرهكِ، بل لأنني أريدك أن تصبحي قوية "

كانت (الفتاة) حزينة وهي تقول بتردد :

" لكنه يؤلم.. يؤلم جدًا، لدرجة أنني أشعر وكأن أطرافي تُخلع من مكانها "

أفلت أبيها العناق ليمسك كتفيها بيداه وينظر في عيناها مباشرة قائل :

" طريق القوة صعب ومؤلم هذا أكيد، لكن هل ستتركين حلم والدكِ فقط من مجرد ألم سيمضي؟ "

شعرت (الفتاة) بخوف شديد من تلك النظرات التي كانت تخترقها وتلك الكلمات التي كانت مثل وخز الإبر على القلب لكنها لم تعترض لتبتسم إبتسامة مزيفة وهي تحتضن والدها قائله :

" سأفعل أي شيء من أجلك يا أبي، فقط لاتتركني! "

عادت (الفتاة) لوعيها بمجرد أن سمعت طرق على الباب وصوت الخادمة من خلفه وهي تطلب منها الدخول.

سمحت (الفتاة) للخادمة بالدخول لتدخل بعدها الخادمة تحمل بعض الطعام لتقوم بوضعه على مضجع (الفتاة) وثم تلتف لترحل لتقوم (الفتاة) بعدها برمي صحن الحساء الساخن على ظهر الخادمة وتصرخ قائله :

" ماهذا التصرف كان يجب عليكِ الركوع لي! "

صاحت الخادمة لشدة سخونة الحساء لتبدأ في الركوع بخوف ورأسها موجه للأسفل تطلب السماح والمغفرة من (الفتاة) التي وقفت أمام الخادمة ولم تكن تنتبه الخادمة للفتاة وهي تحمل مزهرية لتقوم بضربها على رأس الخادمة بكل قوة وهي تكرر الضرب حتى إنكسرت المزهرية.

إمتلئت الأرض بدماء الخادمة وقطع المزهرية المحطمة بينما كانت (الفتاة) تلهث بصعوبة وثم بعدها إبتسمت بسخرية وظلت تركل جثة الخادمة قائله :

" هذا جزاء من لا يُطيع سيده! "

__________

ظلت (مرنان) تركض وتلتفت تارة للخلف وتارة للإمام في خوف من أن تتبعها (عقربه) حتى إصطدمت بشخص لتسقط أثر الإصطدام وثم ترفع رأسها وحينما شاهدت الرجل بدأت عيناها تدمع بطمأنينة كونه الذي يقف أمامها هو (جمرود) الذي كان يمد يده لها قائل بقلق :

" ما خطبك لماذا تركضين بهذا الشكل؟ "

أمسكت (مرنان) بيد (جمرود) لتقف مجددًا ولتباغته بعناق مفاجئ وهي تبكي بخوف ليربت على ظهرها (جمرود) في حيره.

وبعد فترة بعد أن هدأت (مرنان) بدأت تشرح له بيداها كل ما حدث ليجتاح الغضب (جمرود) ويتجه ناحية الكوخ ممسك بيد (مرنان) .

وبعد وصولهما للمنزل وجدا بأن الباب مدمر ليدخلوا بعدها الكوخ ويجدوا (عقربه) تجلس على الكرسي الموجه أمام باب الكوخ واضعة قدمها فوق الأخرى وتأرجح بيدها سكينًا تبحلق في عينا (جمرود) بحده قائله بإبتسامة :

" لقد مرت مدة منذ لقائك .. أيها الجني الفاسق "

.

...يُتبع...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 29, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ساحرة الشمال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن