8 / عاصفة التغيير

2.2K 125 16
                                    

" كم هذا غريب لم نجد حيوانًا واحدًا هنا "

قال الصياد وهو يركل بقدمه على صخره بإستياء، بينما كان صديقه الصياد الأخر يربت على كتفه لمواساته قائل :

" لا تقلق، أنا متأكد من أننا سنجد ما نأكله اليوم "

ظل الإثنان يسيران في طريقهما حتى سمع أحدهما صوت شخص يتحدث بصوت منخفض ليتوقف فجأة وينظر في الارجاء بينما صديقه توقف هو الأخر في حيره من أمره قائل :

" ما خطبك؟ لما توقفت فجأة؟! "

لم يجبه وظل يتتبع الصوت بهدوء حتى لمح فتاة صغيرة مستلقيه بجانب ضفة البحيرة وتتحدث لوحدها، تبع الصياد صديقه ليسترق النظر معه وليرَ ما رآه صديقه ليلتف عليه قائل بإستغراب :

" لماذا توجد طفلة هنا لوحدها في هذه الغابة؟ "

" لا علم لي، لكن الأهم لِمَن تتحدث؟ "

" لا أعلم أنا الأخر، فلا أحد سواها هناك "

صمت الإثنان وبقيا يشاهدانها في هدوء تام حتى أبتسم الصياد بخبث ليلتف ناحية صديقه الذي كان يشاهد الفتاة قائل بمكر :

" لنأخذها "

التف صديقه بتفاجئ من قول صديقه الصياد قائل :

" هل جننت؟ لايمكننا إختطاف طفلة فما الذي سنفعله بها! "

" لاتقلق سنقوم ببيعها ونكسب الكثير من المال ونستطيع بذلك إطعام عائلتنا دون إكتراث لنقص الطعام مرة أخرى والذهاب للصيد مرة أخرى .. وأيضًا هي لوحدها هنا فإذا لم نأخذها فستأكلها الحيوانات المفترسة.. فما نفعله هو إنقاذها من الحيوانات المفترسة ليس إلا "

التف صديقه نحو الطفلة وهو يشاهدها في قلق قائل بتردد :

" لكن.. "

قاطعه الصياد وهو يمسك بكتفه قائل بخبث محاولًا إقناعه :

" يجب علينا بيعها لتتمكن من دفع تكاليف علاج أبنك وإلا سيموت قبل أن تفعل وثم تبكي عليه حسرةٍ "

ظل صديقه يفكر للحظات حتى بعد دقيقة أومأ رأسه وهو يبتلع ريقه في خوف وتوتر، أبتسم الصياد في سعادة ليبدأ في تنفيذ عملية الإختطاف..

._____.

كانت (وَهج) تحدق في خاتمها وتتفكر والدها الحنون الذي كان يقضي كل وقته معها بخلاف والدتها التي كانت مشغولة في أعمال القبيلة فلم يتسنى لها اللعب مع والدتها المشغولة إلا نادرًا، لكنها كانت تشعر حينما تنام بيد دافئة تربت على رأسها كل ليلة ولم تكن تعلم قط بأنها والدتها التي تزورها كل ليلة وتطمئن عليها.

أنزلت (وَهج) يدها وبدأت تضحك بخفة قائله :

" أتذكر ذلك اليوم حينما أختبئ أبي في حُجرتي بسبب انه ضرب رجل بدافع غيرته وخائف من والدتي التي إكتشفت الأمر وبدأت تبحث عنه في أرجاء المنزل مناديه بإسمه بغضب .. وعندما أكتشفت أنه في حُجرتي هرعت على الفور لتداهم الحُجره وتشاهد أبي وهو يحملني فوق أكتافه ويحوم في أرجاء الحُجره ذهابًا وإيابًا وثم.. "

قطعت (وَهج) حديثها بمجرد أن سمعت صوت خطوات خلفها معتقده أنه ذئب وقبل أن تتمكن من النهوض رأت الصيادان وهم يحدقان فيها بخبث لينتابها الخوف والقلق وتتسع عيناها في تفاجئ.

" ما الذي تفعلينه هنا أيتها الفتاة الصغيرة؟ "

نهضت (وَهج) وظلت تحدق فيهما وتتراجع ببطء دون أن تجيبهما، لينتهز الفرصة الصياد ويمسك بيدها على الفور حتى لاتتمكن من الهروب قائل بإبتسامة تعلو محياه :

" أنه من الخطير البقاء هنا بمفردك "

____________

صوت طرقات قوية لاتنفك عن الباب وصوت شخص يردد بصوت مرتفع قائل :

" عقربه! .. عقربه! "

كانت (عقربه) تتلوى على مضجعها في إنزعاج محاولة النوم، لكن بسبب الطرقات وصوت الصراخ المدوي المنادي لها تنهض بغضب شديد متجهه صوب الباب لتفتحه بكل قوة وتصرخ في وجه الطارق قائله :

" اللعنة عليك وعلي حينما عرفتك "

تجاهل الرجل قولها قائل بإنفعال :

" ألا تعلمين؟! "

حككت (عقربه) رأسها بيدها وهي تحدق بعدم إهتمام لحديثه قائله :

" لا خيرٌ يأتي معك ..قُل ما تريد ولتأخذ مؤخرتك معك "

تجاهل الرجل كلامها مرة أخرى وبدأ بسرد ما أتى لقوله قائل :

" لقد سمعت من أحد معارفي في الشمال أنه تمت مهاجمة أحد القرى من قِبل (المُختارون) وتم قتل الجميع هناك عدا الأطفال الذين تم أخذهم من قِبلهم"

لم تهتم (عقربه) لكلامه وكانت على وشك الدخول وإغلاق الباب خلفها للعودة مجددًا للنوم حتى نطق ذلك الرجل بكلمات كانت مثل صاعقه ضربت (عقربه) قائل :

" يُقال أن القرية التي تمت مهاجمتها هي قرية (النهال) "

تجمدت (عقربه) في مكانها من هول ما سمعت لتلتف نحوه بنظرات تملؤها الحدة والغضب قائله :

" يا فتى.. أنتهى وقت المزاح "

" أنا لا أمزح .. أقسم لك أن ما قلته صحيح "

أندفعت (عقربه) نحوه لتمسك بياقته بقوة وتبحلق في عيناه قائله بنبرة حادة :

" أقسم بخالق الجحيم .. إذا لم يكن ما قلته صحيح حينها سأقتلع لسانك حتى لاتتجول في المدن صانع الأكاذيب في الأرجاء "

أومأ الرجل برأسه بخوف ثم تركته (عقربه) ودخلت لداخل منزلها مغلقه الباب خلفها بقوة.

بعد إغلاقها الباب ظلت تنظر في ساحة المنزل الواسعة لتبدأ بالتمتمه ببعض الطلاسم وثم إختفت..

.

...يُتبع...

ساحرة الشمال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن