الفصل التاسع

8 1 3
                                    

بدأ لوكاس بتفحصها بعناية و بعد التأكد من عدم وجود جروح بليغة فتح فمه و قال:سوف نهبط...تشبثي جيدًا.
بدأ لوكاس بوضع جسده بشكل معكوس و اخرج كل طاقة لديه بتلك اللحظة و بدأوا يذهبون للأسفل الي ان هبطوا علي الأرض سالمين،وضع لوكاس ليلى علي الأرض و بدأوا يذهبون لعند ديفيد الذي كان يكلم رجلًا طويلًا و مفتول العضلات.
عند وصولهم بدأوا بالانحناء و من ثم بدأت ليلى بالتحدث و قالت:سيدي،هل انت متأكد ان ذلك الرجل كان بشريًا؟؟
نظر جميع من حولها بغرابة و قال ديفيد بصوت قلق:ماذا تقصدين؟
"قدراته الجسدية كانت تفوق البشر..إضافة الي ان جسده كان اشبه بدمية او..روبوت."كانت ليلى منغمسة بالتفكير حتي انها لم تلحظ قلق و خوف البعض مما قالته.
امسك ديفيد يدها بهدوء و قال بصوت حاد:ليلى..اخبريني ماذا تعرفين..
حم حم الرجل الذي كان يكلم ديفيد بوقت سابق و قال:آنسة ايسكوفير..اليس كذلك؟انا ادريس رئيس قسم مكافحة المخدرات..ارجوكي شاركي معلوماتك معنا.
ادريس رجل طويل القامة و يملك جسدًا رجولياً و مفتول بالعضلات و شعر اسود طويل قليلاً حيث انه يصل لكتفه بالإضافة الي جرح علي عينه الأيمن،هذا ما عرفته ليلى في ذلك الوقت و قد اخافها للحظة لكن عند تكلمه صوته كان هادئ.
نظرت اليهم ليلى بعد خروجها من افكارها و قالت:بالطبع سوف اخبركم بكل المعلومات المهمة التي حصلت عليها!
تم الامساك بفيودور و من كان معه و تم اخذهم بالفعل الي مخفر الشرطة بينما ليلى و لوكاس ذهبوا لإحضار سيارته و الذي بسبب جروحه لم يستطع القيادة لذا وضعه علي حالة القيادة الذاتية و جعلها تذهب لمنزله،تم تفحص جروح لوكاس بالفعل لكن في النهاية تم ارساله للمشفي حتي بعد قوله انه يستطيع اخراجهم بنفسه.
بقيت ليلى و ديفيد..ذهب ادريس للمخفر بالفعل قائلًا انه سوف يذهب لسماع تحقيقات الشرطة مع فيودور،بدأ ديفيد يهمهم لنفسه كما لو انه يفكر فيما يريد قوله و لم يأخذ وقتًا طويلاً حتي قال ديفيد ما أراده:ليلى..يمكنك العودة للمنزل،لقد كنتي مبهرة بالنسبة لشخص تكون مهمته الأولي لكن أ تريدين نصيحة؟لا تدعي اي احد يختار مهمتك او يملي عليكي شيئًا ما..حتي لو كنتي جديدة تستطيعين الرفض و تأكدي ان عمتي تريد راحتكي و لن تضغط عليكي انها فقط..متحمسة.
هذا ماقاله ديفيد بعد رؤية ليلى تحاول اخفاء خوفها و جروحها بإستمرار منذ رؤيتهم مرة أخرى.
بدأ ديفيد بدفع ليلى و قال لها:اعلم انكي سوف تتذمرين لكن هيا هيا عودي للمكتب الأن و اجمعي اغراضك حتي تعودي للمنزل،خذي مفتاح سيارتي لقد وضعتها علي حالة القيادة الذاتية بالفعل أما انا فلا تقلقي علي فقط أعطي المفتاح لروز اذا رأيتيها و اذا لم تكن موجودة أعطيها لعمتي!الأن تصبحين علي خير و استريحي جيداً!
دفعها بداخل السيارة و اغلق الباب و بدأت تقود بالفعل نحو مركز الشرطة و كان يودع ليلى من خارج السيارة بينما هي مصدومة مما حدث بالفعل.
وصلت السيارة للمركز و فتح الباب تلقائيًا،خرجت ليلى من السيارة و دخلت المركز غارقة بالتفكير بما حدث اليوم لدرجة أنها لم تلاحظ وصولها لباب القسم بالفعل؛بينما هي غارقة في افكارها شعرت بيد تحرك كتفها بهدوء و تنادي بإسمها حتي رفعت عيناها و رأت اوفيليا تنظر اليها بقلق و من ثم تحضنها.
أمسكت بشعر ليلى و بدأت بالضغط بهدوء علي رأسها كما لو انها تعرف ما تفكر به بالفعل:هل تشعرين بالتحسن؟لم ادرك ان المهمة قد تكون خطيرة لتلك الدرجة..نسيت انكي لازلتي مبتدئة....سامحيني يا عزيزتي،نحن لسنا فقط شركاء عمل بل نحن عائلة!لذا لا تترددي بإخباري عن أي شيئ قد يزعجك حتي لو كنت السبب لا أحد يحق له ازعاج صغاري حتي اذا كنت انا!لذا هل اتفقنا؟
رفعت ليلى رأسها و قالت مدركة بأن كل ذلك صحيح:أجل...انه فقط بالنسبة لأول يوم كان صعبًا بعض الشيء..
نظرت اليها اوفيليا و كادت ترد إلا انه اتي صوت من خلف ليلى جعل الاثنتان منهما يجفلون للحظات و أن يديروا رأسهم لمعرفة مصدر الصوت.
"دائماً اليوم الأول اشبه بتعذيب نفسي و جسدي لكن لا تقلقي لستي وحيدة يا فتاة!كلنا معكي و ما دمنا موجودين لا احد يستطيع ان يأمركي او يزعجكي."كانت صاحبة الصوت المفعم بالحيوية روز الذي بدت تقترب و امسكت اكتاف ليلى بيديها.
ادارت روز رأسها و نظرت لاوفيليا بحيرة و قالت:بالمناسبة...هل اعطيتيها الحبات؟
نفت اوفيليا برأسها و ادارت جسدها مشيًا لمكتبها و فتحت احد الادراج بنقرة اصبع و قالت:لازلت غير متأكدة من الأمر..لكن في النهاية حسب ما عرفته هذا هو ما يناسبها...إذًا ليلى؟تعالي لهنا سوف اعطيكي ثلاث حبات و عند وصولك للبيت فالتأكليهم قبل النوم،لستي بحاجة للمجيء غدًا و يمكنك ارسال المعلومات التي حصلتي عليها لي.
اقتربت ليلى بينما رفعت روز يديها من اكتاف ليلى،وضعت اوفيليا الحبوب في صندوق صغير و اعطته لليلى و قبل ان تذهب ليلى قالت لها:اوه نسيت ان اعطيكي رقمي و ارقام البقية!في اي وقت كنتي تحتاجين لنا فقط اتصلي بنا او اضغطي علي القلادة فحسب.
بعد ان ودعت ليلى اوفيليا عادت الي حيث كانت روز و أعطتها المفتاح كما قال ديفيد و ودعتها،عادت ليلى لتلك الغرفة التي تجهزت بها في السابق و بدأت بتغيير ملابسها لما كان من قبل.
بدأت ليلى بالمشي نحو باب المركز الي أن تذكرت شيء ما...نظرت الي هاتفها متحيرة بما قد تفعله حاليًا بما انها لا تملك سيارة او اي احد ليعيدها للمنزل.
اخذت نفسًا عميقًا و قبل ان تضغط علي الزر للإتصال سمعت صوت بوق سيارة،عندما رفعت رأسها وجدت سيارة مألوفة لم تراها منذ شهور..بدأت تنظر بسرعة حولها و بعد التأكد من عدم وجود احد بدأت تركض للسيارة و فتحت الباب و جلست في مكانها بينما تتذمر:كيف عرفت اني هنا؟!من المفترض انك تكون عند ري في اجتماع او ما شابه في الولايات المتحدة!ماذا احضرك هنا بحق!
نظر اليها السائق المسمي هنري بهدوء من مرآة السيارة و اجاب عليها:سيدتي،اعلم انه من المفترض انه يجب ان نكون انا و السيد هناك و ان نعود بعد اسبوع من الان لكن قد حدث أمر ما جعلنا نؤجل الاجتماع الي وقت أخر؛لا يهم كيف عرفت عن مكانك المهم الأن كيف كان اول يوم عمل لكي؟
تأففت ليلى و نظرت خارجًا و قالت:لدي الكثير من الأسئلة..الكثير...
كان هذا ختام تلك المحادثة بينما عاود هنري القيادة للشقة،بعد ثلاث ساعات في السيارة وصلوا للمنزل و خرج هنري لفتح الباب لليلى.
دفعت ليلى باب الشقة و خلعت احذيتها و أمسكتهم بيدها و بدون حتي ان تنظر قالت:مساء الخير يا خالي.
كان العشاء جاهزًا بالفعل،تغيرت ملامح ري بالكامل عند رؤية ابنة اخته و ناداها لكي تأكل ولكنها رفضت..نظر اليها ري و قبل ان تدخل ليلى لغرفتها وقف ري امامها مكتوف الأيدي و قال بصوت حاد و نظرة غاضبة:ماذا حدث.
أمسك ري بليلى و أجلسها و بعدها جلس بجانبها علي الكنبة ممسكًا بالسيجارة خاصته قال:من ضايقكي؟هل هناك احد يزعجكي في العمل؟أم ان مديرك شخص قذر؟؟لا تخافي اخبريني و سوف اتخلص منهم بدون ان تحتاجي لتحريك فمكي!
نظرت ليلى له و هي تبعد الدخان من وجهها و اخبرته بصوت متحير:ان الأمر ليس هذا!كل من في عملي رائعون انه فقط..لقد حدث أمر غريب اليوم و...ظننت بأنك قد تعرف شيئًا بما انك مجرم؟
نظر اليها ري بتفاجئ وقال بصوت عالي محاولًا الدفاع عن نفسه:هييي!انا لست مجرماً عادياً!!انا من المافيا لذا لا تقارنيني بهؤلاء الحثالة!و الأن ماذا قد حيركي لدرجة انكي لم تحاولي اخراجي من المنزل؟
بدأت ليلى بشرح ما حدث لها و كان كل شيئ طبيعيًا الي أن سمع ري اسم ادوارد وبدأت نظرته شيئًا فشيئًا تصبح حادة اكثر فاكثر الي ان وجد ليلى تخفي يداها منه.
أمسك ري بمعصمها و رأي علامات بنفسجية علي يدها و قال بصوت يستشيط غيضًا:ذاك النذل..هي هنري!احضر علبة الأدوية!!شرطة بلا فائدة لا يستطيعون حتي ان يعتنوا بصغيرتي!تشه!ليلى فقط اصمتي!اذهبي لكي تستحمي و سوف اعالج جرحك و بعدها كلي شيئًا ما.
ذهبت ليلى لغرفتها و وضعت صندوق الحبوب علي المنضدة بغرفتها و ذهبت للاستحمام و من ثم بعد خروجها خرجت من الغرفة و ذهبت عند ري الذي كان جاهزًا و بدأ يعالج تلك الجروح و من ثم اجبرها لكي تأكل شيئًا ما و قال:سوف تموتين هكذا!من يعرف ماذا كان سيحل بكي اذا لم ينقذكي شريكك ذاك،يجب أن تأكلي اكثر انظري كيف اصبحتي نحيلة!!
بعد أن انهت الأكل بدأت المشي نحو الغرفة و ودعت ري و هنري قائلة انها ذاهبة للنوم،دخلت ليلى الغرفة و اغلقته ورائها بينما ذهبت للفراش و تذكرت الحبوب لذا بدأت تأكلهم و من ثم نامت و هذ تفكر بهوية ادوارد.
بينما في مكان اخر كان هناك حديث بين شخصين و يبدوا ان شخصًا ما لا يحظي بوقت ممتع اطلاقاً..
بدأ الرجل الأول بالضحك هستيريًا و قال:إذًا لن تحاول حقًا؟من كان يظن ان شخصاً مثلك سوف يبدأ بالترجي لأجل حياته؟ياللأسف لكن انت...سوف تبقي هنا حتي يبدأ فمك الصغير بقول شيئ مفيد لي.
كان ذلك الرجل المنحني علي الأرض يضحك شيئًا و شيئًا الي ان هدئ قليلاً و رفع رأسه لينظر في اعين من امامه و أجابه بصوت حاد و ابتسامة:اظنك مخطئًا..لست انا الذي يجب ان يترجي لأجل حياته...بل انت.

خطوط الموتWhere stories live. Discover now