١٢| يتجرع ألسنة اللهيب.

50 9 5
                                    

«هل أنتم متأكدون؟» سأل حارس البناية ذو الظهر المنحني، والشيب يغزو خصلات شعره التي كانت شقراء منذ دهر ما.

تبادل هنريك ومارلو رسالة صامتة.

كيف بحق الإله يفترض بذلك الكهل أن يحرس السكان من أية خطر يهاجمهم؟

هز هنريك رأسه فورًا حين لمحه لإبتسامة صغيرة تزحف لثغر الآخر، ليبتلع مارلو الضحكة حرجًا.

«أجل نحن متأكدون، كما تعلم ها هي مذكرة التفتيش، لذا مسموح بنا.» تحدث مارلو بصيغة دبلوماسية يحذو حذو هنريك.

الرجل نفي بهزتين. «لا بأس، أنا أصدقكم، الشأن كله أن كاميرات المراقبة تتعرض للتصليح بهذا الطابق، لا أعرف ما خطبها، لكن إن كان بحوزتكم مذكرة تفتيش رسمية إذن لا ضير بالأمر. كم يؤسفني مآلها، كانت فتاةً لطيفة، أرجو أن تعثروا عليها بأسرع وقت.» ارتعش فكّه مع كل كلمة يبصقها، يتحشرج صوته وكأنه يقتلعه من بطنه.

أجل، هذا صوت مدخن بامتياز.

«أشكرك جزيلًا.» وبعدها غادروا للمصعد، جالبين معهم المفاتيح الإحتياطية التي يحتفظ بها الحارس لكل شقة بالبناية. وصولهم للطابق الرابع كان سهلًا، إلا أن ذلك المصعد كان خانقًا، ولم يدري هنريك لماذا.

خرجوا من المصعد، وأسرع مارلو عدة خطوات يتفقد رواق الطابق، عن أي أشخاص فيه، ولكنها الحادية عشر مساءً تقريبًا، لذا قد يكون السكان نائمين أو بالخارج بهذه الساعة. ورفع رأسه، يبحث عن الكاميرا، لم تتواجد، لأنها تتعرض للتصليح كما قال الحارس.

الشقة كانت بنهاية الرواق تقريبًا، ومارلو من بلغها أولًا بما أنه من يستحوذ على المفتاح.

«ماذا برأيك قد نجد؟» سأله مارلو قبل وضع المفتاح وتدويره.

«آمل أن تكون جثة عارية، أعرفك تحب هذه الأشياء القوطية.»

«جثة امرأة شقراء ستفي بالغرض، تعرف تفضيلاتي.» انفتح الباب. «امرأة شقراء ذات منحنيات منحوتة.»

خطّ هنريك إلى الفجوة المعتمة التي تسمى بشقة هازل آرماس، وأطلق طقطقة من لسانه. «فقط لو تسمعك حبيبتك، لا أظنه سينتهي أمرك على خير.»

«ولا على شر، أفكر منذ شهرين بكيف أهجرها لكن الله يعلم كم حاولت التخلص منها.»

«رجائي أن تتخلص منك هي مع أول فرصة سانحة.» ضحك مارلو، ولكن تجمد هنريك وتجمدت الأجواء الطريفة التي كوروها حولهما.

أحس هنريك أن زوج من الأعين الزائدة مزروع في الديجور الواقع أمامه. ارتفع شعر جسده بأكمله ووقف تحسبًا واحترازًا. الهواء مكتوم بالشقة تمامًا مثلما كان مكتومًا بالمصعد، ربما أكثر.

نور انبثق من هاتف مارلو، وصوبه على هنريك، يعميه قليلًا. «متأخر للغاية، لقد وقعت بالفعل في حبي، إنها قديسة.»

تضرعٌ زائف | A False Prayerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن