١١| آكلي مفاصل النمل.

38 7 2
                                    

رمشت أهدابه يعاين حالة الخطأ الموجودة قبالته.

«هذه مجاري..؟» قالها الرجل بصيغة إستفهامية، ليحني چوزيف رأسه إنشات بسيطة لليمين.

«هل تسألني عن كيفية إجراء عملك؟»

توتر العامل، ونظر لچوزيف وهو يشير إلى الجزء العاري من الجدار، الشق الجديد، الذي من خلاله يمكنهما رؤية مواسير المياه داخل المنزل. إحدى المواسير الكبيرة نسبيًا مجوفة. «سيدي، هذه المواسير حديثة العهد، لذا أنا فقط لا أفهم كيف يمكن لماسورة أساسية مثل هذه أن تتعرض للتجويف.»

«مقصدك؟»

تدخل العامل الثاني، والذي بدا أكثر حزمًا من صديقه المتوتر. «مقصدنا أن تلك الفجوة قد تكون حادثًا متعمدًا. لا يمكن خرق مواسير جامدة وصلبة مثل هذه إن لم تكن متآكلة بواسطة شيء ما، ربما قادمة من الحمام بالأسفل.»

«أستمحيكم عذرًا، ولكني لا أفهم، حمام بالأسفل؟ ليس لدينا حما-» كانت المتحدثة ڤيكتوريا، مقطبة الحاجبين؛ لأن آخر معلوماتها عن المنزل فيه حمامين مركزيين فحسب. حمام بالأسفل يعني احتمالية وجود حمام ثالث بالقبو، إلا أن لچوزيف رأي ثان بمقاطعتها بخفة.

«حبي، ما رأيك أن تتفقدي فايا؟ أعتقد أنها بحاجتك.» أمرها چوزيف، وأعطاها إيماءة للمغادرة.

ترددت في تقرير أمرها، ولكن نظرة وحيدة منه، أعطتها تلميح أنه ليس في أفضل مزاج ممكن، لذا تراجعت بخطواتها خارجةً من المطبخ. ومن قد يكون سعيدًا بكيف آل مسار الأمسية؟

تم اختتام الأمسية بنهايةٍ مأساوية، مقززة بمعنى أدق. أكوام وأكوام من الصراصير تم إطلاقها على ابنتها وحتى الضيوف، مما جعلهم يغادرون على عُجالة غير معقولة. لقد طردت الحشرات الماكرة الفرحة من أعين ابنتها في عيد ميلادها السادس الذي انتظرته كثيرًا.

لم تسنح لها الفرصة لتوديع الضيوف حتى، والذي لم يكن مؤسفًا كما توقعت، فلم ترغب بتوديع والديها، بكل الأحوال ستراهم قريبًا. وبكل تأكيد لم ترغب بتوديع زملاء چوزيف، تلك المرأتين، خصوصًا السمراء، لم تعجبها بتاتًا، ربما لذلك تقمصت دور الزوجة الغيورة دون قصد أمامها بالذات.

من استطاعت توديعه خصوصًا هو القس أغسطس، قس كنيسة القديسة التي ترتادها هي ووالديها مع زوجها، والذي لم ترعبه الحشرات، بقدر ما أرعبه الشق المتواجد بالجدار. حينما كانت تنهال ڤيكتوريا على الكائنات الوحشية تزيلها واحدة واحدة عن جثمان ابنتها، وقف بهيبةٍ، متوسع الأجفان، يبصر شيئًا لا يراه سواه.

وفقط عندما استطاعت نفخ بعض الروح بفايا، فايا لم تبكي ولم تصرخ بينما تجوب الحشرات حولها وعليها، استوعبت ڤيكتوريا متأخرًا سبب تصلبها وتحديقها المستمر بالشق مع القسيس.

فالشق ببساطة لم يكن مثل كسر، بل كأن أحدهم سرق قطعةً من الجدار، واستبدلها بالخواء، مثل قطعة أحجية مفقودة. مما أعانها عليه فهمها، أن زيادة تدفق الماء قد تخترق الحوائط الأكثر كثافة، ولكن هذا لا يمكن للماء أن يتسبب فيه، ولا يمكن لحشراتٍ مثل الصراصير أن تأكل المواسير بهذا الشكل.

تضرعٌ زائف | A False Prayerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن