صَـندوق المُـوسيقيٰ.

الفَصل الأول: عِيدُ ميلادٍ وهَدية

في إحديٰ المحافظات، في الصباح تُسدل الشمس ستائرها مُعلنةٍ عن يومٍ جديد، تملمت تلك النائمة في سريرها تفتح عينيها السوداء القاتمة رفرفت أهدابها ناظرةٍ حولها لتنهض وتُمدد جسدها لتردف مبتسمة بإتساع :

"اخيرًا اليوم المُنتظر."

نهضت لتدلف الحمام قامت بغسل وجهها ثم بدلت ملابسها وصلت فرضها وخرجت من غُرفتها تنزل السُلم بسرعة لتقول مُنادية:
"ماما!! يا ماما!!"

أتت والدتها مُسرعة :
" أيوة ايوة، إية يا بنتي الدوشة اللي انتِ عاملاها دي عليٰ الصُبح."

"أتصل صح؟، قالك إنه جاي؟."

"الناس تصحيٰ تقول صباح الخير مغسلتيش وشك حتيٰ وجاية تسأليني."

زمت شفتيها بانزعاج وقالت:
"دة إللي همك؟ وبعدين فين مش غاسلاه ده انا غاسلاه بغسول وحاطة عليه مرطب وكريمات أغليٰ من حياتي و.."

"خلاص أقفلي عرفنا."

زفرت بقوة تسترسل حديثها:
" المهم قوليلي بابا اتصل وقالك انه جاي ولا لا."

ردت عليها والدتها بجهل قامت بتمثيله:
" متصلش ومعرفش جاي ولا لا يا طيف."

تبدلت ملامح الاخري ثم أردفت بحزن:
" طيب يا ماما."

ربتت والدتها عليٰ كتفها تحاول التخفيف عنها قليلًا:
" معلش يا بنتي اعذريه هو بردو مشغول "

لتتابع بغضب مُصتنع:
"وبعدين هو انا مش مكفياكِ." 

لترد طيف بحزن:
"مش القصد يا ماما مش قصدي بس هو وحشني وبعدين هو عليٰ طول هناك هيحصل إية لو جه شوية قعد معانا وبعدين انهارده عيد ميلادي عليٰ الأقل يعني يتصل يقول كل سنه وانتِ طيبة."

فور انتهائها من الحديث وجدت من يطرق عليٰ الباب بقوه ويضرب الجرس بسرعة.

" هو في إية؟! ما الصبر يا اللي عليٰ الباب."

فتحت طيف الباب وظهر والدها مع ابتسامة لطيفة زينت ثغره تصنمت مكانها تحاول إستيعاب الأمر نظرت طيف له بعدم تصديق بينما تزداد عدد المرات التي ترمش عيناها فيها.

"إية؟ هتخليني واقف عليٰ الباب كدة؟ مش هتدخليني؟."

فاقت طيف من صدمتها:
" بابا!! "

"لأ خيالي."

أبتسمت طيف بإتساع وقفزت مُعانقة إياه، بينما أبتسم والدها وهو يربت عليٰ ظهرها، بقوا هكذا لدقائق حتيٰ فصلت طيف العناق قائلة:

"اعتقدت انك مش هتيجي."

"ودي تيجي بردو مجيش عيد ميلادك؟." 

أبتسمت طيف ثم استوعبت أنهما مازالا يقفان أمام الباب.

"أدخل ارتاح طيب أنتَ جاي من سفر."