الفَصل الـثَالث: مَرّجْ

5 2 1
                                    

كان مُمتدًا عليٰ فراشه، هي مُمسكة بكتابها، يستمعان للموسيقيٰ
هو غواصٌ في أفكاره التي لا تتوقف عن التدفق، هي تُمرر الكلمات عليٰ عقلُها وتفهمها، بدأ صوت الموسيقيٰ يعلو رويدًا رويدًا يرافقه ضوءٍ خفيف يزداد إليٰ أن تنامىٰ وبات يملأ الغُرفتان، نهض بعيون مُتوسعة، رفعت رأسها من الكتاب بتعجب من زيادة ضوء الغرفة.

" إيه ده ؟." نبسا بها بسبب وصول الضوء لكل أنشٍ بالغرفتين إليٰ أن أبتلعهما بداخلة.

أبتلعهُ ذلك الثقب الأبيض الذي نمىٰ في الغرفة بأكملها حتىٰ وجد نفسه بمكانٍ لا يعلمه يُحيطه ضبابٌ أبيض لا يرىٰ شيئًا عداه، أنكس رأسه ينظر للأسفل وجد قدماه مغروسة بذالك الضباب الأبيض لا يرىٰ قدماه، تملكه القلق وأضطربت معالم وجهه رفع رأسه ناظرًا حوله ما من شئ، بات عقله يُهاجمه بعدة أسئلة في آن واحد، هو لا يستطيع، هو لا يستطيع الإجابة علىٰ نفسه ليُجيب علىٰ عقله حاول إيجادها وفشل، ارتسمت إبتسامة بلهاء عليٰ وجهه وقرر تحويل الأمر لكوميديا سوداء.

" أنا مُت ولا إيه؟."

تابع ذلك رفع يديه لفوق كـمن يدعو وأردف:
" يارب أنا راضي بقضائك وقدرك بس يارب ليش، ليش يارب ليش، يارب ليش؟!!."

" أكيد بحلم أكيد يعني مهو أنا كُنت قاعد علىٰ السرير وبسمع الموسيقىٰ من الصندوق أكيد منمتش بالسرعة دي، دة أنا بحتاج قرن عشان أنام."

كان الأمر ذاته معها تقف بمكان يُشابه مكانة الضباب الأبيض يُحاصرها وتغوص قدميها بداخله قطبت حاجبيها بتعجب أخد عقلها وقتًا طويلًا ليفسر ما يحدث حولها لم تجد تفسيرًا إلا أنها داخل حُلمٍ أو أنها ماتت والأخير وهو أنها دلفت لإحديٰ العوالم، أختفت تعابير وجهها ثواني وبدأت تضحك عليٰ أستنتاجتها الغبية، ازدردت ما في حلقها، رفعت كف يدها وحاوطت جبينها وهي تُحاول تهدئة نفسها وتفسير ومُراجعة ما حدث.

" أنا فين؟ أكيد مش عالم موازي أكيد، ده حلم أيوة حلم أنا مَموتش أنا كنت بقرأ الكتاب والصندوق أشتغل لوحدة وقُمت أشوفه وبعدها لفيتة عشان يشتغل تاني مشتغلش وسيبتة وقعدت أقرأ تاني وأشتغل لوحدة وبعدها طلع نور أبيض وعيني اتعمت بسببة، منه لله الصندوق الملبوس دة."

بينما هُمَا مُنشغلان بمَ حدث قاطع سلسة أفكارهما صوتٌ حولهما:
" هل أنتهيتما من أفكاركما الغبية؟ أتمنىٰ ذلك فلقد سئمت من سماعُها."

نظرا بكل الأتجاهات لا فائدة فالضباب بكل مكان ومهما تحركا لايستطيعان الخروج ولا يستطيعان معرفة أتجاه او مصدر الصوت القابع خلف الضوء أو حتيٰ رؤية بعضهما.

" أنتما تدوران حول أنفسكما كالـكلاب التي تُحاول رؤية ذيلها، لا فائدة من النظر حولكما يا حمقىٰ."

زفرا بضيق وكلٌ منهما يُحاول كبح غضبة، بينما قررت طيف تهدئة نفسها والتحدث:
" أنتَ مين وأنا فين؟."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 16, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صَـندوق المُـوسيقيٰ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن