الفصل الحادي عشر جزء من الذاكرة

28 4 0
                                    


٢٠١٥ نوفمبر
"هل من المنطقي تركي و الذهاب الى امريكا يا أمي؟ "
عدت إلى غرفة نومي لا أريد سوا النوم بعد هذه الليلة المثقلة بالمشاعر المختلطة بالحب و الحزن و الحيرة و الكثير من الضياع ، خلدت إلى النوم سريعًا ، أعتقد بأنني سمعتُ أحدهم يناديني ، لذا فتحت الباب و نظرت إلى الخارج و لكن كل ما يمكنني رؤيته هو طبقات من الظلام خطوتُ خطوة واحدة داخل الظلام كان هناك أحدهم ينادي علي بصوت خافت " يورا تعالي " شعرت و كانني اسقط من اعلى السطح و استيقظت حينها ، ما هذا الحلم الذي يراودني لم أعد أستطيع التنفس انها المرة الاولى التي اشاهد فيها هذا الحلم الغريب ، ما ذلك الصوت ؟ من كان يناديني و لماذا المكان معتم جدًا .
حاولت العودة مجددًا لفراشي و النوم مرة اخرى تفقدت هاتفي لمعرفة الوقت لقد حل الصباح إنها الخامسة فجرًا ، ربما ليس علي النوم اعتقد بأنه علي تفقد الصندوق الذي تركته والدتي في غرفتها ، ذهبت إلى غرفتها شعرت بالحزن الشديد هل كان من المنطق تركي و السفر ؟
كنت أعلم بأنني لا أعني لها الكثير وربما لا تكترث لأمري حتى ، و لكن كان عليها إبلاغي بذلك ، هل أقترفت خطأ ؟ ما هو ؟  أشعر و كانني كنت غير كافية او مهمة في حياتها .
شعرت و كاني غير جديرة بالحب و بتلقي الاهتمام منها او من العالم ، لماذا دائمًا أشعر بأنه تم التخلي عني ؟ رحيل والدي كان اول فقد في حياتي مما تسبب في الاذى ، أعلم بأن والدي لم يكن ليتركني للحظة واحدة حتى و لكن قدر الاله قد كتب مسبقًا ، كان هذا مجرد إختبار لأمر بهذه الحياة و أتعلم درس جديد مختلف تمامًا ، فقد كنت الفتاة الثرية التي تحصل على كل شيء من والدها او يمكنني القول كنت الاميرة لوالدي و في لحظة دون سابق إنذار رحل والدي بعيدًا ، كان يجمل لي الحياة و يغطي تلك الثغرات التي توجد في حياتي ، لم أكن احمل همًا او حزنًا على الاطلاق كل ما كان مهم بالنسبة لي رؤية والدي كل صباح و هو يتجهز لذهاب الى عمله و الذهاب معه الى مدرستي ، كنت أحب الاستماع الى الاغاني معه و أحيانًا يحدثني و يخبرني عن طفولته في اليابان و مراهقته و كيف كان واقعًا في حب والدتي .
كنت أعتقد بأن الحياة زهرية و لطيفة و مضيئة ، منذ رحيله فقد تحول لون الحياة إلى الرمادي و أنطفئت تلك الشعلة التي تضيء حياتي ، ربما الان يمكنني القول بأن هناك جزء من حياتي بات مضيء بسبب وجود مين جونغ و لي يونا و جدتي حولي .
الكثير من الذكريات و ربما مشاعر سلبية تجتاحني الان بسبب ذهاب والدتي و لكن انا على علم و يقين بأنه يمكنني النجاح في تخطي هذه المشاعر المهلكة .
كل ما يمكنني قوله وداعًا والدتي سأتخلى عن مشاعري لها و انسى كل ما هو متعلق بها ، سأكون باره بها و لكن لا تربطني مشاعر بها ، هذا هو السبيل الوحيد للهروب من الحزن الذي يحاول تدميري من الداخل .
رن هاتفي معلن بأن مين جونغ كان يرسل العديد من الرسائل
" يوريا صباح الخير "
" اظن بأنك لم تستيقظي بعد "
" كنت أفكر في الذهاب الى المدينة و رؤية نهر الهان معًا "
" ما رأيك بأن نحضر بعض الشطائر "
" ام تفضلين تناول الكيمباب ؟ "
" اوه متى تستيقظين ؟ هل علي القدوم إلى منزلك ؟ "
لم أستطيع الرد عليه أشعر بالنعاس الشديد بعد ذلك الكابوس ، غفيت و انا احتضن صورة والدي بين ذراعي ، طرق مين جونغ الجرس و كان يتحدث مع جدتي بالمطبخ ، استيقظت مجددًا بسبب الكابوس ذاته لم أعد اقوى على التنفس ولا على الحراك و لم استطيع هذه المره التوقف عن البكاء ، بعد دقائق كانت تمر علي و كانها سنوات طويلة تمكنت من تحريك نفسي و الذهاب الى دورة المياة ، وجهي كان منتفخ جدًا كدت لا اعرف نفسي تذكرت صوت أحدهم من الكابوس لا استطيع التخلص من ذلك الصوت أنه يرن في رأسي مجددًا ، ما الخطب ؟ ما هذا ؟
دخلت للاغتسال و نزلت الى الاسفل كان مين جونغ ينظر إلي بينما أنزل من السلم كانت الابتسامة تشق وجهه كان يبدو سعيد للغاية برؤيتي ، ابتسمت و جلست بقربه .
مين جونغ " بسسس بسسسس يورياا انظري الى هاتفك سريعًا "
مين يورا " اوه حسنًا .... اعتقد اجل علينا الذهاب "
مين جونغ " حسنًا هيا بنا و لنحضر بعض الكيمباب "
مين يورا " حسنًا علي تبديل ثيابي "
مين جونغ " حسنًا انا في انتظارك ... و لكن هل انتِ على ما يرام ؟ عيناك تبدوان حزيناتان ، هل كل شي على مايرام؟ "
مين يورا " اجل انا بخير فقط عيناي تبدوان هكذا لانني نمت لوقت طويل "
مين جونغ " حسنًا انا في انتظارك "
ذهبت الى غرفتي لتبديل ثيابي أخبرت نفسي بوضوح يورا لا تتركِ رحيل والدتك يعيق عليكِ يومك و يفسده ، يجب علي عيش هذه اللحظة و ترك الحياة تأخذني بعيدًا عن كل هذا الحزن ، حان الوقت للنسيان و بدأ حياة جديدة .
" قرار جديد اخر يجب علي عيش هذه اللحظة و الثانية فقط و ترك اللحظة التي ذهبت تذهب بعيدًا و عدم التفكير في المستقبل القادم خلال ثانية واحدة "

ذهبنا معًا انا و مين جونغ الى محطة القطار كالمعتاد ، تلك اللوحة من على القطار مجددًا تمنحني الطاقة و القوة و وجود مين جونغ هنا جعلني أشعر و كان الظلمة التي كنت أشعر بأنني محتجزه فيها تتلاشى برؤيته ، بعد النزول من القطار ذهبنا الى المركز التجاري لا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ذهبنا معًا انا و مين جونغ الى محطة القطار كالمعتاد ، تلك اللوحة من على القطار مجددًا تمنحني الطاقة و القوة و وجود مين جونغ هنا جعلني أشعر و كان الظلمة التي كنت أشعر بأنني محتجزه فيها تتلاشى برؤيته ، بعد النزول من القطار ذهبنا الى المركز التجاري لاحضار بعض الاطعمة و لكن مين جونغ كان يفكر في شيء اخر ، تركني وحدي وانا احمل الاطعمة و ابحث عن بعض المرطبات ، عاد بعد دقائق و قال اعتقد بأنه حان الوقت لنذهب الى نهر الهان فقد اقترب موعد الغروب و مشاهدة نهر الهان في هذا التوقيت قد يكون جميل جدًا .

ما خطب هذا القدر ؟  | What's Wrong with this destinyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن