الفصل الثامن عشر ذات المشاعر

13 3 0
                                    

غفوت و انا اتأمل تلك السحابة الصغيرة ، سمعتُ صوت عزف على البيانو و كانها المقطوعة ذاتها التي كنت اتدرب عليها من اجل المسابقة اللحن ذاته و اسلوب العزف ذات الاسلوب و كانني انا من اقوم بالعزف ، و لكن مهلاً ليس مجددًا انا فقط استمع الى العزف ولا استطيع رؤية شيء !
هل انا في حلم اخر ؟
حاولتُ النظر من حولي و لكنني لم استطيع رؤية الا الظلام الحالك الذي يغطي المكان ولا اعلم من اين يأتي صوت البيانو ، ‏تدريجياً ‏بدأ الصوت يختفي و كان هناك ضوء خافت قادم من امامي يبدو و كانني في النفق ذاته و لكن هذه المرة لم استطيع رؤية النجوم و القمر لم يكن واضحًا الا ذلك الضوء ، كنت اشعر و كاني عالقة لم استطيع التحرك اقف مكاني دون حراك حاولت سحب قدمي بشدة و وقعت ارضٍ و لكن الضوء بات يبتعد و كانه يسحب بعيدًا ، سمعتُ صوت احدهم يقول هي مين يورا مين يورا استيقظي .
فتحتُ عيناي كان امامي تي جين تمتم بين نفسه الحمدلله خلت بأنك ميته "
" اوه لم ادرك بأنني نمت هنا لا بد من ان النعاس غلبني "
تي جين " كنت اريد الذهاب باتجاه المكتبة و لكنني لمحت احدهم مستلقي ظننت بان مكروه قد اصابك "
" لا عليك انا بخير "
تي جين " حسنًا اذن عودي الى منزلكِ لابد من أن عائلتك قلقين عليكِ "
مد يده لمساعدتي ، ازحت يده من امامي و حاولت الوقف و لكنني لم استطيع
تي جين " لا تريدين الحصول على مساعدة و لكنك لا تستطيعين الوقف وحدك و تصريين على انكِ بخير ؟ "
" انا على مايرام و لكنني لا اعلم ما خطب قدمي "
تي جين " حسنا اتركيني اقوم بمساعدتك على الاقل لماذا انتِ عنيدة؟  "
" لماذا الناس اليوم يصرون على قول انني عنيدة؟ "
تي جين " لانك بالفعل عنيدة "
نظر الى ركبتي و كانت تبدو و كانها مصابة سألني " ما سبب اصابة ركبتك ؟ انها تنزف "
نظرت اليها كانت بالفعل تنزف " لا اتذكر بانني تعرضت لسقوط او الاصابة لا اعلم ما السبب "
تي جين " لا يمكن ان تكون اصابة بلا سبب تبدين و كانك سقطتي على صخرة مما تسبب في هذا الجرح و النزيف هل تستطيعين تحريكها ؟ "
" اجل و لكنني اجد صعوبة في الوقوف " حاولتُ تذكر اذ حصل شيء ما لي و لكن لا لم يحدث ! سوا الحلم الذي كنت اقف عاجزة فيه عن الحراك  الى ان سقطت ارضٍ، لا يعقل بان الحلم السبب ولا يعقل بانه يأثر علي بهذه الطريقة قد اكون تعرضت لضربة دون علمي في المدرسة في الطاولة مثلًا !
امسك تي جين بيدي و ساعدني على الجلوس في احد مقاعد الحديقة و اتصل بشقيقته ييجيين لتأتي لمساعدتي سألته حينها " اليس من المفترض بأن تكون بسيوول الان ؟ "
تي جين " اجل و لكن احدهم اوقفني عند حرم المدرسة و ظل يتحدث معي الى ان رحلت الحافلة و تركتني و القطار توقف عن العمل لليوم بسبب الحريق الذي حدث في المحطة "
" انا اعتذر حقًا لم اقصد ذلك "
تي جين " لا بأس ليس عليكِ الاعتذار ..كنت متوجه إلى المكتبة و من ثم اردت الذهاب لزيارة جدتك و الحصول على طبق من كعك الارز "
" يمكنك الذهاب الان طالما اختك قادمة لا تقلق "
تي جين " ما الذي كنتِ تفعلينه هنا ؟ "
" لم ارغب بالعودة الى المنزل مبكرًا . حاولت سلك طريقًا اطول الى المنزل و انتهى بي المطاف هنا اتأمل السماء و السحوب "
كنتُ انتظر منه ان يسألني لماذا لم ترغبي في العودة إلى المنزل باكرًا ، و لكنه لم يسأل ، ربما لم اكن احمل اجابة مقنعة لو سألني في المقابل اردت سؤاله عن ما اذ كان سعيد في سيوول ؟ و هل هي مرعبة بهذه القدر ؟ و لكنني لم اتمكن من قول شيء .
قال لي " هل تجدين غروب الشمس جميل ؟ "
نظرتُ اليه و بت افكر من اللطيف ان يفكر احدهم مثلي و يرى بأن غروب الشمس و لون السماء يبعثان بالراحة في داخل الانسان " نعم احب مشاهدة الغروب و الشروق "
تي جين " لطالما اعتقدت بأن الغروب اجمل من الشروق الا تعتقدين ذلك ؟ يوري-شي "
يوري -شي لم ينُادِ علي باسمي الاول فقط من قبل او حسب ما اتذكر فقد كان صديق الطفولة بالنسبة لي ، كان يقول دائمًا "مرحبًا يا ذات الشعر المجعد" 
لا اعلم لماذا كنت اعتقد بانه مجرد قريب لييجيين و ليس شقيقها كيف لم الالحظ الشبه بينهما .
" اجل الغروب يشعرني بالراحة و كان كل شيء قد انطوى و انتهى و اشعر بالسعادة في المساء دائمًا عند رؤية القمر "
تي جين " بالفعل و رؤية القمر ايضا و هو يضيء المكان تجعلك مبتسمة "
شعرت برغبة في سؤاله عن حياته و كيف امضى ايامه الاولى في سيوول ، و لكن شيء ما داخلي اخبرني بانه هذه اسراره الخاصة ، هل سؤالي له و الجلوس بهذه القرب منه يجعلني خللت بوعدي لمين جونغ ؟ اخبرته بانني لن اتحدث مع تي جين ، ربما سيكون منزعج لو علم بالامر ، اجتاحني شعور بالحزن لا اريد ان اجعل من مين جونغ حزينًا ، امتلئت عيناي بالدموع و شعرت و كان النزيف الذي كان بركبتي يزداد .
تي جين " يبدو و كان ييجيين ستتأخر و انا علي الذهاب الى المكتبة و السوق ما رأيك بأن اساعدك في العودة إلى المنزل ؟ "
" لا بأس سأنتظر هنا يمكنك الذهاب لا تشغل بالك بي "
تي جين " لا عليكِ ... انظري إلى ركبتك لا تزال تنزف و لن تستطيعي الوقوف عليها " جلس على الارض و تحرك إلى الوراء بظهره في محاولة منه لدفعي لصعود فوق ظهره ، لكنني طلبت منه الابتعاد و انه لا يمكنني الصعود " اخبرتك يا تي جين انا بخير و سأحاول الوقوف و المشي . شاهد ! بدأت احاول الوقوف و المشي في الحديقة خطوات قصيرة و لكن ازاد جرحي و اصبحت ركبتي تؤلمني جدا ، و جعل الالم ركبتي ترتعشان و بدأ الدم ينساب بطول ساقي . نظر الي تي جين و قال " اخبرتك انتِ متعبة و مصابة بطريقة او اخرى فقط عليكِ الان الصعود فوق ظهري يا يوري-شي"
" حسنًا لكن فقط حتى نعثر على صيدلية " قلتُ .
تي جين " مفهوم و حتى تجيب ييجيين "
صعدت فوق ظهره و طوقتُ عنقه بذراعي ، و حقيبتي المدرسية التي تعد ثقيلة معلقة على ظهري ، خطا فوق تربة الحديقة و كانه يتجهه إلى الطريق الفرعي ، كنت اشعر بالخجل لم اكن اريد الاقتراب كثيرًا من ظهره ، لا اريده ان يشعر بجسدي و بطني او ان اضغط على ظهره .
كنت بوضعيه مربكة في البداية ، لكن سرعان ما شعرت بالارتياح و اقتربت من ظهره اكثر ، بدا انه لا يلاحظ او لا يشعر بضغط جسدي عليه ، تذكرت عندما كان أبي يقوم بحملي على ظهره و يدور بي في الارجاء كنت اشتم رائحة من ملابس عمله كنت اعتقد بأنها رائحة المشفى و لكن اتضح بأنها رائحة عرقه .
سألت تي جين " لماذا لم تتوجه إلى الطريق الرئيسي ؟ "
تي جين " خشيت رؤية احد الاصدقاء لنا قد يعتقد البعض بأننا بعلاقة او امر كهذا مما سيدخلنا في مشاكل لا نهاية لها "
تذكرت بأن ييجيين اخبرتني مسبقًا بأن احد الفتيات اللواتي يسكن في الجوار هي حبيبته كانت تدعى " كانغ هانا " لقد تناسيت الامر و قد يبدو الامر مريب لها لو رأتني هكذا ! و ايضًا لمين جونغ ، اردت سؤاله عن هانا و اين هي ، شعرت بالخوف على مشاعر هانا ، انا ايضا فتاة و استطيع تفهم مشاعرها و موقفها ، خشيت من اخبار تي جين بشأن مين جونغ الذي يعد حبيبي ! لان مشاركة الاسرار تقرب البشر من بعضهم دائمًا ، و لم اريد التقرب منه على اي حال ، شعرتُ بالدوار بينما كان يصعد على تل عالي في الواقع سبب الدوار كان عدم تناولي لوجبة الغداء ، وضعت رأسي على ظهره استطعت حينها شم رائحته كانت غريبة و كان عطره ممزوج بالفانيليا
و القهوة الرائحة فتحت في عقلي ذكرى جديدة ذكرى النفق الذي حلمت به اليوم ! ذات الرائحة ام اختلطت علي الامور ؟ تمتم تي جين " الم تفكري في احد الايام ما هو السبب الحقيقي للبقاء على قيد الحياة ؟ "
كان الجو قد اصبح اكثر برودًا في اعلى تلك التله ، امال برأسه و كانه ينتظر مني إجابة على سؤاله " تعني ما هو السبب الذي يجعلني استمر في الحياة ؟ "
تي جين " اجل بالضبط هذا ما اعنيه "
" كيف اخبرك حقيقة الامر ؟ لا يوجد لدي سبب للعيش ... في معظم الاوقات اريد الاستمرار في العيش لرؤية المستقبل هل حياتي ستكون افضل ؟ ام هل سأستمر في العيش بهذه الطريقة ؟ "
تي جين " ما هي الطريقة التي تعيشين بيها؟ "
" طريقة سيئة ابحث كل يوم عن سبب للعيش و محاولت اختراع سبب مثل الدراسة ، اخترت دراسة الصيدلة و العلوم لانني لم اعد ارغب في رؤية المزيد من الاشخاص في حياتي يرحلون ببساطة كنت اعتقد بأن الموت هو السبيل الوحيد في الرحيلهم عن حياتي و لكن ... والدتي لم تمت و تركتني و رحلت " بكيت حينما قلت تلك الكلمات كانت تقبع في قلبي و لم استطيع قولها كنت اتمنى لو استطعت قولها على الاقل لمين جونغ و لكنه كان يقف في طريقي او الطريق الذي يساعدني على الاستمرار في الحياة .
تي جين " كنتُ اعتقد بأنك ستقولين العزف .. في الوقع احببت الاستماع الى عزفك عندما كنا صغارًا "
" مين يورا ذات الاثناء عشر عامًا كانت ستقول سبب عيشها العزف و الرسم و رؤية والدها كل يوم في الصباح و سماع صوته "
تي جين " اتذكر بوضوح عندما توفي والدك كنتِ بحالة صدمة لمدة و اتذكر بأنك لم تقدري على التحرك لمدة من على الفراش كنت اشعر بالحزن عليكِ و احيانًا كنت اذهب إلى المدرسة فقط لانكِ هناك "
ارخيتُ قبضتي حوله ثم قال " بعد مدة قالت ييجيين بأنك ستدرسين في ذلك الفصل من منزلك عندها والدي قام بتحويلي إلى المدرسة الداخلية من اجل الحصول على درجات عالية و الالتحاق بجامعة سيوول الوطنية و لكن عندما تبقى لدي عام واحد على دخول الجامعة افلس والدي و لم يستطيع دفع باقي المال للمدرسة الداخلية فعدت مجددًا الى مدرستنا و درست في اخر عام لي بذات المدرسة معكِ "
" لم اكن اتذكر كل هذا ! "
تي جين بسخرية " انتِ تملكين ذاكرة سمكة بالطبع ستنسين ذلك "
وجدنا صيدلية على نهاية التله المرتفعة انزلني من على ظهره و دخل لشراء الضماد و المعقم بينما كنت اقف في الخارج بصعوبة احضر لي مقعد و كان يعقم الجرح و  يقوم بتضميده ، كنت انظر الى مقهى الحاسب الذي كان بالزقاق رأيت مين جونغ يخرج من هناك مع صديقه هيون ووك يضحكان ، لو رأوني سأكون قد اخلفت بالوعد استدرت عندها وقف تي جين و نظر الي " هل تشعرين بتحسن يوري-شي ؟ "
امسكت بيده و سحبته بالقرب مني " ابقى ساكنًا للحظات فقط لا اريد لهم رؤيتي " قلتُ
كان وجهه قريب جدًا مني شعرت بالخجل من هذا التصرف كان ينظر في عيناي بدا عليه الارتباك فاغمضت عيناي حينها ، ما أن رحل مين جونغ و صديقه ابتعدت و قلت " انا اسفة حقًا و لكن لم اريد لهم رؤيتي هنا "
ابتسم و قال " لا مشكلة هل احملك مجددًا الان ؟ "
" لا انا على مايرام الان اشكرك حقًا و اعتذر مجددًا "
جاءت ييجيين " اوه يوريا الحمدلله بأنك بخير جين اخبرني بانك مصابة شعرت بالقلق و لكن جدتي طلبت مني الانتباه لزبائن جاء الكثير من الزبائن من اجل شراء الجوارب الصوفية التي تحيكها جدتي "
" اشكرك على القدوم و جين انا حقًا اسفة فقد تأخر الوقت حقًا و لم تنهي امورك بسببي "
تي جين " لابأس اعتني بنفسك يوري-شي ... وداعًا "
ذهب تي جين شعرت و كانه كان صديق لطيف و الحديث معه اشعرني بالراحة قليلاً سألت شقيقته عن حبيبته " اين هانا ؟ "
ييجيين " اوه كانغ هانا في الواقع قد انفصل شقيقي من عنها منذ مدة طويلة عندما ذهب إلى سيوول لدراسة اخبرته بانها لا تريد علاقة ذات مسافات لانها ترتد الكلية هنا و بعد مدة وجد بانها كانت تخونه مع احد اصدقائه لذلك لم يأتي منذ عامين الى مدينتنا فهو مجروح حقًا بسببها "
" كنت اخشى ان اتسبب في مشكلة له معها لانه كان معي و حاول مساعدتي على المشي "
ييجيين " لا اخي قد تم هجره و تعرض للخيانه ربما قدومه اليوم الى مدرستنا كان بسبب اصرار المعلمة و ادارة المدرسة فهو لم يعد يطيق رؤية غرفته ولا شوارع مدينتنا فكل مكان يعد ذكرى بالنسبة له "
لذلك كان يسألني عن سبب العيش و لهذا اختار المرور بهذا التل المرتفع ، كان من الواضح بأنه يعاني و يبحث عن سبيل للعيش و لكنه لم يجد ، لذلك قام بوضع كل طاقته في الدراسة .

ما خطب هذا القدر ؟  | What's Wrong with this destinyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن