الفصل الحادي و العشرون شغف

16 2 2
                                    

بدأ فصل جديد .
مع بداية هذا الفصل عادت الشمس مجددًا تسَطع و تتخلل نافذة غرفتي ، كان الجو لا يزال ثقيلاً في بعض الاحيان ، ولكن مع اقتراب غروب الشمس ، كانت الرطوبة تطغى على الجو .
احببت مشاهدة الاشجار من خارج نافذتي و هي ترتعش بفعل الرياح ، كانت الاوراق الخضراء تتحرك بلطف على نافذتي و تتساقط بعضها في داخل الغرفة .
في هذا اليوم عادت والدتي من سفرها مع زوجها قررا المكوث معنا ، شعوري قد يبدو غريب و مختلف ظننت بأنني سأشعر بالحزن و الضيق من تواجد هذا الرجل هنا بيننا ، و لكن رؤية والدتي تبدو سعيدة مجددًا جعلتني انسى كل شيء و انظر اليها و هي تضحك و تتحدث عن امريكا ، كانت ترتدي فستانًا ابيض اللون له اكمام طويلة و شعرها الاسود الطويل ينسدل على ظهرها ، عادت والدتي مشرقة مجددًا .
لاكون اكثر صدقًا زوجها يبدو ودود و لطيف بعض الشيء ، لم احاول التحدث اليه او الاختلاط معه ، ربما لانه دائما مشغول وربما لانني استعد لامتحان القبول و قد يكون هناك سببًا اخر ....
مين جونغ ؟
اجل هو السبب فهو يشعر بالغيرة منه طلب مني ان امكث في منزلهم ريثما يذهب هذا الرجال .
احيانًا افكر كيف يفكر مين جونغ ؟ ما هو منطقه ؟
لماذا يظن بأنه يمكنني ترك منزلي و الانتقال للعيش معهم فجأه ؟
لماذا لا يفكر في العواقب ؟
ربما تفكير الصبيه مختلف عنا ، لم اجد اجابة لهذا التساؤل .
جلست تحت شجرة الكرز الكبيرة التي بحرم المدرسة لم يتبقى الكثير على امتحاني و اريد الحصول على منحة من الجامعة ، لطالما اردت بأن اكون الافضل من بين الجميع لذا سأدرس بجد للحصول على مرادي .
كانت صراصير الليل تُصدر صريرها ، اظن بانها تحاول اعلامي بأنه وقت الغروب فقد حان موعد العودة للمنزل ، جاء مين جونغ من خلف الشجرة
" يوريا الم تغيري رأيك بعد "
" بشأن ماذا " قلت بينما كنت اسجل ملاحظاتي في على بطاقات لاتذكرها
مين جونغ " بشأن المكوث في منزلنا "
" ستكتشف والدتي حينها باننا نتواعد والدتي ليست مثل والدتك لن تتقبل الامر بسهولة و سندخل في دوامه لن تنتهي " قمت بترتيب حقيبتي و كتبي و حاولت النهوض ، امسك بيدي في مساعدة منه لي
مين جونغ" حسنًا معك حق و لكنني لا افضل تواجدك في ذات المنزل مع ذلك الرجل انه لا يشعرني بالراحة "
" جونغا انت تعلم بانني اقضي الوقت كله بغرفتي وحدي بعيدًا عنه "
مين جونغ " اجل ... حسنًا هيا بينا لنعود الى المنزل "
" اريد الذهاب الى المكتبة احتاج الى بعض الكتب "
ركبت معه على دراجته الهوائيه ، كنت اتأمل تغير لون السماء فقد اصبح لونها ارجواني لونها مبهر ، مجددًا هذه اللحظة التي يتلاقى فيها الشمس و القمر ولكن الشمس تذهب بعيدًا و يبقى القمر وحيدًا في السماء ينتظر الشمس لوقت طويل و لكنها لا تعود الى عندما يرحل .
قد تبدو افكاري غريبة و لكنني احب التأمل و التمعن في السماء و البحر و كانني خلقت منهما ، تارةً اشعر و كانني انتمي الى البحر بطريقة ما و تارة اجد نفسي منجذبه للنجوم و الغيوم و كانني منهم و لست من الارض .
لاصدق القول لم استطيع اخبار مين جونغ بشأن هذه الافكار ، فأنا اعلم بأنه سيرى بأنها مجرد تفاهات لا جدوى منها ، شعرت بالحزن قليلًا كنت اتمنى لو استطيع مشاركته افكاري و كل ما يدور في رأسي .
اوصلني الى المكتبة و ذهب مع اصدقائه ، ظللت في المكتبة الى منتصف الليل اقرأ و ادون ملاحظات مهمة من اجل امتحاني ، تفقدت هاتفي كانت والدتي قد ارسلت رسالة تطلب مني فيها العودة الى المنزل فالوقت قد اصبح متأخرًا ، وضعت سماعة الاذن و كنت استمع الى الاغاني في طريقي للمنزل ، تصفحت احد مواقع التواصل وجدت تاي جين قام بتصوير السماء وقت الغروب و دون تحت الصورة " هل نحن تحت ذات السماء ؟ "

ما خطب هذا القدر ؟  | What's Wrong with this destinyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن