الفصل الثالث

12 7 22
                                    

صلوا على رسول الله محمد 🌺
قراءة ممتعة
يلا نبدأ:

ـ حسناً حضرة الظابط أنا أعلم بالفعل ما تُريد سؤاله
قالها سلمان لكنه سرعان ما لاحظ إرهاقهما لذا قال لهما بنبرةٍ حانية:
ـ لكن لترتاحا أولاً فيبدو الإرهاق عليكم جلياً سنتقابل الليلة على العشاء نأكل و نتبادل الأحاديث و تُخبرونى بما حدث معكما و سأُخبركم بما حدث معى فى السنوات الثلاث الماضية
نظرا له بصدمة قبل أن يقولا فى نفس الوقت:
ـ ثلاثُ أعوااام؟؟!
نظر لهما بإستغراب ما الغريب فى الأمر؟.
قال بنظرة شك:
ـ و ما المفاجأة؟
قالت روان تُحاول جمع شتات أفكارها التى تبعثرت فى الفضاء بفِعل ما قاله أخيها:
ـ ل.. لقد مرَّ على فقدانك عامٌ واحدٌ فقط يا أخى!
قالتها بخفوت و عدم تصدقى و قد ظهر على قسمات وجهها التشنج تماماً بينما نظر لهما سلمان بإستغراب و من ثم قال و هو يُمسك بزمام الأُمور:
ـ حسناً علينا التحدث ليلاً ألقاكم هناك
قالها و هو يُشير لغرفة الطعام.
ذهب لإدارة باقى أعماله بينما نظرت روان لخالد قليلاً و هى تُفكر أنه رآها تبكى، الآن دُمرت شخصيتها التى رسختها فى عقول الجميع حولها بلمح البصر.
نظر لها خالد حينها أبعدت نظرها لتبتعد عنه و تستقيم فى وقفتها و تمشى بثبات لكن هيهات هكذا لن تعود شخصيتها أيضاً.
رأت فيروز تتجول بالمنزل تُرتب المائدة إستعداداً للعشاء.. ما زال الوقت مبكراً!
ذهبت إليها و قالت بإبتسامة:
ـ مرحباً يا...؟
أجابت فيروز سريعاً:
ـ يُنادوننى فيروز
قالت روان بإبتسامةٍ باهتة فما زال عقلها شارداً فى شخصيتها التى تمزقت منذ قليل
ـ أهلاً و سهلاً بكِ فيروز تشرفت بمعرفتك
قالت فيروز بإبتسامة و حماس طفلة:
ـ سُررت بذلك يا..؟
توقفت حينها عن الحديث تستفسر عن إسمها لتهمهم روان بإعتذار قبل أن تُعرفها بنفسها:
ـ يُلقبوننى بـ روان و هذا هناك هو خالد أنا أُختُ سلمان... بالطبع تعرفينه أليس كذلك
أومأت الخادمة بإنبهار لتدور حول روان متأملتاً إياها و قالت ببلاهة:
ـ لكنكِ لا تُشبهينه أين تلك العيون الخضراء؟
نظرت لها روان قليلاً تستشعر نُبل تلك الفتاة لتشعر أنها برئية من نظراتها و صوتها و كلامها العفوى الذى لا تُفكر به هى تقوله بمجرد خطوره لها
ايضاً روان لم تكن تُشبه سلمان مطلقاً فهو عينه خضراء حادة بينما هى سوداءٌ واسعة برموشٍ طويلة و هو حنطى البشرة بينما هى بيضاء البشرة مع قليلٌ من السُمرة إثر تدريباتها تحت أشعة الشمس كان شعر سلمان طويلٌ حتى عُنقه بينما هى كان شعرها طويل لكنها آثرت قصَّه ليُصبح أسوداً قصير مثل أخيها لكن شعر أخيها باللون الكستنائى
قالت روان بإبتسامة:
ـ يا فتاة هل الإخوةُ هنا متشابهون دائماً؟
أومأت فيروز بالنفى سُرعان ما أدركت ما تفوهت به لتعتذر بحرج:
ـ أعتذر بشدة عن تفاهتى أيضاً بالرغم من إختلافكما إلا أنكِ جميلةٌ أيضاً يا روان
مهلاً... هل قالت للتو روان فقط! دون ألقاب!!؟؟
كانت روان دائماً معتادةً على تلقيبها بـ سيدتى
شعرت فيروز بروان و قالت لها بإبتسامة عفوية:
ـ علَّمنا سيدى سلمان أن نُلقب الجميع بإسمه فلم يولد أحدٌ بألقاب!
قالت روان بإبتسامة:
ـ و لِمَ قُلتِ سيدى سلمان؟
قالت فيروز ببساطة:
ـ لأنه حاكمنا لذا هو الوحيد الذى يستحق التبجيل كما أن ما فعله من أجلنا ليس بالقليل لكى لا نمنحه لقباً
أومأت روان و الإبتسامة تعتلى وجهها هنا الوضع مختلفٌ تماماً فـ هُم لا يمنحوا صاحب الأموال لقباً بل صاحب الأعمال العظيمة.
قال فيروز بحرج و إستياء:
ـ آخ لقد نسيت أعتذر بشدة من المفترض أن أُريكى غُرفتكِ كما أخبرنى القائد سلمان
قالت لها روان:
ـ لا عليكِ يا فتاة لن أُخبره
قالت الفتاة بإبتسامة و هى تتقدمها ببضع خطوات:
ـ إتبعينى من فضلكِ
ذهبت خلفها روان و هى تتأمل ذلك المنزل الذى يحتوى على غرفة معيشة متوسطة الحجم التى إنقسمت للضيوف و المعارف بينما هناك غرفةً للمطبخ و مائدةً فى الحديقة رأتها من النافذة القابعة داخل المنزل بالطبع كانت فيروز تُعرِّفُها على كل نقطةٍ فى المنزل و عندما أصبحوا فى ممرٍ طويل قالت فيروز بعدما حمحمت قليلاً:
ـ لِمَ قُلتِ لى لن أُخبره؟ هل من الممكن أن..
قاطعتها روان قائلة:
ـ لا فتاتى سلمان لا يُعاقب أحداً ما إلا إن كان مخطئاً بشدة و أنتِ لم تنسى شيئاً بل أخبرتنى فى النهاية و ها نحن هُنا أمام غرفتى لكن أُحذركِ عد الإلتزام بالأوامر فـ أخى لا يُحبُ عدم الإلتزام
هزت رأسها سريعاً و قالت بحماس و إبتسامة:
ـ لن أُكررها مطلقاً
تسائلت روان بداخلها هل الجميع كلهم هكذا؟؟
إن كانت خادمةً فى قريتهم و قالت لها نفس الكلام كانت لأصبحت غاضبة و أخذت تكظم غضبها بصعوبة و تُظهر ملامح الغيظ الذى يتراكم ليُصبح حقد لكن تلك لم تكن كذلك بل سَعت لتَبذُل قُصارى جهدها كى تُرضى قائدها.
قالت روان و هى تتربع على الفراش بأريحية:
ـ أخبرينى يا فيروز عن أخى أكثر هل كان بخير؟ ماذا حدث عندما أتى؟
قالت فيروز بإعتذار:
ـ آسفة يا روان لكن كما قُلتِ سيدى لا يُحب عدم الإلتزام لذا علىّ المغادرة الآن لأُكمل أعمالى و عندما أتفرغ يُمكننا الحديث
قالتها بجدية و ابتسامتها لا تُفارقها بينما كانت روان تستغرب كلَّما مرَّ وقتها و هى مع شخصاً فى تلك القرية هى لم ترى هذا النقاء مطلقاً!.
بعد وقتٍ ليس بالطويل غَفَت روان فبالرغم من جمال الحديقة لكن النوم على الأرض ليس بالجيد بالنسبة لها لذا أخذت تتمدد فى ذلك الفراش إلى أن نامت بسلام.

الثقب الأبيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن