الفصل الخامس 🌺

9 3 9
                                    

صلوا على رسول الله ♥

عادت فيروز إلى منزلها بإنهاك فلقد انتهت تواً من أداء عملها و لحسن الحظ فقد قرر المجلس أن أوقات راحتهم ستقتصر فى ليالى القمر فقط لذا هى غادرت مبكراً أما بالنسبة لالليلة الماضية فقد ظلت من أجل سلمان بسبب وجود ضيوفه.
استقبلتها والدتها بحنانها المعتاد ليُعددن الغداء سوياً جانب حديثهما عن ما فعلتاه اليوم و لم يمر الوقت حتى عاد أباها مع الشيخ زايد و ابنه حليم و حينها سعدت فيروز و أضافا طعاماً يكفيهم جميعاً و جلسوا و بدأوا التحدث فى أُمورٍ شتى و بعد إنتهاء الطعام قال والد فيروز بحزن حقيقى:
ـ ليت حليمة تشاركنا تلك اللحظة
كانت حليمة والدة حليم و إن لاحظتم تشابه الأسماء فكان ذلك تعمداً من زايد بسبب حبه لحليمة. قال الشيخ زايد بإبتسامة خلفها معاناة لمرض زوجته:
ـ القادمات كثيرة يا حامد
أوما حامد ليدخل زايد فى صُلب الموضوع عندما قال:
ـ أتينا لسببٍ ما يا حامد
قال حامد باستفسار و بشاشة:
ـ و نحن تحت خدمتك يا شيخى
قال زايد و هو يضع يده على كتف حليم:
ـ أردت تزويج حليمٌ بـ فيروز برغبةٍ من زوجتى
نظر حامد إتجاه فيروز ليجدها تفتح فمها على آخره و سرعان ما ذهبت بـ حياء إلى غرفتها ليبتسم حامد بإتساع و يقول:
ـ مُباركٌ علينا إذاً
كان الجميع فى سعادةٍ حقيقية بينما فيروز كانت فى تشتتٍ كبير هى لا تصدق إلى الآن أن ما قالاه أمس حدث اليوم!
لقد تقدم حليم لخطبتها و لاحقاً سيتزوجها!!!
حينها تذكرت سلمان فوراً

~----«•إسترجاع•»----~

كانت تجلس فى الحديقة لوقتٍ متأخر هى تعشق التأمل و لا يعلم أحد ذلك لا أحد يعلم عنها شيء لربما يقولون نعرفها أشد المعرفة و هذا لأنها صريحة و تُفرغ ما بـ جعبتها دائماً و لكن لا، لا أحد يعرفها، هى إختارت أن تكون كذلك حتى و إن كنت صريحاً فسيكون برأيك فى الشخص أمامك بـ نظرتك فى بعض الأمور لكن بـ مشاعرك؟... بـ وحدتك؟...... بـ مشاكلك؟
بـ جميع الأحداث التى مررت بها؟؟؟.
هى تفتقد شخصاً ما فى حياتها تود أن تشكى حالها له و أن تُعبر عن ما يُزعجها و ما يُسعدها... هى بالفعل وحيدة!
حتى أبويها لم تستطع التحدث معهما فى ذلك.
لكنها تجد راحةً هنا مع النجوم و الأشجار و الورود.
هى فقط أرادت شخصاً معها دائماً و هى تفتقد ذلك و لم تمر بضع لحظات حتى أتى مَن يؤنس وحدتها و الذى كان سلمان فقد رآها من النافذة تجلس و تنظر للسماء و عيناها غائمتين بالإضافة إلى الطقس الذى كان بارداً نوعا ما لذا أخذ معه وشاحاً كبيراً يُعطيه لها.
نظرت إليه قليلاً قبل أن تعتدل فى جلستها و حينها جلس جانبها و قال و هو يستند على نفس الشجرة:
ـ لِمَ تجلسين وحدكِ؟
قالت بصدق:
ـ أُحب الجلوس هنا لأتأمل
قال لها بإبتسامة و هو يُحيط جسدها الرقيق بالوشاح:
ـ جيد لكن خُذى حذركِ فى المرة القادمة كى لا تصابى بـ زكام
أومأت بإبتسامة و هى تحتضن الوشاح الذى أعطاها دفئاً خاصاً، قال لها:
ـ أتسمحين لي بالتأمل معكِ؟
أومأت سريعاً و هى تقول:
ـ يُسعدنى ذلك سيدى
نظر إلى السماء التى تحتوى على بعض الغيوم مثله تماماً هو سعيدٌ هنا و يبدو ذلك على محياه لكن بداخله يشعر بالنقص هو بلا عائلة و بالطبع يفتقدونه هناك و لا يعلم كيف يعود و حتى إن علِم لن يستطع ترك هؤلاء البشر يتنازعون بعده و يصبحون كـ أهل قريته تماماً!
قالت فيروز تنتشله من غيمة الحزن تلك:
ـ هل ستُمطر؟
دار ذلك السؤال داخله يبدو طبيعياً للبعض لكن فى ذلك الوقت تحديداً آلمه ذلك السؤال شعر أنها تسأله عن حاله شعر أنها تقول"هل ستُمطر داخلك لتنقشع تلك الغيوم و يدخل الأمل حياتك؟ " بينما بعد ذلك الصمت أدارت ذلك السؤال فى رأسها و حينها شعرت بأنها قالت"هل ستُمطر لتنظف وحدتكِ هل سيأتى شخصاً يُبعد تلك الوحدة؟؟ "
قالا فى نفس الوقت:
ـ أتمنى أن تُمطر
نظرا إلى بعض للحظات تزامنت مع سقوط الأمطار لتغسل حزنهما و ينقشع الضباب داخلهما لدقائق لا يعلما هل إنقشع الضباب بسبب المطر أم بسبب ذلك الشعور اللطيف الذى أتى بمجرد تبادل النظرات، قالت فيروز بعدم تصديق:
ـ لقد أمطرت!
قال سلمان بإستمتاع:
ـ يبدو أن السماء مفتوحة
نظرت له بعدم فهم ليُترجم لها ما قاله:
ـ أى أن الله يستجيب أمنياتنا سريعاً فى ذلك الوقت
قالت بسرعة:
ـ إذاً سيُحقق لى ما أتمناه؟؟
قال باستمتاع:
ـ لا أعلم... ربما، فلتجربِ
أومأت و قالت:
ـ أتمنى أن أملك إخوة
نظر لها بإستغراب و قال:
ـ لقد كَبِر أبواكِ ما تلك الأمنية؟؟
نظرت له بتذمر حينها إقترب بوجهه من وجهها و قال:
ـ لربما تملكين أطفالاً كثيرين
تسارعت دقات قلبها بينما لم يكن أقل منها لقد حاول أن يواسيها لكن إنقلب الأمر بصوته و نظراته إلى مفهومٍ آخر.
نهضت سريعاً و قد تبللت تماماً و شاركها النهوض لتومئ له قبل أن تنحنى قليلاً بإجلال:
ـ أسعدتنى تلك الأُمسية سيدى
قالتها و غادرت بينما نظر بـ تيه و رفع رأسه للسماء و هو يقول:
ـ أتمناها فقط!
قالها و عاد للداخل و هو لا يصدق ما حدث و لكن كان متأكداً أنها لن تشعر بحبه بعد.

الثقب الأبيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن