الجزء الأول: الفصل الأول

24 8 14
                                    

صلوا على رسول الله ♥
قراءة ممتعة 😃

كانت تجلس بين النساء ترتدى الزى الرسمي للعزاء ألا و هو ثوبٌ أسود فوقه شالاً أسود لفته بعدم اهتمام ليظهر شعرها من كل اتجاه متنافراً يُشبهها تماماً
أخذت تُقنعهم أن لا يفعلوا أى عزاء فهى متأكدةً أن أخاها لم يَمُت بعد لكنهم يُريدون قتله و هو حى!
نهضت و ذهبت بخطواتٍ بطيئة إتجاه غرفة أخاها أحمد لتجده يجلس بهدوء كانت تنظر له جيدا ترى غيمة الحزن فى أعينه تعلم بما يعتمله قلبها تعلم ماذا ستفعل و إن كان سيصبح فِعلاً مشيناً لعائلتها!.
قالت لأحمد:
ـ لا تحزن أخى
قالتها بخفوت لكنه استطاع تمييز صوتها لا يُنكر فقد كان شارداً يُفكر بأخيه أكملت روان بحماس و تفاؤل و هى تتقدم نحوه:
ـ أخى لم يَمُت أعلم ذلك يا أحمد
قال لها أحمد بلطف:
ـ أعلم ذلك أنا أيضاً و سيعود قريباً
أكمل محذراً:
ـ لكن هذا لا يعنى أن تذهبِ خلفه كالحمقاء، فهمتِ؟
لوّت شفتيها بضجر و قالت و هى تتجه نحو الباب:
ـ لا توجد فائدة بالجلوس جوارك يا أحمد
قالتها و خرجت بينما آثر هو البقاء فى غرفته فهو أيضاً لا يُصدق موت أخيه و يعتقد أن ما يحدث مهزلة لا غير فق.. لِمَ بعد ستةِ أشهر من غياب أخين يعتقدوه ميتاً لِمَ لم يضعوا هذا العزاء منذ أن اختفى بأى حال!

ذهبت روان إلى أبيها فهو الوحيد المُتضرر بشدة تعلم أن أباها لن يُصدق موت إبنه لكنه يتألم لفكرة إختفاءه لا غير و هذا يُحزن الجميع فهذا الجبل العظيم بدأ يتصدع ببطء.
دلفت للداخل بهدوء إستغربته دائماً ما كانت تدلف إليه و هى تركض بسعادة. عندما خطت أول خطواتها كانت تدخل إليه. شَهَدَ دخولها إليه الفرحة العارمة لكنها لا تعلم أن تلك المرة ستُصبح مختلفة!
وجدته يتسطح فراشه كالعادة منذ أن إختفى سلمان.
جلست على طرف الفراش تنظر إليه كان مُغمض العينين ينام بملائكية تنفى ملامحه الحادة كالسيف.
فتح أعينه ببطء لترى إلتماعة عينيه بأمل هو بداخله يتمنى أن يفتح عينيه ليراه كل يومٍ يستيقظ به دون أن يرى فارسه تجعله يشعر بالعجز.. نعم.. العجز... العجز لأنه لم يستطع إقتفاء أثر إبنه العجز لأن لا سُلطة له فى هذه الفوهة التى تجذُبُ الأحباء.
قالت بإبتسامةٍ مُرتعشة و عيونٌ تلتمع لحالة أبيها:
ـ أبى، سيعود يا أبى، سلمان سيعود
نظر لها بوجهه ببطء تلك الأحيان لا أحد يراها من الحزن هى الوحيدة التى تتماسك و لا يظهر عليها علامات الحزن فقط علامات الضيق على حالتهم البائسة تلك علامات القهر لعدم عودتهم كما كانوا.. أين هم عائلتها القوية المتماسكة التى إن فُقد أحدهم يبحثون عنه حتى الموت.
قال و هو يفتح ذراعيه:
ـ تعالى روان. تعالى يا ابنتى، تعالى علَّكِ آخر من سأراه
آلمها كلامه و إقتربت منه و احتضنته و مع لمسها لصدره لم تستطع كبت مشاعرها لتبكى بشدة و تدفن رأسها فى عنقه بينما هو ربت على ظهرها بالرغم من بكاءها فلم يُزده هذا حزناً بل هو سعيدٌ أنه إستطاع إخراج مشاعرها بدلاً من أن تقتلها بصمت. شعر فجأة بأنه يرتفع لا يعلم كيف أو لماذا.. مهلاً هل أتى أجله؟
نظرت له بعد أن شعرت بإستكانة جسده و هدوء أنفاسه و توقف يده عن تحريكها على ظهرها.. شعرت بقلبها يخرج من بين ضلوعها حرفيا حتى أنها وضعت يدها عليه حتى لا يخرج ليترك هذا الجسد البالى و يذهب لمن يُحبُه.
صرخت بشدة و نادت على إحدى الممرضات بصوتٍ عالٍ إلى أن دلفت إليها تلك الممرضة و تقول بشفتين مرتعشة:
ـ ل... لقد تُوُفى
صرخة رجت الأجواء حولها بحُرقة ليدخل الجميع ناظراً إلى ما يحدث بأعينٍ ضيقة تطلب التفسير ليفهموا ما أرادوا نفيه عندما قالت روان:
ـ إذن اليوم هو عزاءك أنت يا أبى
قالتها بحُرقة و أخذت تصرخ بينما دموعها رفضت النزول هى ما ظالت لا تستعب ما حدث تطلب إعادة التدقيق فلا بدّ من وجود خطأً ما
إحتضنها شهاب بألم لتبكى أخيراً لم تُكلف نفسها فى البكاء فالدموع هى مَن تطوعت بنفسها لتُكمل دورها على أكمل وجه و تهبط كالشلالات التى لا تجف.
قال شهاب بتعقل للممرضة:
ـ خذى أُختى من فضلك لغرفتها و ساعديها إن إحتاجت شيئاً
أومأت الممرضة بإحترام و أمسكت يد روان لتذهب بها لكن روان رفضت و بشدة و ركضت إتجاه والدها كما كانت تركض له دائماً نفس الركض نفس الرياح التى جعلت شعرها يطير نفس قوة الركض و سرعته لكن ليس نفسُ الشعور فـ قديماً كانت سعيدة الآن هى تحترق حزناً.
إحتضنته بشدة بينما كان أحمد يجلس بهدوء و دموعه تهبط ببطء بينما شهاب آثر التماسك و هو يرى عائلته تُمزق حرفياً.
خرج ببطء لا يُريد أن يرى هذا المظهر كى لا يبكى أمام الجميع.
أخاه مُختفى و أباه مات إذاً مَن سيُصبح القائد؟... هو؟!
لذا قرر شهاب ان يحكم
حتى يجد اخاه ليتولى الحكم لأنه إن تشتت ولم يستطع الإمساك بزمام الامور فسينقلب
اهل القرية عليهم ويطمعون بالحكم لذا قرر ان يتصرف سريعا قبل ان تقع الفتنة بين أهل القريه من ألد أعداء العائلة الحاكمة للقرية فكان هذا اول حل خطر فى باله
ذهب للشيوخ و أعلن أمامهم أنه سيحكم بدلاً من أبيه لأنه رحل عن تلك الدنيا الفانية و سينتقل إلى خالقه ليُصبح القائد الجديد تزامناً مع دفن أبيه فى تلك التربة التى تحُده من جميع الإتجاهات و التى ستكون ونيسه للأعوام القادمة.. قبره

أول ما قرر فعله فى الحكم هو ان يجعل مجموعة من الشباب ان يذهبوا لأخيه فى نفس الثقب الابيض و كان على رأسهم الفتى الشاب خالد و لقد قرر ان يذهب بنفسه و معه خمسة شباب و عندما اقتربوا من الثقب الابيض
شعر خالد و فتى معه بانهم ينجذبوا الى الداخل وباقى الاربعه شعروا بشئ
يحرقهم حتى ماتو امام الثقب
عندما دخل خالد الى الثقب اندهش مرتين المرة الاولى هو انه ليس ثقب انها قريه كبيرة تكاد تشبه قريته و اندهش ايضا عندما علم ان الفتى الذى اخذه ضمن الخمسه كانت اخت سلمان غير انه لم يرى بقية الشباب فقال لها:
ـ لِمَ اتيتِ روان؟
ـ انا فقط اردت ان اطمئن على اخى
ـ و لكن من الممكن ان تتعرضى للخطر
ـ لكنى استطيع الدفاع عن نفسى ايضا هذه القريه تبدو مسالمه
ـ بالفعل، لكن انا لست مطمئنا سوف نبحث عن اخاكِ فقدح
ـ حسنا شكرا لك انك سمحت لى ان ابقى
ـ انا لم اسمح لكِ لكن انا لا اعلم كيف سنخرج لذا لا يوجد خيار
ـ حسنا سأعتبر هذه موافقة
ـ لا بأس
و هنا ظل خالد و روان يبحثون عن سلمان فى كل مكان و يرون جمال القريه وطيبه اهلها
قررت روان ان تسأل شخصاً من سكان القرية مع عدم موافقه خالد بالطبع لكنها عنيدة و متهورة بشدة
ـ كيف حالك يا عم
ـ انا بخيرٌ يا ابنتى هل تريدين شيئاً ما؟
ـ نعم بالفعل انا اسأل عن اخى سلمان، هل رأيته؟
ـ كم عمره يا ابنتى فهناك شبابٌ كثيرون من هذا الاسم
ـ حسنا يا عم انه فى التاسعه والعشرون من عمره
ـ حسنا هل يوجد وصف له اكثر اظن انى رأيته من قبل
ـ ان بشرته سمراء بعض الشئ وعيناه خضراء و شعره اسود
ـ اتقصدين الحاكم سلمان؟!
ـ ماذا هل قلت حاكم؟؟؟... حسنا ياعم شكرا لك
ـ الى اللقاء يا ابنتى
خالد:
ـ ماذا يحدث هنا انا لا افهم شيئا
ـ لا يجب ان تفهم سوف نراه اولا ونعرف كل شئ من الممكن الا يكون هو
ـ وماذا نفعل إن لم نجده
ـ سوف نسأل هذا القائد الذى يشبه اخى عن سلمان
ـ حسنا من الجيد انكِ سألتِ
ـ الم اقل لك يجب ان نسأل
ـ حسنا انها هذه المرة فقط فـ نحن لا نعلم أحداً هنا
ـ انت دائما لا تعترف بى انا إبنة القائد العظيم راشد فلا تستهن بى او ستندم
ـ حسنا يا صغيرة
ذهب الإثنان إلى الحاكم سلمان ذاك و هما يشعران بخطورة ما سيحدث معهما!

نهاية الفصل الأول
_______________

إيه رأيكم فى الفصل يا جماعة؟ 😂
ممكن حزين شوية مستنية اسمع ردكم دة مش اللى كنت كتباه بالظبط حطيت تعديلات كتير اتمنى يكون عجبكم 💜💜💜
متنسوش نجمة ⭐للى عجبه الفصل
و اللى محطهاش يبقى معجبهوش الفصل يحط تعليق بقى يقوللى معجبهوش فى ايه بالظبط عشان اغيره 😂🙂🤗

الثقب الأبيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن