عندما سمعت حديثه بأن عيونها دائما حزينه ظلت تفكر فى كلامه فهذه أول مره يحس أحد مشاعرها بأحزانها غير أمها بالتأكيد وبقية الناس تراها حادة الطباع فقط ولكن هو أول من كسر هذا الحاجز ..
فاقت من غيمتها وقالت وهى تحاول تصنع الحده : وانت مالك مش فاهمه مركز معايا ليه
فقال ببرود تام : أنا حر
فوضعت يدها فى خصرها وقالت : نعم حر ازاى ديه حياتى ومحبش حد يدخل فيها
اقترب منها وقال بنفس البرود : كل مره بتتكلمى فيها بتأكديلى انك حزينه وان فيه حاجه فى حياتك مزعلاكى ومسيرى أعرفها ويمكن نحلها كمان
فقالت بغضب عاصف : تعرفها ايه وتحلها ايه انت مين اصلا علشان تعرف مشاكلى وكمان تحلهالى هاه انت رئيسى فى الشغل
فقال وهو يربع يده أمامه : أنا مش شايف كده ..مش شايف أن رئيسك فى الشغل مفيش عامله عندى بتقولى انت مالك وتقف بالطريقه ديه أودامى غيرك انتى
فنظرت إلى حالتها التى عليها وظبطت وقفتها وقالت وهى تحاول تصنع الجديه مره اخرى لتنهى هذا الحديث : تمام انا اسفه انى اتخطيت حدودى ..بس أستأذنك متتخطاش حدودك معايا علشان أنا حدودى خط أحمر
وتركته وخرجت من مكتبها سريعا بينما هو جلس على الكرسى خلفه يبتسم من طريقتها الاخيره للحديث فكان يجب عليه أن يعصب ولكنه خالف كل هذه التوقعات فمن نظرته يعلم بأن فى حياتها شئ يحزنها يعلم بأن داخلها برئ ونقى وما تحاول فعله أمام الجميع فقط لعدم تأثر مشاعرها ولكنها أضعف من ذلك ...
جلست على مكتبها وهى تخفض رأسها وتحاوط يدها بوجهها وهى تفكر فيه وفى حديثه طريقة كلامه معها فهى دائما ما اعتادت على قلة الاهتمام من الجميع وخاصا من الرجال تذكرت موقف مع زوجها المتوفى ...
Flash back
ذاهبين معا الى والدته وإخوته ...
استقبلتهم والدته أو بمعنى أصح استقبلته والدته بحفاوه وهى كأنها خيال معه وعندما دخلوا وجلسوا جاء إخوته البنات
: على وحشتنا اوى اوى ازاى قادر تعيشى من غيرنا
فرد رد مباشر وكأنها أيضا بدون مشاعر : فعلا مش قادر اعيش من غيركوا يا رانيا وجودكوا فى حياتى بيبقى مالى عليا الدنيا
فنظرت له بقهر فماذا يقول وهى ومشاعرها ولكنها ظلت صامته تتصنع الامبالاه وأكملت رانيا حديثها وهى تنظر لها بلوم : ولا نور بقا مانعاك عننا
فنظر لها ومن ثم نظر لأخته : لا مش مانعانى ولا حاجه اليومين الى فاتوا كنت مشغول فى الشغل وحتى مش بعد معاها كتير
فقالت أخته الصغرى فرح : ايوه كده لحسن نزعل أوى
فقال هو بحنان لها : لا يا حبيبتى مقدرش أقصر معاكوا انتوا بالذات
فأسرعت أخته الصغرى تجلس بحضنه فهى بالثامنة عشر من عمرها واخته رانيا نامت على أرجله وهو يجلس معهم يتحدث بحماس وحنان معهم وهى ظلت جالسه تنظر أمامها وكأن العالم يدور من حولها فلمتى ستتحمل هذا المنظر ..فهى لم تريد تمنعه من اخوته ولكن هو بالأساس لا يعاملها نصف هذه المعامله بارد معها دائما ينتقدها دائما ...
فقامت أخته بحماس : عايزينك تخرجنا بقا علشان معتش بخرج وبحبك تبقا معانا
فقال وهو يضع يده على وجهها بحنان : حاضر يا حبيبتى بس كده انا عارف ان مقصر معاكوا بس خلاص انا حالا واخد اجازه اسبوع هنخرج ونتبسط مع بعض
ظلت فقط تستمع لهم ولحديثهم التى تمنت لو كان يكون معاها هى ايضا كده هو لم يعامله بقسوه ولا يمنع عنها شئ ولكن أكثر ما يؤلم المرأه التجاهل ..