بعد أن أخبرته بأنها ابنتها لم يعلم لما أحس بخيبة أمل جلس وهو شارد الذهن فماهى الأحلام الذى كان يبنيها ... فماذا هى بالنسبه له لا يعرف وبالأخص لا يريد أن يعرف من الأساس ..
كانت ندى زوجته تحدثه وهو لا يرد شارد من وقتها : يونس ..أنا بكلمك
ففاق من غيمته ورد بهدوء : أيوه يا ندى معاكى
فردت هى بضيق : متأكد انك معايا انت من ساعة البنت ديه ما مشيت وانت كده ومن ثم قالت بنبره ساخره : مين ديه يا يونس من ساعة ما مشيت وانت كده
فقال هو بحده : قصدك ايه بالظبط يا ندى هاه .. ديه موظفه عندى فى الشركه مش اكتر
فنظرت له فى عيناه بقوه وقالت : متأكد
فإستحث من نبرتها الشك : انتى بتفكرى فى ايه بالظبط اصل انا فاهمك كويس أوى وفاهم كلامك ده ومن ثم وضع الحساب على التربيزه وقال بنبره آمره : يالا هنمشى
فنظرت له بغضب ومن ثم قالت : ماشى يا يونس ومن ثم قامت معه وهى تسير أمامه تستشيط من الغضب
ركبت السياره بجانبه وهو جلس امام المقود فنظرت له وقالت بصوت عالى وحاد :ده إلى انت كنت عايزه صح ..أن احنا نقوم نمشى
فرد بغضب وتحذير : أولا صوت ده توطيه وانتى بتتكلمى معايا ..ثانيا بقا ايه إلى كنت عايزه أن نقوم بالطريقه ديه ولا أنا الى أعد القح بالكلام من ساعتها
فحاولت تمالك نفسها معه فهى تعلم بأنه صارم ولا يقبل هذه الطريقه فى الكلام وهى تريد أن تسافر أخر الاسبوع لذا تحاول امالته فردت وهى تتصنع الاسف : أنا أسفه يا يونس .. بس أنا اتضايقت أوى وانت عارف انى بغير عليك
فنظر لها وقال : وانتى شوفتينى عملت ايه غير إن سلمت عليها
فقالت هى بغضب طفيف : حسيت عينك بتبصلها بصه عمرى ما شوفتك بتبصهالى وحسيتك مهتم أوى بيها
فنظر أمامه وهو يأكد على كلامها بداخله فبالفعل عندما يراها لا يدرى ما الذى يحدث به فقال وهو يتصنع ألا مبالاة للموضوع: مفيش الكلام ده يا ندى فهمتى غلط ديه موظفه عندى وطبيعى نظرتى ليها هتكون غير نظرتى ليكى انتى مراتى
فوضعت رأسها على كتفه وهى تقول بدلع : ايوه انا مراتك حبيبتك صح يا حبيبى
فأغمض عينه ومن ثم قام بالتربيط على يدها بحنان وقال: صح يا حبيبتىبينما هى أخذت ابنتها لمطعم اخر لتناول الحلويات فكانت تجلس هى وابنتها فقالت سجى بطفوله : مين عمو الأمور إلى شوفناه ده يا ماما
فضحكت نور على طريقة ابنتها ومن ثم قالت بداخلها : هو أمور فعلا ومن ثم فاقت على نفسها وقالت : ده رئيسى فى الشغل يا حبيبتى
فكانت سجى تضع فى فمها قطعة الحلوى وقالت وهى تمضغ طعامها : عارفه يا ماما كان نفسى يبقا بابا ..حسيته هيبقى طيب ويجبلى لعب ويشيلنى علشان هو طويل كده وبعضلات
فنظرت نور لها بحزن فإبنتها تتخيل أشياء كانت تتمنى ولو أعطاها الزمن هذه الفرصه الثمينه زوج يحبها ويحب ابنته ويكن لهم كل الاحترام والتقدير ولكن للأسف لم تحصل على اى منهما فحاولت تدارك الموقف وقالت وهى تتصنع الضحكه : الله يا ست جيجى أنا مش بجبلك لعب وبشيلك
فقالت سجى : مش قصدى يا ماما أنا عارفه انتى بتجبيلى كل إلى نفسى فيه بس حسيت عمو ده طيب كده وكان هيحبك ويحبنى وكمان كان هيجيلك حاجات حلوه معايا
فقالت نور سريعا : مفيش احسن من انى اكون حرة نفسى ويبقى أنا وانتى بس مع بعض
وجلست هى تأكل وتحاول إبعادها عن هذا الموضوع فهى كانت تتمنى بالفعل أن يحبها رجل حب حقيقى يكن لها الاحترام والتقدير وأن تكون الحياه بسيطه ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن..