"ضَرِيبةُ كِتْمَان" .

42 8 3
                                    


- جَلستْ بِسُكون تَرتَشف قَهوتُها ..
شارِدة بِهُدوءٍ تام .

إقترب من طَاولتُها مُحدِثاً إياها بِمُزاحٍ كاذِب :

_ ما بالُها الجَميلة ساكِنة!؟

لم تَلتفت له
_ تَابع قائلاً : ماذا تَفعلين هُنا!؟
_ ردَّتْ مُردِفة بِهدوء : كَما ترى !.

_غَمزَ لها بِخُبث قائِلاً : إسمحي لي أنْ أكون السُّكر في قَهوتُكِ
_ ردَّتْ بِبُرودِها المُعتاد مُشيحة بِعيناها بعيداً : قَهوتي سادة ، إذهب مِن أمامي .
_ ليلتفت لها قائلاً بإنزِعاج : مابالُكِ يا فتاة!؟
ما هذا الغرور ؟ ، من تظنين نفسكِ ؟ ، كانَ عليَّ الّآ آتي لأراكِ ..
ثُمَّ تابع بِسُخرية : هه ، لا تستَحقين شيء .

ردَّتْ عليهِ ساخِرة : لَمْ أُجبِرُكَ على المَجيء لي ، ولم أطلب رأيُكَ .

فانتفضَ بِعُنف قائلاً بِصراخ :
_ يالكِ من مُعقدة !، صدقَ مَن قال أنكِ مغرورة ، وأنك مريضة ، نَعم يا فتاة أنتِ مريضة  أذهبي وعالجي نفسكِ !
هناك مرض جنون فيكِ  ... إنكِ مجنونة  مجنونة اتفهمين؟
انتِ لا تستحقين شَفقة ولا عَطف .
لا أحد يُحِبُكِ هُنا ، إذهبي إلى أحد المصحات النفسية .
إنكِ لا تصلُحين للعيش بينَنا .

_ وأكمل وهوَ يَبتعد عنها متحدثاً بسُخرية لاذِعة :
هه! يالكِ من مريضة مسكينة !.

فَتَبَسمتْ بِمرارةٍ بعدَ رحيلهِ متحدثةً بِخُفوت :
ها!! ، نعم لقد صدقت أنني كذَلك  ... نَعَم
لَكنْ ! .. نتيجةُ ماذا!؟؟ ، كل هذا هو نتيجةُ افعالُكم واقوالُكم ،  كل هذا نتيجةُ قُربكم ....

بيدٍ مُرتَجِفة تَناولتْ كأس الماء المَوضوع على طَاوِلَتُها ، لِتَرتشف بعض القَطَرات تُبلل جوفُها المُحترق بِهدوء .

_إزدادتْ رَجْفَتُها بِسبب دُموعُها ..
فجأة .... سقط الكأس مِنها على الأرض السِّراميكيّة مُتَهشِماً بِصَخب مُشابه لِما في داخِلُها ...

_إنحنتْ لهُ بِسُكون تُلَملم الزُّجاج بيديها الرَّقيقَتين
لِتَسيلُ بعضاً مِن قَطرات الدَّم على بقايا الزُّجاج مُلَوِنة الأرضية البيضاء بإبتِهاج مؤلم ...

_ فَتَبَسمتْ بِدموع لتردف بِخُفوت :

لا سَامَحكُم الله .









{ألم يَكُنْ مَشهد الدِّماء على بقايا الزُّجَاجِ المَكْسور إجابةٌ كَافية !؟} .

"شُعُور" .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن