كان "أيان" يسير بجانب البحيرات شارد الذهن، مر على وجود تلك البشرية أسبوعًا كاملًا، سبعة أيام وهي بمنزله، إعتاد على تذمرها اليومي لرغبتها بأن تعود لموطنها.
ولكن لا وألف لا، لن تعود، ولن تخرج خارج الكوخ، إلا عندما تنفذ مهمتها.
شعر بخطوات حوله، وضع يده على سيفه؛ تحسبًا لأي هجوم يُمكن أن يُشن عليه، تأهب "بلاك" لأي شيء يمكن أن يحدث.
وبأقل من ثانية كان هُناك سهم يُرمى ناحية "أيان" بكلِّ وحشية وعُنف، ركض "بلاك" نحو سيده ليجعله يجلس على ظهره حتى يطير به سريعًا إلى المنزل.
ولكن منعه "أيان" بحركة من يده، ليسمعا صوت ضحكات بالغابة، ولحظات وظهر شخص ذو بنية ضخمة ولكنه ليس مثل "أيان"، شخص ذو ملامح تشع خُبث، عينان حاقدة وابتسامة شامتة.
حاول "أيان" التماسك أمامه، حاول ألا يضعف ويظهر هذا الضعف، وأردف بأنفاسٍ لاهثة:_حقًا يا إيڤان، هل هذا كل ما تملك، إصابتي بسهم حتى تقتلني!
اوه يا صديقي أخشى أن أخبرك أن ما فعلته لن يقتلني، فكما تعلم، تلك الخدوش لا تؤثر بي.امتلئت ملامح "إيڤان" بالغضب الشديد، ونظر إليه بغيظٍ شديد، ثم أردف ببسمة خبيثة:
_ولكنه ليس سهمًا عاديّ يا أيان، بل هو مغروز بأخطر أنواع السموم، فأنا أريد أن أضمن موتك أمام عيناي، لأُشفي غليلي منك ومما فعلته.
استغل "أيان" حديثه، ليُمسك ببلاك وينقل جسدهما إلى مكان الكوخ خاصته، نظر "إيڤان" مكانه وعينيه مُنصدمتان مما حدث، فكيف له أن ينسى قُدرته على نقل جسده من مكان إلى آخر، صرخ بعصبية شديدة وهو يشتم بأيان.
وصل "أيان" إلى موضع الكوخ وهو يلهث بعنفٍ شديد، أنفاسه تنقطع شيئًا فشيء، الرؤية أصبحت مشوشة تمامًا.
همس لبلاك أن يُصدر أي صوت لتخرج "ألارا" عليه، وبعدها يذهب لإستدعاء أنطونيو حتى يأتي إليه.
ثم وقع على الأرض مُنفصلًا عن العالم بعدما فقد وعيه وأصبحت دقات قلبه بطيئة.
أصدر "بلاك" صوتًا عالي نسبيًا، لتخرج "ألارا" بهذا الوقت بلهفة شديدة، ورأت "أيان" بحالته تلك.
صرخت وركضت إليه بسرعة شديدة وهي تُحاول أن تجذب جسده إلى المنزل، وعيناها تذرفان دموعًا بعنفٍ شديد.جعلته يرقد على سريره، خالعة ملابسة وسحبت السهم ببطئٍ شديد، لترى جسده ينتفض بشدة من شدة الألم.
أحضرت قماش وبعضًا من الماء لتُنظف الدماء من حول هذا الجرح الغائر، وكانت دموعها تهبط من عينيها بلا توقف، فهي لا تستطيع فِهم ما يحدث، كيف لها أن تتصرف!!؟، ماذا، وكيف حدث كل هذا.طار "بلاك" ناحية قصر الملك، ووقف مُحلقًا أمام شُرفة الأمير "أنطونيو"، وطرق بمخالبه على الشُرفة، ليأتي له "أنطونيو" راكضًا وقد فَهِم أن هُناك خطبًا ما بـ"أيان".
فصعد على ظهره بسرعة مُحلقين نحو منزل رفيق دربه، وقد أكل الخوف قلبه.
______________________أردف "ألبرت" بتعجب قائًلا:
_أين أيان يا إيڤان!؟
أخبرني أنه يحتاج لبعضٍ من الراحة، وقد ذهب للبحيرات ولم يأتي حتى الآن.
أنت تقرأ
رحلة لِعالم الجنيات
Fantasíaهو عالم سحري، به الحُلو والمُر، به الخير وبه الشر.. ولكن! حال المملكة يزداد سوءًا مع وجود ذلك الطاغية حاكمًا لهم، هل سيتغير الوضع!؟ وهل ستعود مملكة الجنيات لسابق عهدها!؟ هذا ما سنراه..🩷