النّهاية ـ هل هؤلاء نحن ؟ ـ

464 38 58
                                    

اجعلني سكونك وهدوءك، فـقلبي يريد صخب قلبك .

ماريز .

"كنتُ دائمًا أرى أن الاعتراف بالحب فضيلة وأن خير الحب أوّله وأن في اللحظة التي ينبض قلبك فيها حبًّا لا تتأخر بالمبادرة ، لكنني هذه الليلة فقط آمنت أنه عليك أن تحسب للخيبة ألف حساب قبل أن تعترف بالحب وأن كسر ما قبل الاعتراف بحبك يُجْبر وبعد الاعتراف تصبح أضلاعك هشّة جدًا.


ساعات ؟ أيّام ؟ شهر ؟ سبعة أشهر دون صوت ، غياب دام أكثر من علاقتهما ولم تكن تحبّذ فكرة عودته .

تنسّمت رائحته في الجوّ لتستنشقها بتخدّر دون أن يظهر عليها .

مستلقية تقرأ كتابها المفضّل ؛ الأقحوان .

كانت رائحته الادمانيّة المعتادة مخلوطة برائحة الأقحوان لتسيل دمعة من عين فوبي ،عضّت على شفتها و أغلقت الكتاب ثمّ وقفت أطفاتِ الضّوء .

استلقت في ركن الغرفة وحيدة بعدما ذهب والداها في زيارة عائليّة وأخذا أختيها معهما وهي تعلّلت بمرضها.

أغمضت عيناها بقوّة وأنفها كذلك ووضعت سدّادات قطنيّة على أذنها .

لحظة، لا وجود للسّدادات أمّا يداها مربوطتان خلفها .

" فوبي،شغفي .مالّذي حدث ؟ " استفسر بصوت الدّافئ .

كانت عيونها مغمضة بقوّة ، استدارت للجهة الاخرى تمتنع الرّد عن سؤاله 

" لماذا تتجاهلينني مالّذي حدث وماكلّ هذه الأدوية والتّحاليل الطبيّة " أتبع لسؤاله يحتضنها من الخلف .

" لماذا مضادات الاكتئاب ؟ " قال بينما صوته يرتجف بحزن 

كان أكثر ما تكرهه فوبي هو العتاب ، حرفيّا . لم تعاتب أحدا في حياتها الاجتماعيّة القصيرة ولن تعاتب أبدًا لأنّها تراه تصرّفا حقيرا وساذجا فالعتاب أتفه شيئ نطق به البشر .

" لا تعاتبني على ما يعاتبه قلبي " نطقت أخيرًا بصوت بارد

" ما كلّ هذا ؟ " استفسر مجدّدا عن مكنونات غرفتها .

" لا تسأل كما أنا لا أسأل " قالت تذكّره بأنّه نكرة بالنّسبة لها ، لا تعرف شكله ولا حقيقته ،كلّ ما تعرفه هو تضاريس جسده و صوته.. واسمه   .

" مالّذي حصل قبل أن أعود ؟ " سألها مجدّدا يرمي بكلامها عُرض الحائط .

" حصل ما حصل كلّ يوم قبل أن أترجّاك لتظهر " قالت دون أن تغيّر من نبرة صوتها الباردة .

قبّل عنقها بينما يداه تتلمّسان ضلوعها نزولًا الى بطنها .. . 

" كنتُ حاملًا " قاطعت ما كان يفعل ، استغلّت صدمته لتبعد يداه عنها .

(مكتملة) DAIZYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن