ـ بيتُنا ـ.

443 40 16
                                    

أنتِ في كلّ قطعة من ثنايا روحي .

Maryseea


فتحت عيناها بعدما سمح لها ،انفرجت شفتاها بدهشة لمنظر المدينة الخلّاب من الأعلى ليلا .

" هل أنت تطير حقّا ؟ ألا تملك جاذبيّة ؟ " سألته بحماس تنظر ناحية الأسفل .

" أدفع بقوّتي لأسبّب ضغطا على الأرض وأرتفع " 

" أيّة قوّة " 

" غير ماديّة " قال ينهي النّقاش .

في الأفق قصر خلّاب فوق جبل عالٍ لم تره قبلا ، اقتربا منه لتتوضّح معالمه .

حديقة كبيرة بزهور الأقحوان المحيطة به ، يرتفع القصر بطابق أرض وآخر فوقه، أعلاه رأس بشري .. أو مصّاص دماء .

" ما ذاك ؟ " سألته برعب و عقلها ينسج سيناريوهات بشعة عن كونه يريد قتلها وتعليق رأسها واغتصاب جثّتها المحنّطة.

" مجرّد تمثال " قال بنبرة هادئة ومتوتّرة .

" لا أعلم لماذا أنتَ متوتّر " سألته تنزل على رجلاها وتغمض عيناها .

" سأكون في مكانٍ لن تريني به . تجوّلي براحتك بعدها أطلعيني عن رأيك " قبّل جبهتها ثمّ اختفى 

كانت ستعارض لكن مغادرته جعلتها تتأفّف وتفتح عيناها ، جالت بعيناها حول المكان .

كان مدهشا وجميلا لكن ليس مبهرا ، كانت قد فقدت لذّة الانبهار في وقت مبكّر من حياتها الّتي لم تتجاوز خمسا وعشرين سنّة من الانعزال والفوضى .

دخلت رغم الخجل الّذي يعتليها للدّخول والتّطفل رغم أنّه لم يكن تطفّلا .


لطالما شعرَت أنّها متطفّلة .. حتّى في الشّوارع .


يقابل البوابة الكبيرة للبيت سلّمان عملاقان يقودان للطّابق الأوّل بدرابزين عملاق ذهبي ،ـ ربّما مطليّ بالذّهب .. . ـ 

سخرت من نفسها عندما فكّرت بامكانية طلائه بالذّهب .. ليس غبيّا ليطليَ درابزين سلالم بالذّهب .

تخطّت السّلالم تتّجه نحو قاعة طعام عملاقة ، طاولة مستطيلة طويلة ولوحات أرستقراطيّة معلّقة ، جميلة لكنّها تكره قاعات الطّعام تحبّ الأكل وحيدة في غرفتها .

لم تبدِ اعجابا باللّوحات لأنّها تكرهها .

مدّت يدها لتفتح بابا مغلقا في آخر قاعة الطّعام لكن شعور التّطفل منعها .

" إنّه المطبخ يمكنك فتحه " صدح صوته في القاعة العملاقة .

تردّدت قبل فتحه لكن فتحته .

مطبخ عملاق مقارنة بالمطابخ العاديّة ، رغم مساحته كان بسيطا بأواني فضيّة ، غسّالة أواني ، مجمّد كبير و ثلّاجة ببابين .

(مكتملة) DAIZYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن