الفصل الخامس ❤
قراءة ممتعة 🧡كانت جالسة في الشرفة في تمام الثالثة بعد منتصف الليل تحتسي كوبًا من القهوة وعلى شفتيها ابتسامة شاحبة .. وفي عينيها نظرات بمعني ألف كلمة .. أصابها الارتباك للحظات بعد أن هتف توفيق باسمها في تعجب ووقف أمامها يسألها بقلق:
ايه اللى مصحيكِ لغاية دلوقتي يا رحيل .. ده فاضل ساعة على الفجرية !
التقطت كفّ يده فجأة وأخذت تملِّس بها على رأسها بصمتٍ تام بعدما تكورت تدفث نفسها في الكرسي وأخفت وجهها بين ركبتيها تنظر للأسفل بعينين دامعتين.. شعر أن بها ما يؤلمها فباشر بقراءة ما يحفظه من القرآن وضمّها لصدره وهي على نفس وضعيتها ليمدها بالدعم النفسي .. دقيقتين مرت فأتى بكرسي يجاورها في الجلوس وقال بعد تنهيدة طويلة :
حالك مش عاجبني يا بنت قلبي .. احكيلي اللى مدايقك.
انجرفت دموعها تقول بحزن ويأس:
روحت النهاردة وانت في المستشفى لمامت عثمان أعزيها .. قابلتني بطريقة خلت نفسي تصعب عليا .. والله أنا ما غاصبة على عثمان يتجوزني .. مش ذنبي إن ماما ماتت باللوكيميا .. هل يا بابا لو أنا كمان اتصابت بيه يكون غضب من ربنا عليا .. ليه تقولي إنها كانت بتدعي متجوزش ابنها خوفًا على عياله بعد كده يورثوا المرض .. حاولت أفهمها قبل كده كتير إنه مش كل الحالات تكون بالوراثة لكن دايمًا كانت مصرّة على رأيها وعثمان من ناحية تانية يحاول يعوضني .. قولت هصبر علشان عثمان بيحبني ويتمنالى الرضا أرضي .. لكن دايمًا كانت تبكتني بكلام سم .. علشان كده قولت لعثمان قبل الحادثة نأجل الفرح .. كنت متعصبة من كلامها ليا آخر مرة واتخانقت مع عثمان بسبب كده .. النهاردة يا بابا قالتلي إني وش الشؤم على ابنها وأديني ريحته مني للأبد !
أخذت شهقاتها تعلو رغمًا عنها ليضمها بشدة يخفف عنها وطأة الألم وقال يعاتبها بضيق: مقولتليش ليه كل اللى بيحصل ده يا رحيل .. مش قولتلك قبل كده إني دايمًا في ضهرك وكرامتك قصاد كل شيء .. ليه تهاونتي يا بنتي ؟
عضّت على شفتها السفلية ومسحت دموعها تنظر لعيناه بقهر:
عذراها يا بابا هي مهما كانت قلقانة على ابنها وعياله في المستقبل .. كنت مفكّرة إني بمعاملتى الكويسة معاها هغير رأيها عني .
ربت على رأسها وقال بهدوء ينصحها بحب: يا حبيبة قلبي انتِ على نياتك أووي والطيب ده مينفعش في زمنّا .. رأيها ده مش ناتج عنك انتِ كرحيل ولا الظروف اللى مريتي بيها ولا حتي اللى هيحصلك في المستقبل اللى بأمر ربنا .. ده تفكير سطحي وجاهل وصعب إنك تغيريه .. مكنش ينفع أبدًا تضغطي على نفسك للدرجة ديه عشان حد .
ظلت تتنفس تحاول أن تهدأ من روعها بكلامه المطمئن لروحها فقبلته من خده تبتسم بارهاق ونظراتها تشكره بامتنان .. سألها ليطمئن أكثر عليها :
في حاجة تانية مدايقاكِ يا رحيل ؟
أبعدت ناظرها عنه تتهرب من حدقتيه حتى لا ترتبك وينفلت لسانها بأمر انتهي الأمل فيه منذ علمت بخطبته.. أدار رأسها نحوه ليقول بابتسامة دافئة:
بتخبي عينك مني أنا يا رحيل؟ لو أعرف بس ليه مش راضية تروحي تزوريه .. بس مش هضغط عليك لو مش عايزة تحكي .. اطمني يا ستي عرّفته في زيارتي ليه إنه كنت بعمل كشف دوري ليا ولقيت مهند فى المستشفى فزورته أطمن عليه .. متتخيليش فضل يسألني عليكِ إزاى .. مرضتش أقوله ديه مش راضية تزورك لسبب لا أحدٍ يعلمه.. على العموم هو احتمال كبير يسافر مع مهند بعد بكرة ويرجع إسكندرية..حبيت أعرّفك لو حابة تشوفي مهند ومايا قبل ما يسافروا.
تركها بعدها ليذهب لصلاة قيام الليل تصارع التفكير المرهق بضراوة .. قامت سريعًا بعدما تذكرت أن صورته تلك ما زالت معها بعد تحميضها صباح أمس وفكّرت بتوتر وهي تجوب غرفتها وتفرك يدها في ملابسها كعادتها عند الارتباك لتقنع نفسها أنه بالفعل سيختفي من حياتها مرةً أخرى بعد يومين فلا ضير من أن تُهدأ ضربات الصاخب داخلها برؤيته لمرة أخيرة ... __________
أنت تقرأ
لثام القدر " الفراق قدرى 2 "
Roman d'amour" الصدق هو كل ما فى الأمر .. فمعين الحب لا ينضب ! " ولو حدث هذا فاعلم أنها البداية لإخطار جديد ، سهام موجهة نحوك من كل جانب وأنت المستهدف ، إما أن تنتهى من الصراعات التي في نفسك وتتحرر ، وإما ستبقى في سجن الصراع هذا للأبد وتصيبك السهام ، وبهذا تضيع...