-
—الخَميس، اليومُ الخامِس، نَجمُ العُذارىٰ.
أننا فيما بعدُ النِهاية وأنا أراهُ يتحطمْ، يتلاشىٰ أكثرًا فأكثر ويحبِس أحلامهُ خلفَ قُضبان مناماتهُ لا غَير.
يضمَحِلُ ويبهُت، أردتُ نجدتهُ، أن أُريه شيئاً يَستحِقُ في هذا الكَون، لكنهُ بدا دَومًا مخنوقاً كأنما تعتصِرهُ أضلُعهُ وكأنهُ لا يرىٰ غيرَ المرايا وكُل الخَليقة لا يراها.
ديكو، فتاً أعرِفهُ مُنذُ نعومةُ أظافِرُنا، لَطالما عَرفتهُ مُشرِقاً كالشَمس، كأنما كُل الليالي بِجانِبهُ نهاراً، ثغرهُ يشدو المَعازِف، وهويتهُ تَتمثل بِأنتماء كُل الأماكن أليه.
ديكو شُجاع رُغم ضُعف بُنيته؛ كمُحارِبٍ ذو قلبٍ شَغوف.
شعرهُ أخضرٌ مُورِق وخُصلاتهُ الفاتِحة الناعِمة ثَمينةٌ جدًا.إذا أصدَرت الكَنيسةُ أجراسُ ناقوس الموت وسَمعتهُ المَدينةُ أجمع، سوفَ تُبصر ديكو باكياً يأخُذ آلامُ الآخرين ويحمِلها بِداخِلهُ.
ينشُجُ الأوجاع ويُخرجها عبراتاً، يحُول كُل الأشياء إلىٰ أقلُ ألماً.
تَفتَقِدُ الأماكن ديكو القَديم، تَفتقد المَجالس صوتهُ، يفتَقِدُ الأصدقاء حضورهُ، باتت الصُور أكثَر حيويةً وبدا الماضي أكثرُ نضارة.
أخبِرني بِحقيقتُكَ، ديكو؟
أصبحنا أكثرُ نُضجاً، فِهماً ووعياً وهذا أتعسُ ما حصلَ لنا.
ديكو عَلِمَ أن الحياةَ أكبر من مُجرد حُلم مُراهق لم يُوفق به فتخلىٰ عن حُلمه وتجاوزَ نفسهُ وفقدَ لذةُ الأشياء.
أنا عَلِمتُ أن البَطل رقم واحد بطل والباقونَ أبطالٌ أيضاً يُساعِدونَ الناس، فما الهَدف مِن كوني الأول أن كانَ مُبتغاي مُساعدة الناس فقط؟ فبدا لي هذا كما لو أنني كُنت أطمحُ لِلشُهرة لا مُساعدة الناس.
وهذا الجشع قد تخليتُ عنه ألىٰ أن بِتُ لا أعرِفُني.تغيرنا كثيراً لكننا بقينا طُلاب ثانوية أكاديمية بطلي، ومَلامِحُنا لازالت مألوفة، إلا ديكو، لا يؤلَف لي شيءٌ به، ليسَ ذاكَ الفتىٰ المُبتهج الخجول، ليسَ ذاكَ من يرجو مُساعدة الآخرين.
فكيفَ يُساعد أحدٌ الآن وهو أكبرُ عدوٍ لِنفسه؟أخبرني بِحقيقتُكَ، ديكو؟
كَيفَ أستطاعَ رميَّ كُل ما حصل وراؤهُ؟ كيفَ أستطاعَ المُضي بحياةٍ أبسط مِما يُريد!
"ما حقيقتُكَ؟"
سألتهُ جالِسٌ أمامي، نظرَ لي ونَظر ثُم سألَ مُقهقهاً بسُخرية "ما معنىٰ السؤال حتىٰ؟"مؤسِف، ديكو لَم يعد يفهم السؤال.
-
مرحباً مُجدداً :)
هل كانَ من المُجدي حقاً أن يُحارب أيزوكو بجدٍ لِيُصبح بطلًا؟
أكانَ العالم يتوقف علىٰ عديمُ قُدرة؟ كانَ من المَنطقي أكثر أن يَهِب أولمايت قوتهُ لشخصٍ لهُ قوىٰ من الأساس ويكون أيزوكو يافِع يُمارس حياتاً طبيعية.
بدونِ تعاطُف مع أيزوكو أود معرفة الأراء.شُكرًا.
-
أنت تقرأ
عندلةُ الغُصون
Fanfictionالىٰ أوراق العُمر التائِهات اللتنَّ يتساقطنَ من شجرةُ النبقِ البدائية، أن رقصةُ الغجرِ الأولىٰ وقحة لكنها شجية! هُناكَ بعض الأمور تم أقتباسُها.